شاركت الدكتورة خمائل شاكر الجمالي رئيس قسم توثيق بغداد في المؤتمر الدولي الثاني عشر الذي نظمته الجمعية التونسية المتوسطية للدراسات التاريخية والاجتماعية والاقتصادية بالتعاون مع المركز التونسي العالمي للدراسات والبحوث والتنمية حول موضوع ( الحروب والأمل واليأس والسلام في التاريخ) الذي نظم في مدينة المنستير بالجمهورية التونسية أيام 25-26-27 /11/ 2019 بالبحث ( ظاهرة حرب الإرهاب في العراق خلال فترة 2003-2017 وآثارها النفسية على المجتمع العراقي متحدثة على ان الإرهاب ظاهرة قديمة عرفتها كثير من المجتمعات على اختلاف أنواعها فخسرت أبناءها واموالها وشتت شملها وشوهت عقائدها حتى وصلت هذه الشعوب بعد طول محنة الى قناعة مهمة وهي أن إذكاء نار الخوف والرعب بين الضحايا لا يخدم مصلحة المجتمع ولا يحقق اهدافه الشاملة وإن المنطق يقتضي التعايش بين أبناء المجتمع بأمن وأمان بعيدا عن الخوف والذعر الذي تمارسه الجماعات الإرهابية ضد المجتمعات . ولم يقتصر الاهتمام بالارهاب على علماء التربية وعلم النفس والاجتماع والسياسة والقانون فقد كان محط اهتمام كل علماء الأرض باختلاف توجهاتهم وتخصصاتهم ، أن ماحدث في العراق هو نتيجة أشكال متعددة من الانتهاكات بعضها عرضي لكن آثارها مباشرة ، كما في حالات عمليات العنف المباشر التي يكون الإنسان موجودا في دائرة مخاطرها . ويعد خطر الإرهاب وآثاره النفسية على المجتمع أشد وطأة من الجوانب الأخرى ، إذ يصاب المجتمع بالشلل التام .. باختصار نقول لم يتوقف دمار الإرهاب عند دمار المؤسسات وقتل الأبرياء بل تعدى ذلك إلى دمار النفوس وتطلعاتها نحو المستقبل والى فقدان ثقة المواطن بنفسه وباخيه الانسان .. وأكدت الجمالي أنه عاش الفرد العراقي حالة إرهاب مستمر تتفاقم يوما بعد يوم مهددة توازنه النفسي والمادي نظرا للآثار المتراكمة على مدى السنين ، ويتطلب معرفة علمية وموضوعية لمختلف اثارها حتى يكون بالإمكان مجابهتها مجابهة واعية تمكن المجتمع من تجاوزها ، ولعل نتائج الإرهاب بكل اشكاله والتي تبلغ مرحلة السلام والنتائج غير المنظورة (النفسية منها بشكل خاص ) هي الادهى والاشد على الرغم من فداحة النتائج الأخرى اي المنظورة ، وبالنسبة للشباب اليافعين الذين بدأ وعيهم للحياة في ظل الأحداث وسماعهم دوي شتى انواع الانفجارات والقذائف التي تجاوز صداها قدرة جهازهم العصبي على الاحتمال ، فلقد بدأ العديد منهم معرض لشتى أنواع الاضطرابات الجسدية والنفسية ، أن ما شهده مجتمعنا من أحداث العنف الطائفي ، والتهجير ، والعمليات الإرهابية ، وشيوع ثقافة العنف والمفخخات والانفجارات وما يرتبط بها من مظاهر القتل والتدمير وسفك الدماء فقد شكل أرضا خصبة لتنامي الآثار النفسية وما يصاحبها من خوف وذعر وقلق وتوتر ومالها من آثار في نفسية الفرد العراقي …
RashcAuthor posts
مركز احياء التراث العلمي العربي مركز يعنى بالتراث العربي
No comment