بالرغم من الظروف التي يمر بها بلدنا العزيز وتفشي جائحة فيروس كورونا وفي ظل توجيهات الجامعة في القاء المحاضرات عبر المنصة الالكترونية
القت م.د.سندس زيدان خلف التدريسية في مركز احياء التراث العلمي العربي / جامعة بغداد وباشراف مباشر من مدير المركز الاستاذ الدكتور رياض سعيد لطيف سمنار بعنوان ( حقوق أهل الذمة في فكر الإمام علي (علي عليه السلام) يوم الخميس الموافق 19/11/2020
متحدثة عن شخصية الامام علي ( عليه السلام ) حيث تعد شخصية الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) ابن عم رسول الله وزوج ابنته فاطمة الزهراء (عليها السلام) ،ورابع الخلفاء الراشدين من الشخصيات البارزة في الفكر الإنساني لما كانت تحمله من رقي لكل معاني الإنسانية وتجسيد للعدالة في كل نواحي الحياة .
فبفكرة وشخصيته تبلورت حقوق الإنسان بغض النظر عن الجنس أو اللون أو العرق أو الديانة فقد أَولى الاهتمام لكل شرائح المجتمع وممن عني بحقوقهم هم أهل الذمة. أهل الذمة :هو مصطلح فقهي يقصد به كلاً من النصارى واليهود وأصحاب الديانات الأخرى الذين يعيشون تحت حكم الدولة الإسلامية. حظي أهل الذمة برعاية أمير المؤمنين (عليه السلام) في فترة حكمه ،فكان يوصي عماله على الخراج بقولة:”ولا تمسن مال احد من الناس ،مصلٍ ولا معاهد،إلا أن تجدوا فرساً أو سلاحاً يُعدى به على أهل الإسلام ” ،فالمعاهد الملتزم بقوانين الدولة الإسلامية هو بحكم المسلم في ضمان حقوقه وممتلكاته وصيانتها .
وكتب أيضاً إلى واليه محمد بن أبي بكر :” فاخفض لهم جناحك ،وألن لهم جانبك ،وابسط لهم وجهك ،وآس بينهم في اللحظة والنظرة حتى لا يطمع العظماء في حيفك ولا ييأس الضعفاء من عدلك عليهم “. ويؤكد (عليه السلام) في مواقف كثيرة على المساواة في الحقوق ،فلا فرق فيهم بين كبير وصغير أو بين مسلم وغير مسلم أو بين عربي وأعجمي ،فالبشر جميعهم متساوون في الحقوق والواجبات فكان يقول:”واعلموا إن الناس عندنا أسوة “. أدرك عليه السلام أهمية المساواة لغير المسلمين أمام القضاء فجعلها قانونا لا يقبل تأويلاً ،فكان يوجه كلامه إلى القضاة بقولة:”وعليكم بالعدل على الصديق والعدو ” و”لا تبغوا على أهل القبلة ولا تظلموا أهل ألذمه ” .أما عن حقهم الديني في ممارسة طقوسهم فكانوا يجرونها وفق تعاليمهم الدينية ،فقد ورد إن علياً(عليه السلام) كان يستحلف النصارى واليهود في بيعهم وكنائسهم والمجوس في بيوت نيرانهم .
وبهذا يكون الإمام علي (عليه السلام )قد نظم الحكم الإسلامي وفقاً لعلاقة ايجابية بين المجتمع الإسلامي وبين أهل الذمة لم يشهد التاريخ لها مثيلاً في التسامح الديني .
No comment