بالرغم من الظروف الاستثتائية التي يمر بها بلدنا العزيز وتفشي جائحة فيروس كورونا وفي ظل توجيهات خلية الازمه حول التباعد الاجتماعي .
برعاية السيد رئيس جامعه بغداد أ.د. منير حميد السعدي المحترم وبأشراف مباشر من مدير المركز الاستاذ الدكتور رياض سعيد لطيف المحترم نظم مركز احياء التراث العلمي العربي في جامعة بغداد ندوة بعنوان ( مدينة بغداد في العصر الملكي) يوم الاربعاء الموافق 30/9/2020 الساعة العاشرة صباحاً وبحضور عدداً من الاساتذة والباحثين وعلى قاعة الاستاذة نبيلة في مركزنا .
وترأس الندوة م.د. خمائل شاكر الجمالي رئيس قسم توثيق بغداد في مركزنا وقد القى المحاضرة الاولى أ.د. سعدي ابراهيم الدراجي رئيس قسم العلوم الصرفة في مركزنا وعنوان بحثه ( واجهات البيوت التراثية البغدادية في العهد الملكي ) متحدثاً عن الموروث العماري والعامل الثقافي وماله دور كبير في تحديد نمط تخطيط البيوت التراثية في بغداد وطبيعة سقوفها ، بوصفها مدينه عريقة مرت بأدوار حضارية عديدة استعملت فيها مواد بناء مختلفة توافرت في مناطقها القريبة فساهمت في تحديد اشكال سقوفها وطرائق تشييدها ومنها اللبن والاجر والطين والجص والخشب والقصب وبعض المعادن ، ثم القت المحاضرة الثانية أ.د. احلام محسن حسين التدريسية في مركزنا وعنوان بحثها ( مراسيم تتويج الملوك في بغداد العهد الملكي (الملك فيصل الثاني انموذجاً ) متحدثة عن ما يقارب 100 عام يوم اعلان العراق أصبحت دوله ملكية وذلك في سنه 23 اغسطس /اب 1921 شهد العراق اعلان الملكية بتتويج الملك فيصل على العرش ، في مراسم جرت في ساحة مبنى القشلة ببغداد لتبدأ مرحلة مفصلية في تاريخ العراق الحديث فقد ذكرت ان الملك فيصل الاول هو من وضع اللبنات الاولى لمؤسسات الدولة والتي لازالت معظم انظمتها قائمة حتى يومنا هذا مما جعل الكثيرين يطلقون لقب (مؤسس الدولة العراقية ) وقد ذكرت انه احد المؤرخين العراقين ابراهيم العلاف قد كتب عن الملك فيصل انه حقق الاستقلال وادخل العراق في عصبه الامم المتحدة عام 1932 وانه باني مجد العراق ومؤسس دولته الحديثة وهو من وضع ركائز الوله المالية والادارية والاقتصادية والثقافية والعسكرية واتبع سياسه خارجية مستقله ونظم العلاقات مع تركيا وايران وبريطانيا وقد اوص العراق الى دوله مستقله حتى وفاته عام 1933 ومن اهم منجزات العهد الملكي حيث ذكر المحلل السياسي نجم القصاب ان المرحلة الملكية كانت افضل الفترات التي مر بها العراق مشيراً الى انجازات الملك في تطبيق القانون وقوانين وانجاز المشاريع والجسور وسكك الحديد بالرغم من معاناة الشعب العراقي من ازمات المعيشة فان فترة الملكية كانت الافضل مقارنة بدول العربية بعد وفاة الملك فيصل الاول تولى السلطة من بعده ابنه غازي الذي كان شاباً متحمسا ومندفعا ولدية طموحات قومية ساعدته على تشكيل مجموعات سياسية وانه كان معارضاً للسيطرة البريطانية ومهتما بدعم القضية الفلسطينية وان غازي طلب بظم الكويت للعراق وانشا اذاعه في قصر الزهور تطالب بها وتدعوا الى الوحدة العربية وافسح المجال للضباط القوميين العرب ، والقى المحاضرة الثالثه أ.د. احمد عبد الواحد عبد النبي التدريسي في مركزنا وعنوان بحثه (تكوين الطبقة العمالية في بغداد بالعهد الملكي ) متحدثاً ان نشوء طبقة العمال العراقيين جاء عسيراً، حسب جميع المقاييس. فقد برزت كقوة ضعيفة في الكيان الاجتماعي جنبا الى جنب مع البرجوازية التجارية الكبيرة المرتبطة بالرأسمال الأجنبي . وبعد الثورة العراقية الكبرى سنة 1920، بدأ إحلال العمال العراقيين في مشروع السكك محل العسكريين الأجانب بالتدريج .شهد العراق خلال مرحلة العهد الملكي تغيرات وتحولات مهمة نجمت عن فرض اول سيطرة مباشرة لدولة اوربية كبرى، مما ترك اثارا كبيرة على الكيان الاجتماعي للشعب العراقي، وبالذات على العمال وضماناتهم الاجتماعية التي تطورت بسرعة اكبر من غيرها بحكم حداثتها وقابليتها على النمو في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية الجديدة .وعلى الرغم من انتهاء الحرب لم تفقد العوامل الإستراتيجية للعراق أهميتها في نظر البريطانيين، ولاسيما بسبب التنافس الاستعماري من اجل السيطرة على المنطقة وثرواتها النفطية، مما اقتضى بقاء جزء غير قليل من القوات البريطانية بعد واقامتها قواعد ثابتة لها، وبلغ عدد العمال المشتغلين في مثل هذه المشاريع الاف عدة.ثمة حقيقة تاريخية لا يمكن تجاوزها في أي حال من الاحوال، بأن قضايا العمال والضمانات الاجتماعية عموماً في العهد الملكي قد شغلت جانباً من اهتمامات ادبائنا وكتابنا ومؤرخينا في تاريخ العراق الحديث والمعاصر، إذ وجه الشعراء والصحفين والأدباء اهتمامهم لمعالجة هذه القضايا عارضين لها ومحللين ومفسرين، ناصحين وواعظين، حتى أنهم صاروا في احيان كثيرة اكثر اقتراباً من قضايا العمال ومشاكلهم. واكثر تحسساً لآلامهم وآمالهم، مثل الشاعرالكبير الرصافي وشاعر العرب محمد مهدي الجواهري و الملا عبود الكرخي وغيرهم
اما المحاضرة الرابعة القتها أ.م.د. وسن حسين محيميد التدريسية في مركزنا وعنوان بحثها ( شخصيات سياسية ادبية في العهد الملكي يوسف رزق الله غنيمة ) متحدثة عن السيرة الشخصية له من اسمه ونسبه وولادته وهو يوسف رزق الله يوسف الياس عيسى غنيمة القس يشوع غنيمة ولد في 9 اب سنه 1885 في محلة راس القرية من حلات الرصافة في بغداد من اسرة مسيحية كلدانية له عشرة اخوة ، تزوج من ابنه خالة سنه 1917 وانجبت له اربعه اولاد، اما دراسته وعلومه فقد درس منذوا طفولته في روضه للأطفال وكانت تديرها راهبات اخوات التقدمة الفرنسيات سنه 1889 ولما ترعرع انتقل الى المدرسة الكلدانية الابتدائية ثم انتقل الى مدرسة الاتحاد وبقى فيها حتى منتصف سنه 1902 وتعلم اللغات العربية والفرنسية والانكليزية وشيئاً من التركية فضلاً عن حساب والجبر والمثلثات والهندسة عمل في الاعمال التجارية فآسس سنخ 1906 محلاً تجارياً في مدينة المنصور ببغداد ، اتخذ التجارة مهنا لكسب الرزق وساهم بتأسيس فندقاً في مدينه بغداد سنه 1917 وعمل في جمعية الاتحاد والترقي وساهم بالكتابة في جريدة بغداد الناطقة بلسان الجمعية وعين مديرا للقسم العربي للجريدة ، وكان يوسف رزق من الشخصيات المثقفة في العراق في مستهل القرن العشرين اذ قدم للمكتبة العربية كتباً ومقالات وبحوثاً امتدت لتشمل القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والمواضيع الادبية واللغوية والفلولكلوريا والقانونية والعلمية والتاريخية وله عدة مؤلفات مطبوعة مثل تجارة العراق قديما وحديثا ومحاضرات مدن العراق ونزهه المشتاق في تاريخ يهود العراق والحيرة المدينة والمملكة العربية فضلاً عن العديد من الاثار والمخطوطات ومقالات ومن نشاطاته الاجتماعية هي مجلس الجمعة الذي كان يعقده الاب انستاس ماري الكرملي في دير الاباء ببغداد صباح يوم جمعه للاستماع للاحاديث والمساجلات الادبية ونادي القلم العراقي الذي اسسه في اواخر سنه 1934 فريق من الشعراء والادباء ، اما المحاضرة الخامسه القتها م.د. خمائل شاكر الجمالي ارئيس قسم توثيق بغداد في مركزنا وعنوان بحثها ( التعليم في بغداد بالعهد الملكي ( كلية الملكة عالية نموذجاً) متحدثة عن تاسيس كلية الملكة عالية للبنات في بغداد عام 1946 في منطقه باب المعظم بعد رفع درجة معهد الملكة عالية الى مستوى كلية ، بهدف التوسع في التعليم النسوي نظراً لعزوف بعض الاسر المحافظة عن السماح لبناتها بالدراسة المختلطه في دار المعلمين العالية ، وفيها تتلقى الطالبات الحاصلات على شهادة الدراسة الثانوية منهجاً يستغرق اربع سنوات كامله ، وكانت الكلية تتالف من اقسام اللغه الانكليزية زاللغة العربية والتاريخ والجغرافيا والاحياء والكيمياء والرياضيات والفيزياء وفي عام 1950 استحدثت اقسام جديدة في الكلية تستجيب لحاجات المناهج المتغيرة في المدلرس الثانوية منها قسم الاقتصاد المنزلي ومن الاقسام الاخرى قسم الخياطة والفن التطبيقي وقسم الخدمة الاجتماعية الذي اسس بالاتفاق مع وزارة الشؤون الاجتماعية الا انه الغي عام 1951 وتولت عمادة كلية الملكه عالية الست (امت السعيد) وهي اول امراة تتولى عمادة كلية عراقية خلال العهد الملكي ، ومن اساتذتها ( كابريلا اوس ، اميمة علي خان ، نجلاء حيتاري ، علية الكيار وغيرهم وفي عام 1955 افتتح وزير المعادن (خليل كنه) المعرض السنوي للكلية الذي عرضت فيه الانتاجات السنوية لطالبات قسم الاقتصاد المنزلي وقسم الفن والخياطة كما قامت الطالبات بتقديم عروض للأزياء الكردية والعربية ، و، والقت المحاضرة السادسة م.م. امتثال كاظم التدريسية في قسم العلوم الصرفة وعنوان بحثها (العلاقات العراقية البريطانيه في العهد الملكي واثرها على حركة البناء) فقد تحدثت عن علاقات العراق مع بريطانيا ابان الحكم الملكي لاسباب عديدة منها ان النفط كان يدار من قبل الشركات البريطانيا وايضاً ان النفوذ الامريكي لم يضهر للوجود في تلك الفترة ، انعكس ذلك على تاثير العمارة الحديثة للبريطانين على المباني والعمارة في العراق بشكل كبير ومميز فقد كان هناك فريق العمل والمهندسين لدراسة الطبيعة الجغرافية للمدن متمثلة بتخطيط المدن وكذلك الدزاين للمباني ومواد البناء الحديث وكذلك باقي كل ذلك سيطرة على حقول النفط وايجاد الطرق السبلة من خلال تسويق النفط اذ بداء طراز جديد من المباني وتخطيط المدن قد ظهر في بريطانيا و اوربا تدرب عليه المعمار العراقي والمهندس العراقي من خلال بناء بعض المباني في بغداد ، واختتمت الندوة بمحاضرة الالكترونية م.م. أساري فلاح حسن التدريسية في كلية الآداب جامعة بغداد وعنوان محاضرتها ( المملكة العراقية الهاشمية ) متحدثة عن اول حكم عراقي في العهد الملكي الحديث وبدا رسمياً منذ تعيين الملك فيصل الاول ملكا للعراق سنه 1921 وبعدها نال العراق استقلاله عام 1934 وبغداد عاصمة العراق وقد بناها الخليفة ابو جعفر المنصور عام 146هـ وتمثل بغداد حالياً حالة من حالات التتابع المدني في اطار موقعها الجغرافي وفي توفير المياة فيها ما ادرى الى اتساع رقعه المدينة وزيادة عدد سكانها الى جانب سهولة اتصالها عبر نهر دجلة الذي يقسمها الى قسمين كرخ ورصافة عبر جسور يسهل التواصل بين الجانبين وتعد بغداد اصغر محافظات العراق ولكنها اكثرها كثافة بالسكان كما هو معروف ان بريطانيا احتلت العراقيين سنتي 1914-1918 ادارت العراق ادارة عسكرية ولكنها ابقت على المسميات الادارية العثمانية مثل لواء وسنجق وكانت بغداد في العهد الملكي ولغاية بداية الستينات تتكون من سبعه اقضية وهن قضاء غداد – المامون – الاعظمية – الكاظمية – – المحمودية – سامراء – تكريت وكذلك تتكون من 11 ناحية الكرادة الشرقية – سلمان باك – الاعظمية – الراشدية – الطارمية – اليوسفية – اللطيفية – الدور – ابو غريب- بلد- الابراهيمية – وتجدر الاشارة انه حتى بعد انتهاء فترة الحكم الملكي كان استحداث قضاء او ناحية وحتى فك ارتباط ناحية او قضاء وإلحاقهم بناحية او قضاء اخر كل ذلك كان يصدر بمرسوم جمهوري يستند الى مواد قانون ادارة االالوية رقم 16 لسنه 1945 ،وقد تخللت الندوة عدة مداخلات ومناقشات من قبل الاساتذة والباحثين و الحاضرين وفي الختام شكر رئيس الندوة المحاضرين على محاضرتهم القيمة متمنياً لهم دوام الموفقية والنجاح ..
No comment