بالرغم من الظروف الاستثتائية التي يمر بها بلدنا العزيز وتفشي جائحة فيروس كورونا وفي ظل توجيهات خلية الازمه حول التباعد الاجتماعي ومن اجل اكمال عجلة المسيرة العلمية . نظم مركز احياء التراث العلمي العربي في جامعة بغداد وبأشراف مباشر من مدير المركز الاستاذ الدكتور رياض سعيد لطيف ندوة بعنوان ( المباني التراثية في بغداد ) يوم الاربعاء الموافق 23/12/2020 الساعة العاشرة صباحاً وبحضور عدداً من الاساتذة والباحثين وعلى قاعة الاستاذة نبيلة في مركزنا .
وترأس الندوة م.د. خمائل شاكر الجمالي رئيس قسم توثيق بغداد في مركزنا وقد القى المحاضرة الاولى أ.د. سعدي ابراهيم الدراجي رئيس قسم العلوم الصرفة في مركزنا وعنوان بحثه (الزخارف الاجرية في العمارة البغدادية )متحدثاً عن تاريخ استعمال الاجر في العمارة العراقية والمشاريع الكبيرة التي قامت في العراق على مر العصور ، كما تعرض الى طريقة صناعة الطابوق وتصاميم الافران المعتمدة ومن ثم قسم الباحث لزخارف الى ثلاث انواع هندسة ونباتية وكتابية ، وقد حاول ان يترسم امثله من التكوينات الزخرفية المنفذه على شكل لوحات فنية غطت واجهات المباني التراثية البغدادية ، واضاف الدراجي ان الزخارف الهندسية من ناحية التصميم والتشكيل والتنفيذ من اصعب المهن التطبيقية التي لايعرفها الا الصناع الذين تدربوا عليها منذ الصغر ، وورثوها عن ابائهم وهذه تنطلق من النقطة والخط وصولاً الى الاشكال الهندسية المستوية ، فضلاً عن انها قواعد حسابية لايجوز فيها التحوير او التغيير ، وانما نسب تحدد بحسب المساحات او السطوح المراد نقشها بالزخارف ومن صفتها انها قابله لاشتقاق لتوليد اشكال زخرفية جديدة تغاير الاصل ، اما المحاضرة الثانية القاها . م.م بكر عبد الحق رشيد الراوي التدريسي في وزارة التربية /مديريه تربية بغداد الكرخ وعنوان بحثه (زخرفة وعمارة المباني التراثية في بغداد ) متحدثًاً عن دراسة الانماط الفنية والعمرانية التراثية لبغداد وهي ذات اهمية كبيرة وبوصفها ذات تراث عريق من حيث ما وصل اليه البناء والفنان البغدادي وان كانت بعض اعمالهم استمدت الهامها من سفر البنائين الذين سيقوهم فعدت المحلات السكنية لشارع الرشيد والكريمات والبتاويين متحفا شاخصا بحد ذاته مما نشاهده من مباني متناسقة البناء ومن زخرفة الواجهات والسقوف. فالابداع الفني من الزخارف النباتية والهندسية والاكتابية اصبح مرأة واضحه لما وصل اليه الفن البغدادي من دقة الصنع والاشكال الجميلة من الاجر الذي استطاع البغدادي من تقطيعه وتهذيبه ونحته ونقش العناصر الزخرفية عليه الى ان تطهر بارزة مجسمة وهذا يتمثل في العناصر النباتية بصورة خاصة والتي لم تقتصر على القصور وامساجد بل وصلت الى بعض الدور والحمامات العامة ودور السينما والاعمدة والقبورواضاف الراوي .ان ما وصلت اليه الزخرفة قام على اساس عمراني متبين ومتميز كانت بدايته عندما وصل الوالي العثماني المصلح مدحت باشا الى ولاية بغداد بين عامي 1869-1872 فأتم بناء القشلة وان كانت على حساب سور بغداد وقد حث سكان بغداد الى بناء المساكن الحديثة والجميلة فأصبحت العمارة البغدادية مجالا للدراسة لما وصلت اليه من قوة ومتانه امام ضروف المناخ القاسية البارد الممطر شتاءا والحار الجاف صيفا وكذلك العمارة البغدادية من ناحية الاداء الوظيفي والطابع الجمالي واسنخدام المواد الانشائية لها خصائص تميزها عن عمارة المدن الاخرى ووقفت صامدة امام فيضانات دجلة الخير ولا سيما وان جميع هذه تطل على ضفاته او ضفاته او قريبه منه وكانت هذه العمارة ممزوجة وبالفن الزخرفي تعطي جمالا يحكي جزاء من تاريخ بغداد الشعراء والصور وتكون الهاما لمعمارها ابتداءا من المهندس والرسام نعمان منيب الذي المتولي ، اما المحاضرة الثالثة القتها أ.م.د. وئام ثائرغني التدريسية في كلية التربية للبنات قسم التاريخ وعنوان بحثها (علامة بارزة في معالمها العمرانية (قصر شعشوع القصر الابيض ) متحدثة عن اهم معالم بغداد العمرانية التي لازالت شاخصة للعيان هو قصر شعشوغ احدى اقدم بيوت الغاصمة العراقية التي يشع على شاطى دجلة بين بغداد والاعظمية , مساحتة 400 الاف متر مربع ,تعود ملكية لاحد الولاة العثمانية , وتم شرائه وتعميره من قبل التاجر اليهودي شاؤول شعشوع , امتار القصر بفخامته وسغته وحسن عمرانه .استأجره الملك فيصل الاول للفترة مابين 1921-1927 وسكن فيه لمدة من الزمن .اما القصر الابيض فهو معلم مهم من معالم بغداد ثم شيد في العهد الملكي عام 1934 ليكون دارا للضيافة واستقبال ضيوف العرا ق من ملوك , ورؤساء . حيث اصبح في فترة السبعينات متحفا حربيا تابعا لوزارة الدفاع ,وفي تسعينات القرن الماضي تحلوت ملكية الى وزارة الثقافة ليكون مقرا للرواد من المثقفين . وتبقى هذه القصور مروج تراثية تتوسط بغداد وتزينها دائما ، اما المحاظرة الرابعة القتها د شيماء محمد حمزة التدريسية في كلية التربية للبنات قسم التاريخ و بحثها بعنوان ( الجذور التاريخية لمبنى القشلة ) حيث تكلمت عن عاصمة الحضارة العربية الاسلامية التي كانت بغداد المركز للعالم ودار الخلافة العباسية التي حكمت العالم القديم عبر خمس قرون وازدهرت كما تبين للدارس والباحث عن التراث الحياة اليومية لسكانها فهي توضح المستوى الاجتماعي والاقتصادي للمجتمع وتقدم هندسة البناء ونجاحها في ان تكون صديقة للبيئة فقد اهتم المسلمون في كل فتواتهم بإقامة المساجد الجامعة ذات البناء البسيط فهو مكان الصلاة والتعلم والاجتماعات العامة وقد شيدو الابنية المزخرفة فانشأوا القصور والدور الفخمة ذات طابع الابهة وشجعوا الحركة فكان تشيد المدارس من ضمن اهتماماتهم العمرانية ومن ضمنها مبنى القشلة ، وترجع لفظ القشلة الى اصولها في اللغة التركية والتي تستمد من لفظة القشلاغ حيث كانت في البدأ تسمى قشلة البيادة اي ثكنة الجنود المشاة ومع مرور الوقت سميت بقشلة الترك ثم قشله بغداد ، ان مبنى القشلة شيد في مرحلة متطورة في العمران للمدرسة الموفقة التي هي احد المباني الاساسية لذا المعلم الحضاري. اما موقع القشلة حاليا هو شارع المتنبي الحالي شرق بغداد وعلى تقديرة بالضبط تكون مبنى القشلة هو الاسس الاولى للمدرسة الموفقية والتي اضيف الها العديد من المباني تاسست القشلة عام 1861م في عهد الوالي نامق باشا الذي لم يستمر حكمة الا عاما واحد وبضعه شهور واكل بناؤها بعد ذلك الوالي العثماني مدحت باشا الذي كان يختلف جذرياً عن من سبقه من الولاه بحبة الى التطور والابداع العمراني ومواكبة مجالات الحياة . اما المحاضرة الخامسه القته الاستاذ المساعد الدكتورة وسن حسين محيميد التدريسية في مركز احياء التراث العلمي العربي وعنوان بحثها (من معالم بغداد الأثرية كاتدرائية أم الأحزان )متحدثة عن كنيسة الكلدان التي شيدت عام ١٨٤٢ وتم افتتاحها عام ١٨٤٣ قد ضاقت بالمصلين لإزدياد أعدادهم فضلا عن العامل النفسي الذي لعب دورهُ في قلوب أبناء جماعة بغداد الكلدان، فهم الأكثر عدداً بين سائر الطوائف المسيحية، أخذوا ينظرون بشيء من الأسى أزاء جيرانهم السريان واللاتين الذين شيدوا لهم كنيستين كبيرتين، فهذه الأسباب حثتهم على أن يكتبوا إلى البطريرك مار يوسف أودو يطلبون منه تشييد كنيسة جديدة كبيرة . في عام ١٨٧٦ أرسل إليه بعض وجهاء الكلدان خطاباً متذمرين من الحالة ومهددين بالانتماء إلى اللاتين إن لم ينزل إلى رغبتهم. وكان نص خطابهم شديد اللهجة مما أثار غضب البطريرك الذي لم يستطع تحقيق رغبة جماعة بغداد، بعد وفاته خلفه البطريرك إيليا الثاني عشر عبو اليونان الذي أخذ على عاتقه الإهتمام ببناء الكنيسة فحث المسؤولين عن أوقافها بشراء الدور المجاورة للبيعة من اجل إعداد الأرض الضرورية لبناء كنيسة جديدة.كانت معظم الدور المجاورة لبيعة الكلدان تعود إلى عائلة كسبر خان وتم بالفعل شراء ثلاثة بيوت منهم وبيت آخر يعود إلى السيد عبد الرحمن والسيد حسن ولدي السيد عبد الباقي الحكيم . قدم البطريرك إلى بغداد وصار له إستقبال فخم، أطلع على حال كنيستهم الصغيرة وضرورة بناء كنيسة جديدة، فأقام البطريرك لجنة خاصة لمشروع البناء عام ١٨٨٩ وبدأ العمل بهدم الدور لإعداد الأرض لبناء الكاتدرائية الجديدة. وضع البطريرك حجر الأساس ووضع فيه نص يخلد ذلك اليوم ، وبعد عودته إلى كرسيه في الموصل أخذ يتابع العمل في بناء الكنيسة، جلب المرمر الموصلي إليها في الاكلاك، وقد امد البطريرك المشروع بالمساعدات سواء من الموصل او خلال سفره من الاستانة وروما. أطلق البطريرك على الكنيسة ، كنيسة الكرسي، الكنيسة الكبرى كان في بغداد مهندس اسمه المسيو جاكري قدم خبرته للعمل فضلا عن استفادة البطريرك من خبرة الخوري عبد الأحد معمار باشي. وعند تركيب الأعمدة قدم من الموصل نقارون مختصون بهذا العمل وعلى رأسهم الخواجا سليمان معمار باشي، فنصبوا الأعمدة والأقواس على الطراز الموصلي. توفي البطريرك قبل رؤية كنيسة بغداد الكبرى وصمم خلفه البطريرك الجديد مار عبد يشوع الخامس خياط إكمال المشروع. وتم افتتاح الكنيسة في عام ١٨٩٨ في احتفال مهيب لم يسبق له مثيل في بغداد.
في ٦تشرين الثاني ١٨٩٩ توفي البطريرك خياط ودفن في الكاتدرائية. كما دفن قبله المطران ميخائيل نعمة. ودفن فيها أيضا الخوري ميخائيل بحو والقس يوحنا مقصود وبعد سنوات بدأ يظهر التفكك في جدرانها لذلك تم تطويقها بطارمات من الغرب والشرق. وفي أواخر الخمسينات بدأت تفقد مكانتها بنزوح سكان منطقة عقد النصارى إلى المناطق الحديثة في بغداد فاقيمت لهم كنائس جديدة. وظهرت المياه الجوفية عندئذ أمر البطريرك بولس الثاني شيخو بإجراء ترميمات عليها. تحتفظ الكنيسة بسجلات العماد التي ترجع إلى العقد الأول من القرن التاسع عشر، وسجلات الاكاليل والوفيات. وفيها دفن البطريرك بولس الثاني شيخو.صنع مذبح الكنيسة موقعيا على الطراز الغوطي وهو عمل الجنود البولونيين الذين قدموا بغداد في الحرب العالمية الثانية. في الوقت الحالي قام البطريرك مار لويس رافائيل ساكو بالاهتمام بصيانة الكنيسة مرتين تلك الكنيسة التي عرفت بفنها المعماري ومذبحها المشرقي، ومنبرها الخشبي وأعمدتها المرمرية وسعتها. وهي ثالث أكبر كنيسة في العراق بعد كنيسة الطاهرة في قرة قوش وكنيسة القلب الأقدس في تلكيف، لكنها الأقدم. ومسك الختام للدكتورة سندس زيدان خلف التدريسية في مركزنا وعنوان بحثها (الجوانب العمرانية والجمالية لجامع الحيدر خانة) أسهمت مدينة بغداد التاريخية شأنها شأن الكثير من المدن الإسلامية القديمة ، بنصيب كبير من المعالم والشواهد الأثرية الخالدة الشاخصة لحد الوقت الحاضر. يُعَدُ مسجد الحيدرخانه واحد من أبرز معالم مدينة بغداد التاريخية حيث يطرز جانب شارع الرشيد من جهته الشمالية ممثلاً الطراز المعماري الإسلامي. يبدو إن تسمية مسجد الحيدرخانه بهذا الاسم حديثة العهد حيث تعود إلى الماضي القريب تحديداً في القرن 17 أو 18 الميلادي،وهنالك رواية ثانية ترجح إلى إن تاريخ بنائه يعود إلى العهد العباسي. بني الجامع في عهد والي بغداد داود باشا (1188 – 1267 هـ / 1767 – 1851م) ،وقد تميز بطرازه المعمار المميز من قبته النصف دائرية التي تتوسط الجامع وتطرز جدران الجامع و أروقته الزخارف الإسلامية البديعة بألوانها المميزة ،فضلا عن الكثير من الآيات القرآنية المنقوشة على جدرانه بخط النسخ ،وكتب على باب مدخل الجامع ثمانية أبيات من الشعر توثق لبناء الجامع من قبل داود باشا.وقد تخللت الندوة عدة مداخلات ومناقشات من قبل الاساتذة والباحثين و الحاضرين وفي الختام شكر مدير المركز المحاضرين على محاضرتهم القيمة موزعاً الشهادات التقديرية ومتمنياً لهم دوام الموفقية والنجاح …
No comment