نظم مركز احياء التراث العلمي العربي / جامعة بغداد وباشراف مباشر من رئيس المركز الاستاذ الدكتور مجيد مخلف طراد يوم الخميس الموافق 5/12/2019 وعلى قاعة الاستاذة نبيلة عبد المنعم سمنار بعنوان (بواعث الدعوة الى العامية ومخا طرها ) القت م.م بيداء عبد الحسين ردام التدريسية في مركزنا بحثها متحدثة عن اللهجات العربية، التي اختلطت مع بعضها في الأمم والمماليك المفتوحة، هذا ما فتح الباب على مصراعيه أمام العوامل التي أدت إلى تكوين اللهجات العامية تلك التي تأثرت بها العرب نتيجة لذلك الاختلاط، وإن تشعب العامية إلى لهجات مختلفة بالألفاظ والأساليب التعبيرية، فضلاً عن تكوين الجمل ودلالة الألفاظ، كما أَن اللهجات الاجتماعية في حالة تغيير مستمر نتيجة للاحتكاك بالأجانب عن الطبقات الأخرى. ظهرت مشكلة تفشي العامية في العصور المتأخرة، مما جعل الكثير من الألفاظ الفصحى تنحرف على ألسنة الكثير من العوام الى غير صيغتها الصحيحة، ودلالتها الفصيحة، دون أن تجد من يردها الى الصواب أو يعتني بإصلاحها، من ثم ابتعد الكلام اليومي حينا بعد حين عن صورته التي كانت في اللهجات العربية القديمة، وفي اللغة المشتركة أيضًا.. فعامية أي قطر من الأقطار العربية ليست ثابتة على حال واحدة، بل هي عرضة للتغيير والتطور والتبديل، سواء كان ذلك في مفرداتها، أو في أبنيتها، وأًصواتها، ودلالاتها، أم في الجمل والتراكيب، وما يتعلق بهما من قواعد وأساليب، وعامية اليوم في كل قطر، ليست كعامية الأمس، وما نقصده بعامية الأمس، هو ما لا يتجاوز في الكثير من المدن والبيئات العشرين أو الثلاثين عامًا، إذ ماتت الكثير من الألفاظ بموت الأجيال التي تحدثت بها، ودخلت ألفاظ أخرى، نتيجة لظهور ألفاظ ومصطلحات أجنبية نثرتها بين الناس أيدي التوسع في دراسة اللغات الأوربية، والعلم الجديد والتقنية المتطورة.
وبهذا فالعامية ليست خالصة العروبة والعربية، بل مازالت تنوء بثقل ألفاظ أعجمية، فضلا عن الألفاظ التي دخلت إليها من الفارسية والتركية، والكردية وغيرها، وإن كانت هذه العامية مليئة بالألفاظ الفصيحة، أو التي تمت الى الفصيحة بصلة، ولاسيما العامية العراقية.وفي الختام شكر رئيس المركز المحاضرة متمنياً لها دوام الموفقية والنجاح .
No comment