بالرغم من الظروف التي يمر بها بلدنا العزيز وتفشي جائحة فيروس كورونا ومن اجل اكمال المسيرة العلمية وفي ظل توجيهات رئاسة الجامعة عبر القاء المحاضرات الكترونياً
القى الاستاذ الدكتور سعدي ابراهيم الدراجي رئيس قسم العلوم الصرفة في مركز احياء التراث العلمي العربي / جامعة بغداد وباشراف مباشر من مدير المركز الاستاذ الدكتور رياض سعيد لطيف سمنار بعنوان (انماط من العمارة العراقية غير التقليدية وتصاميمها الاساسية) يوم الاثنين الموافق 18/1/2021 متحدثا
عن التصاميم الأساسية التي تخص العمارة العراقية في مختلف العصور، حيث تعالج جانباً من تقنيات البناء. وذلك من خلال دراسة بعض الأمثلة المهمة التي تعكس التقدم الكبير الذي شهدته المدن ومنشآتها في وسط العراق وجنوبه. وقد كانت التنقيبات مصدراً لمعرفة طبيعة التصاميم الأساسية في العمارة العراقية القديمة وتخطيط المدن والمعسكرات. وايضا كانت المنحوتات مصدرا مهما لمعرفة انماط من العمارة المحلية. لاسيما التي خلصت إلينا من العصر الأشوري والتي كانت تغلف الجدران الداخلية للقصور والمعابد، إذ تُعد من أهم الدلائل التي تعكس الخبرات في هذا المجال. وجُل تخطيطها بيضوي أو دائري بوصفه الأجدى من الناحية الأقتصادية والأفضل من الناحية الدفاعية.
لقد ركز الباحث على بعض الامثلة المغمورة ، وعلى بعض الجوانب التخطيطية والفنية بقصد التوصل الى معرفة الخطوات التي تسبق البناء من رسوم وعلامات على الأرض. وأبراز ما تحمله تلك التصاميم من قيم فنية وعناصر تخطيطية وعمارية تفصح عن طبيعة البناء وأساليبه. ومن أهمها الابنية المجسمة بمصغرات مصممة وفق نسب مثالية ومنفذة بالحجر أو الفخار.
وقد تطرق الباحث الى الفكر التخطيطي الذي يظهر في تخطيط بعض المدن العراقية القديمة ومعظمها دائرية الشكل تقريبا. إذ راعت كفاءة أختيار الموقع في أماكن آمنة وقريبة من الأنهار. كما راعت الخصائص البيئية والمناخية فجاءت عبر مراحلها التجريبية تلبي طموح الانسان وتحقق غايته وتوفر له الحماية والخصوصية. وبلغت أوج تطورها في العصور الإسلامية المبكرة متمثلة بمدينة واسط المبنية من قبل الحجاج بن يوسف الثقفي عام 86هـ، وبغداد عام 145هـ.أما المجسمات فهي الأخرى تشهد على إن البابلين هم أول من حاول وضع تصاميم لأبنية وصوروها على شكل مجسمات، فكانت مصدر لمعرفة طبيعة التصاميم في العمارة المحلية. ثم كثر أستعمالها في العصور اللاحقة حتى أصبحت مألوفة عند الحضريين ومعظمها مصغرات تمثل أبنية لمعابد مزينة بأعمدة أيونية، راعى الفنان في تصميمها النسب بما يخدم الوظيفة. والمجسمات بلا ريب تتطلب معرفة بعلوم الهندسة والحساب، فضلا عن الاجادة في مجال الرسم والتصوير.يمثل تخطيط مدينة بغداد قمة ما وصل أليه فن تخطيط المدن في العالم الاسلامي، وعلى الارجح إن مشروعها قد وضع له في اول الامر نموذجا مجسما، اذ من المعروف ان الكثير من العمائر الفخمة لا سيما التي تشتمل على مزايا هندسية وتفاصيل معمارية يصعب على المعمار او البناء تنفيذها دون وضع مخططات مسبقة لها.
وفيما يخص تقنيات البناء فكانت تنم عن دراية ومعرفة مع حسابات دقيقة لجميع الظروف المحيطة بها؛ لا سيما في بناء الأبراج العالية التي تتطلب مهارات في التصميم مثل الزقورة والمئذنة وكذلك الأبنية الأخرى الفخمة كالقباب المخروطة المقرنصة التي تقوم فوق الأضرحة. وما تتطلبه من مهارات متوارثه من المصمم والمعمار. حيث تفيد بعض النصوص التاريخية ان المهندسين كانوا يضعون تصميمات شاملة للعمائر تصاحبها أحيانا تصميمات تفصيلية لأجزاء تلك المباني على الورق أو القماش أو الجلود
No comment