بالرغم من الظروف التي يمر بها بلدنا العزيز وتفشي جائحة فيروس كورونا وفي ظل توجيهات خلية الازمة في التباعد الاجتماعي اقام قسم توثيق بغداد في مركز احياء التراث العلمي العربي / جامعة بغداد وباشراف مباشر من مدير المركز الاستاذ الدكتور رياض سعيد لطيف ورشة عمل بعنوان ( رائدات بغداديات في تاريخ العراق المعاصر ) يوم الاربعاء النوافق 25/11/2020 وعلى قاعة الاستاذة نبيلة عبد المنعم في مركزنا حيث القى المحاضرالاولى أ.م. د. وئام شاكر غني / كلية التربية للبنات وعنوان بحثها ( نزيهة الدليمي ودورها السياسي والاجتماعي في العراق ) تعدّ الدكتورة نزيهة الدليمي من أهم الشخصيات السياسية والاجتماعية التي كان لها دور مميز في تأريخ العراق ، ولدت نزيهة جودت الدليمي في بغداد عام ( 1923) ودخلت كلية الطب عام (1941) تسلحت بالعلم إلى جانب الأفكار السياسية ، أنظمت إلى الحزب الشيوعي العراقي عام ( 1948) كونت سنة ( 1952) رابطو الدفاع عن المرأة العراقية بعد الصراع مع السلطة . أصبحت وزيرة للبلديات في تموز عام ( 1959) وقدمت خدمات عديدة وأن كانت بسيطة ، ووجهت الوعي الوطني النسوي العراقي نحو التثقيف والوعي الاجتماعي والثقافي والصحي . كان انجاز الدكتورة نزيهة الدليمي الأكبر هو صدور قانون الأحوال الشخصية المرقم 88 لسنة 1959 لتنظيم حياة الأسرة العراقية . قدمت الدكتورة نزيهة الدليمي كثير من الانجازات غير المسبوقة للمرأة العراقية ، الا أن المجتمع العراقي لم يكن مهيئ اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً لمثل هذه الأفكار التنويرية لما يجوبه من عادات وتقاليد وخرافات وسيادة بعض الأعراف الدينية والاجتماعية الخاطئة حالت دون فهم هذه الأفكار قد دفعت ثمنها الدكتورة نزيهة وأصبحت وزيرة دون حقيبة وزارية وتعرضها لهجوم سياسي أدى إلى تسقيطها فعلياً ومن ثم والمحاضر الثانية أ.د.فاطمة زبار عنيزان التدريسية في مركز احياء التراث العلمي العربي وعنوان بحثها (المؤرخة والمحققة العراقية الأستاذة نبيلة عبد المنعم داود ) الأستاذة نبيلة عبد المنعم داود مؤرخة ومحققة عراقية أستاذ متمرس في جامعة بغداد ُ ولدت في بغداد عام 1937، تعمل أستاذاً متمرساً المركز. لها أبحاث ودراسات وتحقيق مخطوطات كثيرة منشورة في حقل التراث العلمي العربي الإسلامي في مجالات الطب والصيدلة والطب البيطري والبيئة والفلك والكيمياء والمعادن والغذاء وعلم النبات وعلم الحيوان وعلم التربية والنفس والتاريخ، وتاريخ المدن والأدب والعلوم والتعليم والمرأة والحسبة فضلاً عن نشرها ما يزيد عن مائة وستين بحثاً علمياً وتاريخياً، وأربعة عشر كتاباً في التراث العربي ومن الكتب التي ألفتها وحققتها الآتي:نزهة الظرفاء وتحفة الخلفاء، للملك الرسولي العباس بن علي بن داود، نشر عام ،والطب في التراث العربي. الأدوات والآلات في الحضارة العربية الإسلامية،عيون التواريخ، لابن شاكر الكتبي، (كتاب شاركت بأبحاثها في مؤتمرات وندوات علمية عراقية وعربية وعالمية،تهيأ للأستاذة (نبيلة عبد المنعم) أن تتلقى علم التاريخ وكذلك علم تحقيق المخطوطات على أيدي نخبة طيبة من الأساتذة العراقيين الكبار الذين شاركوا في ترسيخ الدرس التاريخي والتراثي، وأرهصت جهودهم في بروز سمات مدرسة عراقية في هذا المجال من التقصي المنهجي الرصين. ومن أبرز هؤلاء الأساتذة : الدكتور (عبد العزيز الدوري) الذي أنجزت تحت إشرافه رسالتها للماجستير. والدكتور عبد الرزاق محي الدين، والأستاذ طه باقر، والدكتور فيصل السامر، والدكتور احمد حسن الرحيم، والدكتور صالح أحمد العلي، والدكتور حسين علي محفوظ، والدكتور حسين أمين، وغيرهم الكثير من الأساتذة الذين أتيح لها أن تعايش مراحل إنجازاتهم العلمية البارزة (في التاريخ وتحقيق التراث) وهما المجالان اللذان تتداخل آفاق تشكلهما في الدلالة على ماكان للأسلاف في عصورهم الماضية من وقائع وأحداث، ومنجزات علمية وحضارية،ومن خصالها في هذا المجال إنها
محققة صبورة ومن أسماء المحققات والمؤرخات قليلة جداً على الصعيد المحلي فيمكن ان نذكر ما يُعدّ على أصابع اليد الواحدة أمثال ابتسام الصفار، بهيجة الحسني، فاطمة الراضي، هذا ما يؤكده د. داود العنبكي الذي يجد على جانب آخر انه يستطيع ذكر عشرات الأسماء الذكورية في ذات المجال، ويعلق العنبكي على “أن المحققات النساء يكتفين بالشهادة العليا، ويخترن مناقشة مخطوطات سهلة وبسيطة، من دون سعي للحصول او البحث عن المزيد في مجال التحقيق والتاريخ، إلا ان هذا لم نجده في الدكتورة نبيلة عبد المنعم التي عدّت بالفعل فارسة التحقيق، لأنها محققة ومعالجة ، تحمل صبراً في مجال البحث والتحقيق لانجده في الكثير من نظيراتها.” فن التّحقّق لم تكُن د.نبيلة عبد المنعم من مُدّعي الثقافة والعلم فهي شديدة التواضع بعيدة عن الزهو المصطنع ، وقد عملت في مجال فني غاية في الصعوبة وهو فن التحقق، وهي من الشخصيات التي نأمل فيهم الخير، لأنها أستاذة فاضلة نتمنى لها العمر المديد لتجود علينا بالمزيد من عطاءاتها، وما قيل في سيرتها العلمية على سبيل المثال لا الحصر:
نبيلة عبد المنعم أستاذة التراث العربي والإسلامي ..في المنتدى الأكاديمي الثقافي – مركز النور نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين. نبيلة عبد المنعم داود – أبجد نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
المشغل المنهجي للأستاذة (نبيلة عبد المنعم داود) تأملات في القيم والمنجز – ملاحق جريدة المدى اليومية موسوعة المؤرخين العراقيين – إبراهيم العلاف – الموصل – 2011. والمحاضرة الثالثة أ . د . احلام محسن حسين التدريسية في مركز احياء التراث العلمي العربي وعنوان بحثها ( رائدة بغدادية معاصرة المهندسة ((زُهاء حديد )) زُهاء محمد حسين حديد اللهيبي، المعروفة أيضاً باسم زُها حديد وُلدت في العاصمة العراقية بغداد يوم 31 أكتوبر عام 1950 لعائلةٍ ذات نفوذ؛ فوالدها محمد الحاج حُسَين حديد، كان رجل أعمال وأحد مؤسسي الحزب الوطني الديمقراطي في العراق، والوزير الأسبق للمالية العراقية بين عامي 1958-1960م ، ووالدتها وجيهة الصابونجي كانت فنانه ساهمت تربية زها على يد والدها في تكوين شخصيتها الباهرة النجاح، كما كانت تقول: “لم أشك يومًا في إنني سأصير محترفة” مسيرتها العلمية : تلَّقت زها حديد تنشئة مُرَفَّهة منذ ولادتها اذ التحقة بمدارس داخلية في إنجلترا وسويسرا. وأدركت منذ صغرها أنها ستصبح مشهورةً يومًا ما، اذ كانت ذكيَّة وطموحة. درست الرياضيات بالجامعة الأمريكية في بيروت، وتخصصت في الرياضيات، قبل أن تنتقل إلى لندن. وفي عام 1972 انتقلت الى لندن لدراسة الهندسة المعمارية بكلية الجمعية المعمارية في عام 1980، وبعد حصولها على الجنسية البريطانية تركت زها العمل بمكتب مِعْمَار العاصمة وأنشأت مكتبها المعماري الخاص في لندن، والذي يعمل به اليوم أكثر من 350 شخصًا. أما عملها في مجال التدريس، فقد عُينت أستاذة في كلية الهندسة المعمارية بجامعة إلينوي في شيكاغو خلال مدة التسعينيات. كما عَمِلَت أستاذة زائرة بعدة مؤسسات تعليمية اخرى وفي عام 1998، حققت نجاحًا باهرًا عندما تم اختيار تصميمها لمركز روزنتال للفن المُعَاصِر Rosenthal Center for Contemporary Art. وكان هذا أوَّل مشاريعها بالولايات المتحدة الأمريكية، وحصل تصميمها على جائزتين: جائزة المعهد الملكي للمعماريين البريطانيين ، في عام 2004، وجائزة المِعْمَار الأمريكي American Architecture Award من متحف شيكاغو المِعْمَارِي The Chicago Athenaeum في العام التالي . في عام 2005، تم اختيار تصميمها لمبنى الرياضات البحرية الأولمبي المُخصص لدورة الألعاب الأولمبية 2012 في لندن. وفي عام 2012، تم اختيار تصميمها للاستاد الأولمبي المُخصص لدورة الألعاب الأولمبية 2020 في طوكيو اهم منجزاتها الهندسية والجوائز التي حصلت تتعدَّى الجوائز والأوسمة التشريفية العريقة التي حصلت عليها زها المائة جائزة. فقد حصلت على أولى جوائزها في عام 1982، وهي الميدالية الذهبية للتصميمات المعمارية Gold Medal Architectural Design عن تصميماتها في بريطانيا في عام 2004، أصبحت أوَّل امرأة وأحد أصغر الحاصلين على جائزة برتزكر وتُعَدُّ هذه الجائزة أرفع تكريم على مستوى العالم في مجال الهندسة المعمارية في عام 2012، حصلت زها على وسام الشرف البريطاني برتبة سيدة of the Order of the Commander British Empire. كانت زها حديد أوَّل امرأة عربية تحصل على جائزة بريتزكر في عام 2004. وخلال حياتها قَدَّمت زهاء 950 مشروعًا في 44 دولة في مختلف انحاء العالم . ومن اهم اقوالها :
أفْتَقِد لبعض الأمور في العالم العربي، أفتقد اللغة والسَّكينة المتواجدة في تلك المُدن بأنهارها العظيمة. سواءً كنت في القاهرة أو بغداد، ستجلس هناك وتُفَكِّر أنْ النهر كان يجري خلالها منذ آلاف السنين. هناك لحظات ساحرة في تلك الأماكن.
التعليم والسكن والمستشفيات من أهم احتياجات المجتمع. ولا بد من القول ان زهاء حديد لم تتزوَّج قط،. فقد كَرَّست جُلَّ حياتها لعملها. وكانت زها حديد أعلى المعماريين أجرًا على مستوى العالم. وفي وقت وفاتها، كانت ثروتها تُقَدَّر بـ215 مليون دولار
اخيرا وفاة زها حديد : تُوفِيَّت زها حديد في 31 آذار/ مارس 2016، في مستشفى ميامي، إثر إصابتها بأزمة قلبية. وكانت تخضع لعلاج من الالتهاب الرئوي في وقت وفاتها اشتهرت زها بتصميماتها المُعَبِّرَة التي تتسم بانسيابية من نقاط منظور متعددة، وتُعتَبَر أحد روَّاد فن العمارة المُعاصِرة؛ كما اشتهرت عالميًا بتصميماتها المُبتكرة ذات النمط التجريبي، رحم الله زهاء حديد وطيب الله ثرها
والمحاضرة الرابعة أ.د. الاء نافع جاسم التدريسية في مركز احياء التراث العلمي العربي وعنوان بحثها من مُبدعات مدينة بغداد الرائدة التشكيلية ( نزيهة سليم ) تعطي الفنانة التشكيلية ” نزيهة سليم ” صورة المرأة العراقية الحرة ، وهي من عائلة فنية عريقة ، ولدت في مدينة أسطنبول بتركيا من والدين عراقيين عام 1927 ، والدها ” الحاج سليم علي عبد القادر الخالدي الموصلي ” الذي أكمل دراستهُ في المدرسة العثمانية العسكرية بأستنبول ودخل العسكرية وتخرج منها ضابطاً .
عادت عائلتها إلى العراق بعد تأسيس الدولة العراقية عام 1921 بالعراق ، وعند عودتهِ إلى العراق عُين والدها موظفاً في وزارة الداخلية بدرجة مميز ( رئيس ملاحظين ) فضلاً عن إلقائهِ الدروس الفنية في المدرسة الجعفرية ومدرسة التفيض، وكان متعدد المواهب رسام ومصور وقارىء قرآن ومحب للمقام والغناء ، وقد حظي والدها حظوة في البيت الملكي لاسيما كان المعلم الخاص للأمير غازي آنذاك بموضوع الرسم وهو أحد رواد الأعلام في الفن التشكيلي العراقي ، وكان لهُ التأثير الأعظم على أولادهِ، أما والدتها مليكة عبد الله تمتع بمواهب فنية في التطريز والنسيج . لذا نشات وترعرت الفنانة ” نزيهة ” وسط عائلة إمتازت بحبها وشغفها للفن فضلاً عن أشقائها الأربعة ” رشاد ” ضابطاً في الجيش العراقي وكان مقرباً من إحدى أميرات الأسرة المالكة في العراق ، و” سعاد ” فنان كاريكاتيرمشهور وكان أيضاً مقرباً من الأسرة المالكة في العراق ، و ” نزار” الذي دخل معهد الفنون ،و”جواد “عملاق الفن التشكيلي ومن أشهر النحاتين في تاريخ العراق الحديث ومن أعمالهِ (نصب الحرية) فتأثرت بأعمال شقيقها من حيث التبسيط والحرية في الخط واللون والفرشة الطلقة والأوان الحارة وعدم الأهتمام بالتفاصيل . أكملت دراستها الفنية بمعهد الفنون الجميلة ببغداد بتفوق لذا أرسلت ببعثة رسمية إلى باريس . وتخرجت من معهد الفنون العليا (البوزار) بباريس في عام 1951 تخصصت في الرسم الجداري الجداريات وتتلمذت على يد الفنان الفرنسي ” فرناند”وحصلت أيضاً على زمالة لمدة عام واحد في المانيا للتخصص برسوم كتب الأطفال ومسرح الأطفال . وقد إمتازت الفنانة بالجرأة في ذلك الوقت لسفرها خارج العراق بمفردهابالوقت ذاته كانت تنتمي إلى أسرة متفتحة ذلك ساعدها على السفر لإكمال دراستها خارج العراق .
إسلوبها في الفن التشكيلي : تُعد الفنانة ” نزيهة سليم ” من أوائل الفنانات العراقيات التي جسدت تقاليد الحياة والممارسات التي تأتي فيها المرأة كمحور أساس ، بسياق تعبيري يعتمد على التبسيط ، فهي كانت أكثر الفنانيين العراقيين إنحيازاً إلى تجسيد المرأة العراقية ، أيّ إن المرأة في رسوماتها كائن عطوف وخجول فضاءاته محددة وتقليدية .
كانت الفنانة ” نزيهة ” تتذكر حكمة شقيقها ” جواد سليم ” بقولهِ ” لكي لايتأثر الفنان بمؤثرات آخرى عليه أن يظل باقياً على وعيهِ الفطري ” وفضلاً عن ذلك بأنها عالجت قضايا المرأة والعمل والطفولة بالأسلوب الذي يُعبر عن مزاجها وشخصيتها . فأسلوبها حافظ على فن لاينفصل فيها الخيال الخصب عن ملاحظاتها الدقيقة في رسم النساء والطبيعة والموضوعات الأجتماعية .
علاوةً على ذلك بأنها أعطت كثيراً من أعمالها تعبير عن الحياة الأجتماعية للمرأة العراقية وأظهرت معاناتها في كل مكان في السوق والبيت والعمل وأظهرت تلك الأعمال تعاطفاً واضحاً مع المرأة كانت تحس الآم المرآة العراقية وتعكس معاناتها في قلمها ، وكانت تلاحق بعض النسوة لتشتري جلوسهن بالمال . وإنها كانت رائدة في الواقعية ولكنها سلكت طريق الحداثة من خلال التجريد ، مستفيدة من منهج أخيها ” جواد ” لكنها لم تصل إلى مستواه ، ترجمت معاني عديدة من المجتمع …، ولم تعطي إهتمامها لنفر معين من البشر ، بل كانت ترى كل العراقيين بمنظار واحد طوال مسيرتها ، وقد أعتنت أيضاً عناية غير عادية برسوم الأطفال .. وبرعت في رسم البورتريهات . مساهماتها الفنية :
ـ شاركت في أكثر معارض جماعة بغداد للفن الحديث .
ـ ساهمت في المعارض الوطنية التي أقيمت خارج العراق .
ـ كانت عضوة جمعية التشكيليين العراقيين ونقابة الفنايين ببغداد .
ـ عضوة في جماعة بغداد للفن الحديث .
ـ أستاذة في معهد الفنون الجميلة منذُ عودتها من باريس حتى عام 1982.
ـ ساهمت في تأسيس الفنانيين التشكيليين العراقيين .
ـ كانت محاضرة في كلية الفنون الجميلة .
ـ لها الكثير من اللوحات الفنية الرائعة في المتحف العراقي في مركز دائرة الفنون ببغداد الذي تحطمت وسرقت لوحاته بعد حرب 2003.
ـ أقيم لها معرض تكريمي في المتحف الوطني للفن الحديث ببغداد عام 1982.
توفيت الفنانة نزيهة وهي وحيدة في منزلها في الوزيرية ببغداد عن عمر ناهز الثمانين عاماً في يوم الجمعة 15 / شباط / 2008 رحمها الله وأسكنها فسيح جناته .
وإبنة الفنان والضابط ” محمد سليم ” عاد من إستنبول أيام تأسيس الدولة العراقية ، وساهم مع مجموعة من الفنانين في وضع اللبنات الأولى للفن التشكيلي العراقي ، وأخت الفنان ” جواد سليم ” و ” نزار سليم ” و ” سعاد سليم” وقد ساهمت الفنانة مع عائلتها في تطوير حركة الفن التشكيلي في العراق فكانت لها بصمتها المميزة ليس في رسم الحياة البغدادية فقط ، بل في رسم الحياة في جميع المدن العراقية وخصوصاً الجانب الأجتماعي منها ، وعالم المرأة تحديداً
والمحاضرة الخامسة أ.م.د. زينب كامل كريم التدريسية في مركز احياء التراث العلمي العربي وعنوان بحثها (من رائدات العراق الشاعرة (عاتكة الخزرجي) لاشك إن” الشاعرة عاتكة وهبي الخزرجي ” تُمثل أحد أبرز الأوجه المعاصرة للشعر العربي الحديث الذي يكشف عن ثقافة عميقة الجذور بالتراث والوطن والأنسان تكاد تكون شاعرتنا رائدة الشعر الحديث .
ولدت شاعرتنا في مدينة بغداد عام 1924 بعد ستة أشهر من ولادتها توفي والدها ( كان متصرفاً للواء بالموصل ) تكفلتها أمها وربتها تربية حسنة ، وقد أكملت دراستها الأبتدائية في المدرسة الحيدرية للبنات بتفوق ثُم المتوسطة والأعدادية.
بدأت إهتماماتها بالشعر منذُ سن الرابعة عشر وأخذت بكلوريا الفنون في معهد المعلمين العالي ، ثُم حصلت على شهادة البكلوريوس في الأدب العربي من دار المعلمين العالية سنة 1945فمارست التدريس في ثاموية الأعظمية للبنات ثُم نُقلت إلى الإرشاد في الوسائل التعليمية والأيضاح . وإلتحقت شاعرتنا بجامعة السوربون عام 1950 وحصلت على شهادة الدكتوراه عام 1955 ، ودرست اللغة العربية لاحقاً في معهد المعلمين العالي ثُم أستاذة للأدب الحديث في كلية التربية بجامعة بغداد وبقيت في عملها حتى أحيلت على التقاعد في أواخر الثمانينيات. وإنها شاعرة رائعة تعد من ابرز شاعرات العراق في العصر الحديث . ضم شعرها بين قصائده وابياته جمال روح بغداد وعشقها وصوفيتها وشوقها للماضي وصبابتها للحاضر فقد نهلت من ثقافات مختلفة في دار المعلمين العالية ومن خلال سفرها خارج العراق ومع ذلك فقد حصرت ادبها وشعرها في الادب العربي فقط، وكان في شعرها نلمس نزعة تقليدية لتأثرها بشعر العباس بن الاحنف و نفس المتنبي، وتتميز اغلب قصائدها بطابع قصصي رائع ما يتسم به شعرها وونشعر فيه نغمة ذاتية وموسيقى شجية. وشعرها يزخر بالادب العالي شعراً رقيقاً يجسد حبها للوطن الذي سكن روحها وخيالها وفي شعرها ايضا قوة معنى وترابط وتنسيق جميل نلحظها في ابياتها الشعرية .
كانت تهتم بموسيقى الشعر ورقته وترعى كل من تتلمس لديه موهبة في الشعر ، وتشدد عليه حتى يصفو شرابه ويشتد عوده . وكان لها دورها الثقافي المتميز من خلال حواراتها وما تنشره من قصائد . عاصرت شاعرتنا عدد من الشعراء أمثال ( الشاعر بدر شاكر السياب ، وعبد الوهاب البياتي ، ولميعة عباس عمارة .. وغيرهم ) . أسلوبها الشعري :
كان يطغي على أسلوب الشاعرة عاتكة النزعة الصوفية ، وقد برز هذا النوع من الشعر في العصر الحديث في شعر المرأة لأجتماع المتعارضات السلوكية في العصر الحديث .
وإن هذه النزعة التي طغت على شعرها نتيجة لتأثرها بجدها الصوفي الخزرجي لما كانت تسمعهُ من والدها الذي ينشد شعر والدهِ وشعراء متصوفين آخرين ، ولكن بعد غربتها عن لادها إتسم شعرها بالواقعية .
نتاجاتها الأدبية : عكفت عاتكة على نظم الشعرِ منذ أن كانت في العاشرة من عمرهاونشرت منه وهي في الرابعة عشرة في الصحف العراقية، وكتبت مسرحيةً بعنوان (مجنون ليلى) وهي في السادسة عشرة في مرحلة الدراسة الإعدادية، وطبعتها سنة 1963 في القاهرة، وتنهج فيها منهجَ احمد شوقي، وقد انتمت إلى نادي القلم سنة 1957، ومن دواوينها المطبوعة (أنفاس السحر)حيث طبع في القاهرة سنة 1963 و(لألاء القمر)الذي طبع في القاهرة 1994 ولها ديوان مخطوط بعنوان (أنواف الزهر) وعدد من المقالات المنشورة . ولابد من الإشارة إلى أنّ ديوانَها الأول لا يكشف لنا إلا فتراتِ التكوين الأولى، منها ما رافق فترة (الطلب والتلمذة) ومنها ما رافق فترة التغرب في أوربا حيث نلمحُ فيه بداية التحرر الروحي ويقول عن هذا الأمر الدكتور داود سلوم: (إني أرى أن مادة هذا الشعر الوجداني- الذي نسبته الشاعرة إلى مسرحية عُلية بنت المهدي كان تهرباً من الاعتراف بعواطفها في الفترة الأولى . وأود أن أشير إلى أنَّ الشاعرة عاتكة الخزرجي على الرغم من أنها عاشت في أول شبابها في مجتمع متحرر نوعاً ما، ثم سفرها إلى فرنسا للدراسة، ورجوعها بعد ذلك وهي تحمل دكتوراه الدولة في الأدب العربي، وسلوكها بعد مجيئها من دراستها خارج العراق سلوكاً تحررياً وشعورها بالكثير من السعادة في حياتها الأولى قبل زواجها الأول، الذي لم يكتب له الاستمرار، ثم في زواجها الثاني الذي هو الآخر لم يعمّر طويلاً نرى أن الشاعرة قد تغيرت في أفكارها وأشعارها. وظهر في المرحلة الثالثة من حياتها نوع من التشاؤم في الحياة أدى بها إلى الاتجاه نحو شعر التصوف ويقول عنها الدكتور داود سلوم الذي أطلق عليها القديسة وناداها به فيقول: (إنّ القديسة في صلواتها الشعرية لا تتكلف في اختيارها فهي تشعر بالقربِ ممن تخاطب، وتشعر أنه قريبٌ منها …) كانت الدكتورة عاتكة الخزرجي تجمع في شخصيتها الجميلة بين الفتاة البغدادية المترفة والأناقة الباريسية الجذّابة، والخُلق الإسلامي المحافظ .. توفيت الشاعرة عاتكة في عام 1997 عن أربعة وسبعين عاماً ، وتركت واءها عدة دواوين شعرية وذكريات وآثر في سفر الثقافة العراقية والشعر العراقي وقد كُتب عنها العديد من الدراسات والمقالات في الصحف والمجالات والحاضرة السادسة : م.م. عباس كاظم عباس التدريسي في مركز احياء التراث العلمي العربي وعنوان بحثه ( عالية احمد نعيم سوسة ) رحلة بناء وجهاد واستشهاد. معرفها :هي عالية احمد نعيم سوسة، مؤرخة عراقية متخصصة في تاريخ اليهود، واستاذة في قسم التاريخ في كلية الآداب جامعة بغداد، من مواليد بغدا في ١يوليو،تموز،١٩٤٩،حاصلة على شهادة البكالوريوس من الجامعة الأمريكية من بيروت، والماجستير من جامعة لندن، والدكتورة من جامعة السوربون من فرنسا، وكان التاريخ هو موضع تخصصها في كل هذه الشهادات، وخاصة مايعنى بتاريخ اليهود، قامت بالتدريس في قسم التاريخ في كلية الآداب جامعة بغداد للفترة(١٩٧٦-١٩٩٠)،الى ان نالت درجة الأستاذة، ثم احيلت على التقاعد بناء على طلبها التفرغ للبحث العلمي على الصعيد المحلي والدول، حاظرت في الكثير من الجامعات منها جامعة شيكاغو في عام ١٩٨١،وفي كلية القانون بغداد(١٩٩٠-١٩٩١)،ثم عملت خبيرة في مجلة الشرق الأوسط التابعة لنفس المركز في واشنطن، وكذلك محررة لقسم اللغة الإنكليزية في مجلة المؤرخ العربي في الثمانينات، لديها الكثير من المؤلفات ومنها كتاب(مدخل إلى التاريخ العربي)، نشر عام ١٩٨٢،وكتاب (ميادين الدراسات اليهودية)، والدكتورة عالية سوسة ابنة واحدة اسمها (سارة الصراف) قامت بشر تراث والدتها وجدها، وفي ١٩ آب من عام ٢٠٠٣ طالت يد الغدر الدكتورة عالية احمد سوسة في تفجير مقر الأمم المتحدة واستشهاد ها مع مع رئيس البعثة (سيرجيو اميلو) بعد أن كانت تؤدي عملها في البعثة كموظفة في البنك الدولي المساعدات، عليها الرحمة والخلود. المحاضرة السابعة م.م. بيداء عبد الحسن رادام التدريسية في مركز احياء التراث العلمي العربي وعنوان بحثها ( خديجة الحديثي . حياتها واثارها العلمية سجلت الدكتورة خديجة الحديثي سبقا في الريادة النسوية في التعليم؛ إذ شغفت منذ صغرها بالعلم وسعت الى طلبه، على الرغم من الظروف القاسية التي كانت تواجه تعليم البنات في ذلك الوقت، إلا أن إصرار عائلتها وتشجيعهم لها كان دافعا لاجتياز تلك الصعوبات. فضلا عن حبها للعربية الذي دفعها الى اختيار قسم اللغة العربية في كلية الآداب، وجعلها تتفوق على الكثير من زملائها الذكور، كل هذا كان حافزا لها لمواصلة الدراسة والحصول على الشهادات العليا.
تعد الدكتورة خديجة الحديثي أول امرأة تختص بعلم الصرف وتتفوق فيه، كما تعد إحدى النساء القلائل الشهيرات في الوطن العربي المتخصصات بعلمي النحو والصرف، إذ تعد مؤلفاتها معتمدة من باحثي الوطن العربي، فمؤلفاتها من أكثر المؤلفات المتداولة بين الباحثين العرب مقابلة بمؤلفات النساء المتخصصات في الميدان نفسه. حققت في بداية مشوارها العلمي مع زوجها الدكتور أحمد مطلوب تسعة من كتب التراث العربي، من ثم توجهت للتأليف فألفت عشرة كتب تضمنت مختلف الدراسات النحوية والصرفية، فضلا عن كتابتها للعديد من البحوث المنشورة في مختلف المجلات العلمية العراقية والعربية، وكانت ضمن لجنة ألفت كتابين للدراسة الابتدائية بعنوان لغتي. عشقت الدكتورة خديجة الحديثي كتاب سيبويه وكرست جل اهتمامها لدراسته، لأنها كانت تعتقد أنه أساس النحو العربي، حتى أشرفت على الكثير من الدراسات العليا التي اعتنت بدراسة كتاب سيبويه
والمحاضرة الثامنة م.م. امتثال كاظم سرحان التدريسية في مركز احياء التراث العلمي العربي وعنوان بحثها (اضواء على رائدات النهضة النسوية في ثلاثينيات واربعينيات القرن الماضي هناك مئات الاسامي النسائية التي عاشت ٥ي ذاكرتنا العراقية والعربية والتي كان لها الدور الكبير في النهضة النسائية .. فقد سجلت أسمائهم في سجل التاريخ النسائي ، منهن مسلمات ومسيحيات عربيات وكرديات من كل طوائف الطيف العراقي وفي كل نواحي الحياة في الطب والصيدلة والحقوق والفن والادب الصحافة التعليم والاثار . . شاعرات وفنانات منهن من عمل في مؤسسات الهلال الاحمر العراقية ومنهن من عمل مديرات لصحف محلية ووزيرات وطبيبات وهكذا كانت رباب الكاظمي ، نازك الملائكة ، نزهت غنام ، مائدة الحيدري ، نظلة الحكيم ، وأخريات كن من الأوائل في ثلاثينات القرن العشرين ممكن تم ارسالهم في بعثات خارج العراق للدراسة ، وعشرات غيرهن ذهبن للدراسة على نفقتهن الخاصة في الجامعة الامريكية ببيروات والى مصر امريكا وانكلترا في مطلع القرن الماضي وكانت نزيهة الدليمي اول وزيرة في تاريخ العراق الحديث والوطن العربي والشرق الاوسط عام ١٩٥٩ وقد ساهمت اسهام مباشر في الدفاع عن حقوق المراءة ووضع القوانين الخاصة بها واسماء كثير جاءت بعدها مان لهن دور كبير في مساندة الرجل بعيدا عن الاعراف والتقاليد وكانت المراءة ٥ي تلك الفترة هي جسر للوصول الى الثقافة وايصال صوتها لكي تواجه الواقع المرير والعبودية السائدة للمرأة في تلك الفترة متحدية بذلك كل قوانين الحياة لكي تصل الى حقيقة المساوات بينها وبين الرجل ولكن يبقى السؤال هل كان البلد مهيء ان يتقبل حرية المرأة وان يتقبل مساواتها مع الرجل وهل هناك مساحة واسعة من للعمل معا .. وهل المجتمع يتقبل هذه الفكرة ام هو مجتمع ذكوري تبقى تلك الأسئلة متناقضة حتى يومنا هذا ومسك ختام الورشة لل م. م. خمائل شاكر الجماليّ / رئيس قسم توثيق بغداد ( رائدة في تاريخ العراق المحامية أمينة الرحال ) تعدّ السيدة ( أمينة الرحال ) أول امرأة مارست مهنة المحاماة في العراق ، ولدت السيدة امينة الرحال في 23/4/ 1915 ، وهي من أسرة متنورة كان والدها ( علي صائب الرحال ) ضابطاً في الجيش العثماني برتبة ( قائم مقام ) وتولى منصب مدير المدرسة الحربية في إسطنبول ، ثم أصبح فيما بعد( قائم مقام مدنياً ) لعدد من المحافظات ، وهو من أصل عربي من محافظة الأنبار ، وهي شقيقة الأديب ( حسين الرحال ) المفكر السياسي المعروف ، وهي كذلك أبنة عم الفنان ( خالد الرحال ) النحات العراقي المعروف ، وزوجة التربوي ( عوني بكر صدقي ) صاحب المؤلفات الكثيرة .
نشأت في بيئة عراقية تحرم التقاليد الاجتماعية والدينية فيها على المرأة أي اختلاط مع الرجل ، أو الخروج وحدها والاتصال بالآخرين ؛ لكنها قررت تحدي تلك العادات الاجتماعية فكانت أول امرأة تتخلص من ارتداء غطاء الرأس أي الحجاب في ثلاثينات القرن العشرين . بعد اتمام دراستها بتفوق في دار المعلمين قدمت طلباً للالتحاق بكلية الحقوق وكانت محامية في عام ( 1943) ، وعملت في مكتب المحامي ” عبد الرحمن خضر ” الذي كان يدرّس في هذه الكلية وله كتابات في القانون .
وعُدت أمينة الرحال من رائدات العمل التطوعي في العراق ، حيث سافرت وهي طالبة في دار المعلمات كرئيسة لوفد المرأة العراقية ، إلى المؤتمر النسائي الشرقي المنعقد في دمشق في تموز من عام 1930 .
استقالت امينة الرحال من التعليم في 1/ 10/ 1939 لتدخل كلية الحقوق في 6/11/ 1939 وبعد تخرجها في 1/6/ 1943 انتمت إلى نقابة المحامين في 12/ 6/1943 . مارست مهنة المحاماة لمدة سنتين ، ثم أعيد تعيينها في وزارة المعارف ( التربية ) مديرة لمتوسطة العمارة للبنات بتاريخ 1/9/ 1945 . وبعد ثورة 14 تموز سنة 1958 عينت مشرفة تربوية واستمرت في العمل في وزارة المعارف لغاية 28/8/ 1963 حيث فصلت لأسباب سياسية . وأعيد انتمائها إلى نقابة المحامين في 16/ 1/ واستمرت بالمحاماة لغاية أحالتها على التقاعد أسباب صحية في 19/3/ 1973 . انطلقت ” أمينة ” لتتحدى الجهل والتخلف الذي يحيط بها والمجتمع ، في عام 1936 حصلت على لقب السائقة المثالية لأنها أول امرأة استطاعت أن تسوق سيارتها الخاصة وهي انجليزية الصنع من نوع” بيبي فورد ” في شوارع بغداد بعد حصولها على إجازة القيادة ، وكان سكان بغداد لا يصدقون ما يروه وهي تمر أمامهم بسيارتها فارعة الرأس فيصابون بالذهول والدهشة والاستغراب ، وبخاصة الأطفال الذين كانوا يصفقون لي في مداعبة طريفة لا تخلو من شغب طفولي بريْ ، ويصادف أن بعض رجال المرور يؤدون لي التحية اعتقاداً منهم بأني موظفة اجنبية وبمنصب كبير في السلك الدبلوماسي ، ولكن البعض الآخر بارك لها تلك الخطوة الجريئة التي رأوها انتصاراً للمرأة الواعية . وقد حصلت ( أمينة الرحال ) على تكريم مديرية المرور العامة قبل عدة سنوات وذلك لسياقتها سيارتها لأكثر من قرن دون أن ترتكب أي مخالفة .
انتقلت إلى رحمة الله في 15/ شباط / 2002
No comment