برعاية جامعة الفلوجة شارك الاستاذ الدكتور سعدي ابراهيم الدراجي التدريسي في مركز احياء التراث العلمي العربي / جامعة بغداد في المؤتمرالدولي الثاني للعلوم الانسانية عبر الشبكة الالكترونية بعنوان ( الفلوجة في العهد العثماني والملكي ) ببحثه الموسوم (جامع كاظم باشا في مدينة الفلوجة (تاريخه، تخطيطه، عمارته) يوم الاربعاء الموافق 10/6/2020 في تمام الساعة العاشرة صباحاُ …
متحدثاً عن أقدم جامع بُنيّ في مدينة الفلوجة في عام 1898، واهم معلم من معالمها التاريخية، وذلك بالاعتماد على المعلومات القليلة التي خلصت الينا عن طريق الوثائق والصور النادرة، فضلا عن المعلومات المتوارثة عن كبار السن.
وتكمن أهمية هذه الدراسة بوصفها تبحث في جامع مغمور، لم يُدرس سابقا أو يوثق بدراسة علمية جادة على الرغم من أهميته التاريخية والحضارية، لذلك انصب هدف البحث على إبراز الجوانب التخطيطية والعمارية لتوثيق طبيعة البناء وعناصره الفنية، ليس هذا وحسب بل يطمح الباحث أن يكون التوثيق العلمي لجامعنا سببا في جعله حلقة في سلسلة المساجد التراثية في العالم الاسلامي.
إن عدم الوعي بأهمية التراث وافتقار مدينة الفلوجة إلى مؤسسات رسمية وجمعيات تُعنى بالموروث الحضاري وتسهم في نشر الثقافة جعل تراثها العماري عرضة للضياع والهدم. إذ تضافرت عوامل عدة في طمس الكثير من أبنيتها ومن أهمها الحروب إذ أصبحت الفلوجة إبان الاحتلال الأمريكي مسرحاً للعمليات العسكرية، وأهمية الموضوع تكمن في وصفه بكراً، لم يسبق لأحد من الآثريين دراستهُ أو توثيقهُ، لذلك سعى الباحث إلى توثيقه بالمخططات والصور ووصفه وتحليل عناصره العمارية والوقوف على طرازه وفن بنائه، ودراسة مئذنته، فضلا عن اوقافه ومواد بنائه.
ان تخطيط جامع الفلوجة تقليدي قديم يشبه الى حد ما بعض المساجد التي شاعت في العصر العثماني في بغداد والموصل مثل جامع مجاهد الدين وجامع عنه الكبير. يتكون من بيت صلاة يتقدمه رواق ينفتح على صحن مكشوف. وبيت الصلاة من الداخل مقسم على رواقين يسير كل منهما بشكل موازٍ لجدار القبلة، تقطعها خمس بلاطات كونتها أربعة أعمدة مرتبة على صف واحد، والأعمدة تحمل عقود عليها قباب صغيرة. وعلى بلاطة المحراب قبة كبيرة مجصصة من الخارج. ولا شك أن هذا التخطيط في المساجد كان شائعا في العراق منذ عهد مبكر وهو نتاج لظروف طبيعية واجتماعية واقتصادية فضلاً عن الموروث العماري القديم.
في البحث محاولة لحصر المنشأت التي اوقفها كاظم باشا على جامعه في محلة السراي في الفلوجة، ومن أهمها مجموعة من الدكاكين مبنية على شاطئ الفرات، ومقهى، ودار. وهي مسجل في الوقفية الاولى الصادرة في عام (1317هـ) والثانية الصادرة في عام (1324). حاول الباحث في هذه الدراسة أن يضع للجامع مخططاً يكون قريبا من الواقع، مع رسم حدوده وعناصره العمارية من منظور آثاري، بالاعتماد على الخرائط القديمة المحفوظة في دائرة التسجيل العقاري التي تبين حدوده ومساحته بدقة، وبعض الصور التي تفصح جليا عن مظهره الخارجي وطبيعة عمارته وعناصره التكوينية. فضلا عما جالت به ذاكرة كبار السن من اهل المدينة.
No comment