بالرغم من الظروف التي يمر بها بلدنا العزيز وتفشي جائحة فيروس كورونا وفي ظل توجيهات الجامعة في القاء المحاضرات عبر المنصة الالكترونية القت م.م. بيداء عبد الحسن ردام التدريسية في مركز احياء التراث العلمي العربي / جامعة بغداد وباشراف مباشر من مدير المركز الاستاذ الدكتور رياض سعيد لطيف سمنار بعنوان ( التخطيط اللغوي والسياسة اللغوية في سلامة اللغة العربية ) يوم الخميس الموافق 10/12/2020
معرفة السياسة وهي جسر عماده الثقافة، والثقافة نهر تُسقي جداوله مزارع السياسة، والهوية قلعة حصنها الثقافة، وسياجها اللغة)؛ أما عن قضية اللغة التي هي النبراس المنير لكل تحصن ثقافي، ونتيجة لتحول الحرب الثقافية الى حرب بين الهويات، ينبغي أن تنطلق صيحة الفزع بشأن مصير اللغة العربية، ولكون الذاكرة الثقافية أطول عمرًا من الذاكرة السياسية؛ إذ تبقى مع الزمن تاريخًا؛ فتتوالى زلازل التاريخ على الأرض العربية بدأ بحملة الغرب وسياسة الاستعمار في القرن التاسع عشر ومحاولة ولهلم سبيتا واتهامه اللغة العربية بالصعوبة، وأَنها لغة يصعب على العربي والأجنبي تعلُّمها، ودعوة ولكوكس تلك المحاولة التي حاولت النيل من العربية الفصحى بالدعوة إلى العامية؛ لتحرم أبنائها من التراث الديني والعلوم والآداب؛ وتسهل مهمة الاحتلال؛ فالموطئ الذي تتقاطع في مركزه السياسة والثقافة واللغة، محاولة طمس معالم الهوية وتفتيت أركانها كي يتم تفكيكها من الداخل. واضافت ايضاً
ولتجفيف معين اللغة التي جاء بها القرآن الكريم؛ صدرت الإرادة المتسلطة الت تصر على اجتثاث مقومات الهوية العربية في لغتها.
وتتفاوت القوى الاستعمارية فيما بينها قوة وضعفا، لا تتفاوت كرها للعرب أو حبا لهم، ولو كان من مصلحتهم جميعا انتحار العرب سياسيا لما ترددوا في دفعهم الى الهوة، ولكن مصلحتهم هي أن ينتحر العرب ثقافيا ولغويا ويظلوا في السياسة وفي الاقتصاد كتابع للقوى العالمية المهيمنة، فضلا عن المناورات التي تُحاك بين الفينة والأخرى التي تهدف إقصاء اللغة العربية من جملة اللغات الرسمية المعتمدة دوليا؛ بحجة افتقارها للمترجمين الفوريين الماهرين المتعاملين بين مختلف اللغات المعتمدة في الأمم المتحدة.
لذا كان التشريع اللغوي وما زال ضروري للحفاظ على سلامة اللغة العربية؛ لتكون سندا للعاملين في حقلها، ودعما للمجامع العلمية واللغوية والمؤسسات ووسائل الإعلام/ فضلا عن الاعتزاز بها وتقديرا للغة الكتاب العزيز، ولسان الملايين في المعمورة، فإصدار قوانين لسلامة اللغة العربية وحفظها ليس بدعا؛ إنما هو سلاح للدفاع عن هويتنا كعرب في ظل ما تتعرض له لغتنا من الهجمات، ولا سيما حولنا الأمم وهي تناضل للحفاظ على لغاتها
No comment