أقامَ مركز احياء التراث العلمي العربي حفل تأبينً بمناسبة ذكرى استشهاد الامام الحسين بن علي (عليه السلام)، واهل بيته واصحابه المنتجبين في واقعة الطف الخالدة وباشراف مباشر من رئيس المركز الاستاذ الدكتور مجيد مخلف طراد وعدداً من الاساتذه والموظفين في المركز.
افتتح الحفل بكلمة أ.د. رياض سعيد لطيف رئيس قسم العلوم الانسانية في مركزنا متحدثاً عن الامام الحسين عليه السلام معتبره صفحة من الصفحات المشرقة يزخر بها التاريخ الاسلامي تظل مدى الايام علامات هاديات ومشاعل نور تنير الافكار وتتجدد معها وهذه الصفحات تتطلب وقفات ، والوقفة لغرض العبرة و المراجعة لغرض التأسيس وهذا قدر اصطفائي لا يناله اي واحدٍ يقرأ ظاهر الاحداث . واستعرض الباحث خطبة الامام الشهيد (عليه السلام) مع خصومه في طريقة الى العراق .
ثم القت أ.م.د. ايمان صالح مهدي رئيس قسم المخطوطات كلمة عن تلك النهضة المباركة التي احيت العالم الانساني عبر تلك المواقف العظيمة و التضحية الكبيرة التي بذلها الامام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء فهي اكبر من كل التضحيات التي شهدها تاريخ البشرية ، فالحسين (ع) اعطى لله تعالى كل شيء لذلك كرّمه الله تعالى بأن جعل الائمة المعصومين (عليهم والسلام) من ذريته والدعاء الى آيات من الذكر الحكيم اشادت بهم والاحاديث النبوية الشريفة ، ومن ثم عرجت على اقوال المشاهير في الامام الحسين (عليه السلام) كقول المؤرخ والنائب الانكليزي ادوارد جيبون ” ان شرح حادثة مقتل الامام الحسين (عليه السلام) للنائب وفي مختلف الاماكن وعلى مدى القرون المقبلة سيفضى الى صحوة القلوب وقال الباحث الانكليزي جون أشر ” ان مأساة الحسين بن علي تنطوي على اسمى معاني الاستشهاد في سبيل العدل الاجتماعي” .وقال الشاعر والاديب المصري الكبير عبد الرحمن الشرقاوي ” الحسين شهيد طريق الدين و الحرية ، ولا يجب ان يفتخر الشيعة وحدهم باسم الحسين (عليه السلام) ، بل ان يفتخر جميع احرار العالم بهذا الاسم الشريف” وتطرقت الى ان نهضته فهي نهضة شاملة انسانية بكل المقاييس وختمت التأبين بالسلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين وعلى ابي فضل العباس والحوراء زينب و رحمة الله وبركاته .
وتشرف مركزنا بأحياء هذه المناسبة الحزينه ليقف اليوم بكل معاني تلك الذكرى الخالدة التي استلهمت منها الامة الاسلامية والعالم بأسره معاني الانسانية وعبر التضحية والفداء ، فالحسين ( ع ) مدرسة عالمية اسطورية كاملة ضحت بالروح والدم والغالي والنفيس من اجل الحرية والتحرر من العبودية والوقوف بوجه الباطل والشر الذي اراد هدم القيم والدين المحمدي والحسيني الحنيف ، حتى انتصر الدين وانتصرت الانسانية وكسر الامام الشهيد اركان الباطل وصار المدرسة الخالدة التي رفعت راية اهل البيت خفاقةً في سماء الاسلام والشجاعة ،نسأل المولى سبحانه وتعالى أن يوفقنا ويشملنا بألطافه الإلهية الخفية للاستفادة من ذكرى نهضة الإمام الحسين(ع) في العمق الذي يتحقق بمعرفة وتطبيق المفاهيم العالية التي قام من أجلها الإمام(ع) لإحياء الإسلام وتجديده. انطلاقاً من القول المأثور : الإسلام محمدي الوجود وحسيني البقاء ؛ فسلاماً على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى اصحاب الحسين ، سلاماً على الارواح التي حلت بنفائك يا ابا عبد الله …
No comment