بلا عنوان

كلمة السيد مدير مركز احياء التراث العلمي العربي

كانت الانطلاقة في تأسيس مركز إحياء التراث العلمي العربي في جامعة بغداد في سبعينيات القرن الماضي ليكون منبراً بحثياً يصبو لإحياء التراث الحضاري، وليُعنى بحفظ الموروث التراثي من الاندثار والنسيان، والاهتمام بإحياء التراث العراقي من خلال النشر العلمي للأبحاث الرصينة في المعارف الإنسانية، وإقامة الندوات والمؤتمرات الدورية. ولقد قُدّر له أن يكون مركزاً ذا إلهام فكرّي لبلد هو مهدٌ للحضارة، ومشكاة أنارت آفاق العلم والمعرفة. نظراً للأهمية البالغة للتراث الثقافي بكّلِ أشكاله. تركز الدول اليوم على إظهار تاريخها الحضاري والتراثي بأبهى صوره، ليكون رافداً أساسياً في دعم اقتصادها الوطني، وليغذي روح الانتماء من خلال ترسيخ جذور هويته الوطنية.

وبكل فخر واعتزاز ننضمُّ إلى هذه المؤسسة الثقافية التي أخذت على عاتقها عملية إبراز تراث العراق التأريخي والحضاري في جامعتنا العريقة، صاحبة الريادة في بناء اللبِنَةِ الأولى للتعليم العالي والبحث العلمي. إن التراث والموروث الحضاري اليوم هو جزء جوهري من الهوية الثقافية والتأريخية لأي بلد، ليضم في ثناياه كلَّ ما أثرتنا به مجتمعات الماضي الآفل من آثار مادية وغير مادية، وبكل ما تحتويه من عادات وتقاليد ومفاهيم لتصبَّ في بوتقة إعلاء أمجاد تاريخها وموروثات حضارتها، والتفاخر بالأصالة والعراقة الحضارية لتعزيز أصول ماضيها، ومعطيات حاضرها، واستلهام آفاق مستقبلها. يحدونا الطموح ويحفزنا التفاؤل للبدء باستنهاض الهمم لمواصلة مسيرة إحياء التراث الحضاري العراقي، ويدفعنا إلى تحقيق المزيد من النجاح في هذا المضمار خدمةً لهذا البلد العظيم، بماضيه وإرثه الحضاري وما قدّمَهُ للإنسانية من إنجازات سامية بقيت خالدة على مر العصور والأزمان. لقد تغيرت اليوم الرؤية لمفاهيم التراث الحضاري، ونحن عازمون على مواكبة المفاهيم العالمية الحديثة للموروث التراثي والحضاري لينسجم ويتناسق مع ما نصبو إليه من تغيير واعد لرعاية هذا التراث وديمومَتِهِ.  إنّ إحياءَ التراث يَتَطلب جهود مستمرة تساهم فيها كلُّ الأطراف على اختلاف مواقعها وتخصصاتها وتنوعها. تلك الصفحات الحضارية من ماضينا ذات اللمحات المشرقة هي إرث لكل أبناء العراق من شماله ﺇلى جنوبه، وهي ثروة ذات تراث فكرّي عِمادُهُ جهود مضنية لعلماء وكتاب ومفكرين ومبدعين .

 

أ.م.د. ليث مجيد حسين 

مدير مركز احياء التراث العلمي العربي 2025