تدريسي من مركزنا يلقي محاضرة في الدورة
تواصل نشاط مركزنا مركز احياء التراث العلمي العربي لليوم الثالث لدورة (الوثيقة وأهميتها في تحليل النص) ، ليوم الثلاثاء الموافق 16 /4/ 2019 في تمام الساعة العاشرة صباحاً وعلى قاعة الأستاذة نبيلة عبد المنعم في مركزنا ، حيث القى أ.م.د. احمد عبد الواحد عبد النبي التدريسي في مركزنا / قسم توثيق بغداد محاضرة بعنوان (وثائق الارشيف العثماني ودورها في كتابة تاريخ العراق الحديث ) متحدثاً عن الأرشفه العثماني على انها مجموعة المصادر التاريخية التي تعود إلى العهد العثماني وهي تضم وثائق 40 بلدا مختلفا من بينها 19 بلدا في منطقتنا العربية ، و11 بلدا في البلقان، وثلاث بلدان في القوقاز، وبلدين في وسط آسيا، وقبرص بالإضافة إلى تركيا ذاتها تقعد ادارة هذا الأرشيف المهم تحت اشراف مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية و يُعد اﻷرشيف العثماني من أكبر الأراشيف في العالم من حيث عدد الوثائق والمخطوطات في العالم، إذ يضم ما يزيد عن مئة وخمسين مليون وثيقة ومخطوطة وليسهل على الباحثين الاستفادة منها تقوم الحكومة التركية بجمعها والاعتناء بها وفرزها وتوثيقها وحوسبتها في عملية توثيقية ضخمة، بانتظار ترجمة وتحليل هذه الوثائق من قبل الباحثين يوجد الأرشيف العثماني في مقرّين: أحدهما في مدينة إسطنبول في منطقة كاغت هانة، ويعمل فيه 400 موظف. والثاني في أنقرة، ويضم 300 موظف. ويقوم الموظفون في كليهما بترميم وحماية الوثائق، وتبويبها وترجمتها من اللغة العثمانية إلى اللغة التركية، ﻹتاحتها للباحثين ومن أجل تيسير عمل الأساتذة والطلاب الباحثين في هذه الوثائق، بذل مجهود كبير، لترتيب هذه الوثائق وحفظها إلكترونيا. ولم يزد ما تم إنجازه منها عن 30 بالمئة، وما تزال عمليات التصنيف جارية على قدم وساق، ولكن قد يحتاج الفراغ منها إلى عدة سنوات نظرا لكثرة الوثائق وتنوعها و يضم الأرشيف العثماني ملايين الوثائق والمخطوطات التي تتناول تاريخ الدولة العثمانية منذ نشأتها في عام 1299، ويشمل جميع الدول التي حكمها العثمانيون، باﻹضافة إلى العلاقات الخارجية، والمراسلات الدبلوماسية، وغيرها من اﻷمور الداخلية الخاصة كالتعليم والصحة وللدول العربية ملايين الوثائق في الأرشيف، وقد قامت الحكومة التركية في عام 2015 بإطلاق مشروع لمراجعة ملايين الوثائق الخاصة بمنطقتنا العربية، وعمل دراسات لجميع نواحي الحياة فيها، ثم ترجمتها وتبويبها وفرزها ثم نقلها إلى مختلف اللغات وهذا المشروع يهدف اتاحة الفرصة للباحثين للاطلاع عليها وتسليط الضوء على مادة تاريخية ثرية بالمعلومات التي تخص هذه البلدان وبالتحديد بلدنا العراق .ويأتي باحثون من دول أوروبية ومن اليابان وغيرها من الدول، وهم متقنون للغة التركية الحديثة والعثمانية، ومدعومون ماديا من قبل الجهات التي أرسلتهم، ليطلعوا على هذه الوثائق. في حين يُعد الباحثون العرب والعراقين على أصابع اليد الواحدة، وأغلبهم يأتي على نفقته الخاصة ليكابد غلاء المعيشة وقد وفرت الحكومة التركية منحا دراسية لجميع المستويات من أجل دراسة اللغة التركية والبحث، لأن اللغة التركية أداة مهمة للولوج إلى عالم الوثائق، كما أنها أنشأت فروعًا لتعليم اللغة التركية في عدد من البلدان العربية وقامت الحكومة التركية بإدراج اللغة العثماتية كمادة إلزامية في مناهج مدارس اﻷئمة والخطباء ومدارس العلوم الاجتماعية، وكمادة اختيارية في مناهج المدارس الثانوية الأخرى وفي عام 1931، باعت الحكومة التركية كميات ضخمة من الوثائق اﻷرشيفية العثمانية إلى مصانع الورق في بلغاريا، وتم نقلها في عربات القطار ومنذ ذلك الوقت، تختزن المكتبة الوطنية في العاصمة البلغارية صوفيا كنوزا من الوثائق والمراجع والمخطوطات العثمانية النادرة ، و قد تخللت الحلقة عدة مداخلات و مناقشات من قبل الحاضرين وفي الختام شكر الحضور المحاضر على محاضرته القيمة متمنياً له دوام الموفقية و النجاح خدمة لجامعتنا العريقة…
No comment