بالرغم من الظروف التي يمر بها بلدنا العزيز وتفشي جائحة فيروس كورونا ومن اجل اكمال المسيرة العلمية وفي ظل توجيهات رئاسة الجامعة عبر القاء المحاضرات الكترونياً
القت الاستاذ الدكتورة فاطمة زبار عنيزان التدريسية في مركز احياء التراث العلمي العربي / جامعة بغداد وباشراف مباشر من ‏مدير ‏المركز الاستاذ الدكتور رياض سعيد لطيف سمنار بعنوان (منهج البيروني “ت 440هـ” في استخلاص الأدوية من المعادن في كتابه ” الجماهر في الجواهر ‏) ‏ يوم الاثنين الموافق 25 /1/2021 متحدثة عن
اعتماد البيروني في كتابه ((الجماهر في الجواهر))،على أسس منهجية قائمة على أساس التحليل الوصفي لمجمل القضايا التي وردت في هذا الكتاب مقرونة بالنتائج التي توصل إليها في كل حالة من الحالات التي تناولها وأثرها ،لذا أشار إلى أهمية الأدوية التي سماها ((الأدواء)) وتأتي من الضد الذي يغالب الضد له،نحو قوله((. . . وان وكد الضد هو مغالبة الضد له وإحالته إلى ماعنده ،وان كان سبب مايلحق الحيوان من الآفات والأدواء التي تهتاج من داخلة من المتضادات المطيفة من الخارج)) ،وان الإنسان يحتاج إلى ما يقيه من الأضرار،نحو قوله ((ثم إن الإنسان يعراه في ذاته ومسكنه بعدم الآلة مقصود بالبلايا من غيره دائم الحاجة إلى مايقيه والأضرار إلى مايكفيه. . . )) ، ان الله سبحانه وتعالى أزال علل خلقه من الآلات وهذا من رأفته على خلقه جعل لهم من الموجودات في أرحام الأرضيين ،نحو قوله(( وكما إن الله”سبحانه وتعالى”أزاح علل خلقه من الآلات،وهدي الإنسان بالعقل المنبه على الآيات،ثم بالرسل –صلوات الله عليهم أجمعين- . . . كذلك لرأفته على خلقه وظاهر عنايته بهم خزن لهم قبل خلقه إياهم جميع الموزونات في أرحام الأرضيين تحت الرواسي الشامخات للانتفاع بها الاجتلاب والدفاع. . . ))
، مستندا في ذلك إلى قوله تعالى ((وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ)) ،وأشار إلى صالح المعادن للناس وهي الذهب والفضة ،نحو قوله((. . . ثم قدر في الفضة والذهب جميع ماصالح الناس عليه حتى يحكي أثمان المطلوبات وهداهم إليها فاستخرجوها من معادنها التي عدنا فيها دهورا. . . )) ،وهذا جراء المعاملة الطبيعية عن الوضعية وما وصل إليه من الأخبار في البلدان والممالك هي الفلزات،نحو قوله ((. . . المعاملة الطبيعية التي بها حقيقة نظام المعاش في المتمدنين للتعاون،وأما المعاملة الوضعية فعلى الأعم فيما اتصل بنا خيره من البلدان هي بالفلزات التي ازدانت في أعين الناس. . . )) ،مستندا في ذلك إلى قوله تعالى((زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ)) ،إلا انه انكر على الكافرين ذلك ،فقال تعالى((وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)) ،وان في خلقهما منافع للناس ولاسيما إن الذهب والفضة إذا اخرجا من معادنهما صارا كالزروع المحصودة،نحو قوله((. . . فان الذهب والفضة إذا اخرجا من معادنهما صارا كالزروع المحصودة والإنعام المذبوحة لايسوغ غير أكلها ونفاقها . . . )) ،وأشار إلى أهمية معدن آخر في بعض العلاجات وهو الزئبق ،ونراه يعلل ماموجود في بطن الأرض من دفائن لفئتين هما أهل السلطنة وأهل المسكنة ،نحو قوله((. . . الدفائن الباقية تحت الأرض ضائعة في بطن الأرض تكون في الأغلب لطبقتين من الناس شديدتين التباين متباعدتين في الطرفين الأقصيين وهما:
أهل السلطنة.
وأهل المسكنة)) ،وشبه هذا التمثيل بالذهب والفضة والنحاس،نحو قوله ((وأما في أصل الجبلة في كل العالم،فان الذهب اعز وجودا من الفضة،والفضة اقل وجودا من النحاس،ويناسبها صغر الحجم وعظمة،ورجحان الوزن ونقصانه ثم من العجب مافي زوربان من معدن واحد يعطي جواهر هذه الأجناس الثلاثة بتفاضل مقارب لهذه النسبة. . . ).
من خلال استعراضنا للكتابوجدنا فيه مادة وفيرة عن الأحجار الكريمة والجواهر ولاسيما التي يمكن استخلاص الأدوية الصيدلانية منها في كل أحوالها التي كانت عليها إذ قدم لنا في كتابه هذا كل المعالجات التي حصل عليها تخص تلك الأحجار والمعادن وفائدتها في مجال العلاجات الطبية أي انه قدم خلاصة تجربة مفيدة ، وهي على النحو التالي:
الاكهب
إن للاكهب مراتب تتفاضل بالسبع انه ربما كان في اسمانجوثي صغيرة فيدخل النار قليل بمقدار ماتنسلخ عنه الصفرة،فإذا أخطا الفاعل ذهبت الكهبة معها،وهذا من قوله دليل على إن نوعه هو المشبع اللون المدور الشكل خلقة ،أو إذا قوبل به الشمس مال لونه إلى السواد.والبرودة في العلم من لوازمه ،وذلك معين على اجتماع الماء عليه قطرات،كاجتماعه على أواني الفلزات المملؤة ثلجا،الموضوعة في الظل صيفا ،هذا الحجر استعمل مايقطر منه من الماء في علاجاته ،وان الذي يرشح من هذه الخرزة نافع من الحميات،وأرواح السوء وعند العامة إن جرم الياقوت يتردد في ألوانه بين الاكهب والأبيض والأصفر إن يبلغ إلى الأحمر.
الفيروزج
يسمى حجر الغلبة،ويسمى أيضا حجر العين،لان حامله يدفع عنه شرها،وقد كرهه قوم بسبب تغيره بالصحو ،والغيم،والرياح،وتصفير الرواح الطيبة له ،وإذهاب الحمام لمائه،وإماتته بالزيت،وكما انه يموت بالزيت ،كذلك يحيى بالشحم والإلية،يعالج بان يجعل في أيدي القصابين،وإذا شرب منه نفع لدغة العقرب،وانه بارد يابس،يقبض نتوء الحدقة،وينفع بثرها،ويجمع حجب العين المحترقة،ويجلو الغشاوة،ووجدت نقلا عن بعض الأطباء((انه أقوي في تقوية النفس من سائر الأحجار)).
خرز الحيات
نسبته إلى الحية من جهتين هما النفع من لسعتها إذا حكت بلبن أو خمر وسقي،وإنها متولدة في الأفعى مستخرجة منها،وهي صنف من الحجر يقال له باسيقس أي الزبرجد وهو في ألوان عدة منها صلب اسود اللون وغيرها ،وكل أصنافه تنفع إذا علقت على البدن من نهشة الأفعى وللصداع،وكذلك الصنف الآخر منه الذي في كل واحد منها ثلاث خطوط فانه ينفع من المرض الذي يقال الثريثد ومن الصداع.

RashcAuthor posts

Avatar for rashc

مركز احياء التراث العلمي العربي مركز يعنى بالتراث العربي

No comment

اترك تعليقاً