القى أ.د. مجيد مخلف طراد رئيس مركز احياء التراث العلمي العربي / جامعة بغداد محاضرة في دورة ( الاعلام بين التراث والمعاصرة) يوم الاثنين الموافق 16/12/2019 في تمام الساعة العاشرة صباحاً وعلى قاعة الأستاذة نبيلة عبد المنعم في مركزنا ، محاضرة بعنوان ( وسائل الاتصال بين التراث والمعاصرة) وبحضور عددٍ من الأساتذة والباحثين والمشتركين ، متحدثاً عن طرق تعريف الاعلام الى مختلف البيئات حيث احتل مكانته في جميع العصور ، فعرفت البشرية الاعلام في ابسط صورة من خلال دق الطبول والنداء من اعالي المرتفعات والحفر على الحجارة ، ولم يختص الاعلام بحضارة من الحضارات او بشعب من الشعوب ولا بزمان ولا مكان معينين فالانسان بطبيعته محب للاستطلاع لا يكتفي بأخباره الشخصية فقط وانما يهمه معرفة اخبار المجتمع المحدود الذي يعيش فيه لمجتمع الاسرة او القبيلة او القرية فالحياة ستكون صعبه اذا انعدم الاتصال بين الناس ولذا فالاتصال ساهم في ايصال الحضارة الانسانية الى ماهي عليه ، في عصور ما قبل التاريخ نجد رئيس القبيلة البدائية ينتهز مناسبات معينة كالاحتفالات بالزواج او البلوغ والسلام والصلح لا خبار افراد القبيلة بأمور تتعلق بالصيد والقنص والدفاع والقتال والتوجيهات والمبادئ ويفسرها بطرق متعددة واساليب مثيرة ومؤثرة ، فقد كان الانسان العربي في الصحراء او في الجهات النائية عن العمران يعرف بفطرته وتجاربه الضيقه شيئاً عن موضع الكلا ومنابع المياة ومطالع االنجوم التي يهتدي بها السائرون في البر والبحر كما يعرف بطريقة بدائية اخبار القبائل العربية من قبيلته وطبيعة هذه القبائل وعاداتها وتقاليدها ، وأضاف طراد ان هناك مجلس قبيلة يتخذ القرارات المتعلقة باحتياجات وسياسة القبيلة ويسهر على تنفيذها لذا نراهم يتخذون الرسل لتبليغ الاوامر والمعلومات لا فراد قبيلتهم او للقبائل المجاورة ، الاهم من ذلك كله ان القبيلة تعتمد بنقل تراثها الثقافي والاجتماعي والاخلاقي من جيل الى جيل فيقوم كبار القبيلة بتعليم الجيل الجديد عاداتها وتقوم الامهات بتعليم بناتهن اصول الطبخ وحياكة الملابس ويعلم الاباء الابناء كيفية الصيد ومحاربة الاعداء واعداد ادوات القتال وغيرها ، بعدها تطورت وسائل الاعلام بوقتنا الحالي لتظهر وكالات الانباء العالمية الغربية بين اعوام (1835-1580) والتي تميزت بسرعه تواصلها وشمولها وتنوعها ثم في القرن التاسع عشر ظهرت الصور الفوتوغرافية التي كان اثرها واضح في تاريخ الاعلام الصحفي ، وظهرت اول سينما في باريس سنه 1895 واستخدام اللاسلكي بشكل متقن سنه 1910 وسمعت الاذاعات في انكلترا وفرنسا والولايات المتحدة سنه 1920 وظهور اول شريط تلفازي للأخبار سنه 1949 وظهور الاقمار الصناعية في القرن العشرين وبهذه الوسائل المتطورة اصبح الخبر الذي يحدث على بعد الاف الكيلومترات يصل الى الصحافة بدقائق فالغيت المسافات بين اجزاء العالم واضاف ايضاً التلفاز الذي يصل بصوت وصورة للجمهور وياتيهم بالاخبار فور وقوعها وهذا التطور في وسائل الاعلام له انعكاساته واثارهه الكبيرة على حياة المجتمعات الانسانية بنواحيها المختلفة السياسية والاجتماعية والاقتصادية . وتخللت الدورة مناقشات وتداخلات علمية من قبل الحضور . وفي الختام شكر الحضور المحاضر على محاضرته القيمة متمنينً له دوام الموفقية والنجاح..
No comment