نظم مركزنا مركز إحياء التراث العلمي العربي / جامعة بغداد حلقة دراسية بعنوان (التراث الثقافي ليهود بغداد واثره في الحياة العامة منتصف القرن الماضي )  ‏يوم الخميس الموافق ‏‏10/10/2019 ‏في ‏تمام ‏العاشرة ‏صباحاً ‏وبحضور عدد من ‏التدريسيين ‏والباحثين ‏وعلى ‏قاعة ‏الأستاذة ‏نبيلة عبد ‏المنعم ‏في مركزنا ‏ .‏

‏ألقى أ.م.د. احمد عبد الواحد عبد النبي التدريسي في مركزنا قسم توثيق بغداد  ‏الحلقة ‏الدراسية ‏متحدثاً ‏ عن  الطائفة اليهودية في بغداد وابرز شخصياتتها حيث كان لهم دور ذو مساس حقيقي مرتبط مع بقية أفراد المجتمع الذي رعاهم ومهد لهم سبل العلم بادخالهم في الكليات العراقية ليرتشفوا العلم والخبرة جنبا الى جنب مع بقية زملائهم من غير اليهود في المجتمع العراقي ، كما نلاحظ ان اليهود عدّوا أنفسهم جزءا من المجتمع العراقي تربطهم به صلات قوية بالبلاد ويعود ذلك الى قدم وجودهم في العراق من جهة ، والى أعدادهم الكبيرة موازنة مع بقية الطوائف  غير المسلمة من جهة أخرى ، مما جعلهم يتوارثون العادات والتقاليد واللغة العربية على الرغم من التسهيلات التي قدّمتها لهم مدارس الاليانس التي جعلت الانكليزية والفرنسية هي اللغتين المعتمدتين في التدريس ، غير ان اللغة العربية بالنسبة ليهود بغداد ظلت هي اللغة الأم لأن اليهود كانوا مدركين لحجم التعامل في المجالات كلها داخل المجتمع العراقي . وكانت العلاقات الإنسانية والاجتماعية بين اليهود والمسلمين في العراق تتمثل بالثقة والمودة والاحترام ولاسّيما بين أفراد النخبة في المجتمع العراقي .ويمكن القول اجمالاً ان يهود العراق عبروا عن حبهم لوطنهم ، فهم ليسوا قطعة تراب يتنازل عنها هذا الحاكم أو ذاك الى دولة أخرى ، بل هم  من  قوام الشعب  العراقي  ولهم  صلات عميقة الجذور في الأرض وبين البشر وانتقالهم الى مكان آخر أو هجرتهم لا يعني انقطاعهم بمشاعرهم ووطنيتهم عن بلادهم  ، ولعل ما عبّر عنه الكاتب شموئيل موريه يعطي أبلغ تعبير عن حبه وارتباطه بالعراق ، إذ قال ” أحلامي عراقية ولا تدور إلا في العراق برغم انني غادرته منذ ستة عقود ، وحين سافرت الى طهران في هجرتي توقعت ان أرجع قريبا ، وكنت أسير ماشيا باتجاه بغداد ووجهي مبلل بالدموع حتى يهدني التعب واضطر للعودة الى طهران ” ، كما عبّرعن شوقه وأمنيته بأن يرى بغداد قبل ان يموت . وأشار الى وفاء يهود العراق وحبهم على الرغم من كل ما حدث أمثال مير بصري وانور شاؤل وأنهم لو عرضت عليهم كنوز الدنيا لما باعوا ذرة من تراب العراق . ولعلنا إذا دققنا النظر في ما عبّر عنه كل من مير بصري وانور شاؤل وشموئيل موريه وسمير نقاش ، لقدمت لنا صورة واضحة عن موقف النخبة اليهودية البغدادية تجاه الهوية العراقية ، ‏وتخللت الحلقة ‏الدراسية عدة مداخلات ‏ومناقشات ‏من ‏قبل الحاضرين ، وفي الختام ‏شكر ‏الحضور المحاضر ‏على ‏‏محاضرته ‏القيمة ‏متمنين ‏له دوام ‏الموفقية والنجاح خدمةً ‏لعراقنا ‏الحبيب .‏

 

 

 

RashcAuthor posts

Avatar for rashc

مركز احياء التراث العلمي العربي مركز يعنى بالتراث العربي

No comment

اترك تعليقاً