بالرغم من الظروف التي يمر بها بلدنا العزيز وتفشي جائحة فيروس كورونا ومن اجل اكمال عجلة المسيرة العلمية ‏
القت الاستاذ الدكتورة احلام محسن حسين التدريسية في مركز احياء التراث العلمي العربي / جامعة بغداد وباشراف مباشر من ‏مدير ‏المركز الاستاذ الدكتور رياض سعيد لطيف سمنار بعنوان (‏ ‏الرعاية الاجتماعية لذوي الاحتياجات الخاصة واثرها على المستوى العلمي (جامعة بغداد أنموذجا)‏ يوم الخميس الموافق 18/2/2021‏ ‏ أن جامعة بغداد ليست اكبر مؤسسة علمية فنية فحسب ، بل هي الاولى من نوعها التي انطلقت منها الملاكات التدريسية وغيرها من اجل وضع اللبنة الاولى لرفع المستوى العلمي العالي في ‏مؤسساتها كافة بما يشمل الاسوياء منهم بشكل عام وذوي الاحتياجات الخاصة بشكل خاص ، وذلك من خلال دخولهم للجامعة والدراسة فيها لاستغلال الموارد البشرية وتطويرها ورفد المستوى ‏الاجتماعي والعلمي والاقتصادي للبلد ككل.‏‏ بما ان الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة ضمن طلبة جامعة بغداد لا بد من التركيز عليهم ومعرفة مدى اهميتهم في الجامعة ودور الجامعة في رعايتهم والاهتمام بهم من خلال القوانين والانظمة ‏في الجامعات عامة وجامعة بغداد خاصة ، وهل العوق كان له اثر في رفع مستواهم العلمي او انخفاضه .‏‏ دور المؤسسات الاجتماعية والتعليمية تجاه طلبة الجامعة من ذوي الاحتياجات الخاصة ‏ ان تحقيق الرعاية الاجتماعية لطلبة الجامعات عموما وجامعة بغداد خصوصا من ذوي الاحتياجات الخاصة ، تتطلب مجهودا كبيرا من قبل المؤسسات الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني ‏والمؤسسات التعليمية والجامعات والتنسيق فيما بينها كي يكون العمل متكامل ويتواكب مع المراحل الدراسية في الوسط الجامعي من اجل تدريبهم وتأهيلهم للمشاركة والتفاعل في حياتهم العلمية ‏والمستقبلية ، وحل المشكلات التي يواجهونها في الجامعة ، ووضع البرامج والطرائق التي من الممكن تقديمها لهم لتبسط تعلمهم وبالتالي دمجهم في المجتمع والاستفادة من مهاراتهم وخبراتهم في تقدم ‏المجتمع وتنميته . ‏‏ اما المؤسسات التعليمية فلها دور في دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في الجامعات عامة وجامعة بغداد خاصة كونها الجامعة الام داخل الوسط الجامعي ، وتعد مشكلة من مشكلاتهم الرئيسية لما ‏تسببه لهم من معاناة ذات مردود اجتماعي ونفسي ، اذ ان التحاق الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة بالدراسة الجامعية تمثل لديهم مرحلة جديدة مختلفة عن المراحل الدراسية السابقة ، وفي اطار توجيه ‏وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لدمج الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة مع الطلبة العاديين ، فذلك يتطلب من المؤسسات التعليمية مجهود اكبر وتوفير مهارات وامكانيات اكثر من قبل منتسبيها ، ‏للتعامل معهم من اجل تحقيق الرعاية الاجتماعية والصحية والنفسية لهم ، وهذا لا يتم الا من خلال اعتماد سبل التوافق التام لهم ، من كافة المجالات ، فهم بحاجة الى المتابعة المستمرة والتوجيه ‏والارشاد . ان دور الجامعة اصبح اليوم يتمثل بتهيئة الجو المناسب والمواقف التعليمية التي تضمن النمو السليم لشخصية الطالب ، وخاصة من ذوي الاحتياجات الخاصة التي يحتاجها الطلاب بشكل اكثر رعاية ‏واهتمام من الطلبة العاديين ، وتجنب كل ما يعطل هذا النمو ، زيادة الى العمل على تنمية العلاقات الانسانية التي تقوم على التسامح والرحمة والمودة والتعاون داخل الحرم الجامعي ‏‏ وعليه لابد من العمل اولا على تحويل البيئة الجامعية الى بيئة بسيطة واقل تعقيدا ، وثانيا : اعتماد الواجبات التي لا بد ان يؤديها كل المختصين في هذا المجال وتحقيقها لاجل تحقيق الرعاية ‏الاجتماعية والصحية والنفسية للطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة ، ومما ينعكس بالتالي على رفع المستوى العلمي لهم وذلك بتكوين الشخصية السليمة لأولئك الطلبة . ‏‏ اما عن دور الوحدات التربوية والنفسية والارشادية في الجامعة للمساهمة في حل مشكلات الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة ‏‏ ان التحاق الطلبة بالجامعة يمثل مرحلة جديدة في حياتهم تختلف عن المراحل الدراسية السابقة التي مر بها الطالب اذ تقوم فكرة الجامعة على تجميع الطلبة والاساتذة من جميع الاختصاصات في ‏مكان واحد من اجل توسيع مداركهم والمساعدة في فهم القيم المتبادلة .‏ ‏ وبما ان الفرد من ذوي الاحتياجات الخاصة هو انسان لا يختلف عن غيره له حاجاته الاساسية التي يريد اشباعها ويعمل على ذلك حسب الاساليب والطرق المتاحة له ، التي تتفق مع قدراته ‏وامكانياته ، وله حاجات تظهر لديه بسبب الاعاقة والظروف التي يمر بها ، وهذه الحاجات هي مطالب نفسية اساسية للوصول الى السعادة والتكامل والنمو النفسي وهي تتمثل بالحاجة الى الاستقلال ‏الكفاءة والانتماء ، والحرية ، والامن والمحبة ، والنجاح والانجاز وغيرها الكثير ، فأن هؤلاء المعاقين كثيرا ما تضمحل ارادتهم من اثر الاصابة بسبب ضعف الذات ، ويظهر هذا في عجزه عن ‏مراقبة نفسه وتنفيذ القيود العلاجية الخاصة به ،لذا تكون الحاجة ضرورية الى خدمات تربوية وتوجيه وارشاد ، لذا تعمل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على دمج هؤلاء الطلبة مع الطلبة ‏العاديين في الجامعات ، وتنمية مفهوم ايجابي اتجاه ذواتهم وامكاناتهم وقدراتهم واستعدادتهم مع الاستفادة من استغلال ما لديهم من قدرات وامكانات واستعدادات الى اقصى حد ممكن لتحقيق النمو ‏السوي لهم وبذلك هم بحاجة الى رعاية صحية خاصة لا تقتصر على الجامعة فحسب بل على الوزارة المعنية كالصحة والعمل والشؤون الاجتماعية والمالية وغيرها زيادة الى الحاجة الملحة من قبل ‏ذويهم لرعايتهم والاهتمام بهم.‏‏ والان سنتطرق الى لكليات التي تستقبل ولاتستقبل الطلبة م ذوي الاحتياجات الخاصة في جامعة بغداد ‏ان مجموع الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة المنتمين الى جامعة بغداد (90) طالبا وطالبة موزعينعلى بعض كليات الجامعة اذ هناك العديد من الكليات ترفض انتماء الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة بسبب العوق الذي يعيق دراستهم اذ تحتاج الى الانسان الصحي الكامل الاهلية وهي كلا من ‏كلية :- ‏الطب ، طب الاسنان ، ، طب الكندي ، الصيدلة ، الهندسة ، هندسة الخوارزمي ، الطب البيطري ، كلية التمريض ، كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة ، كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة للبنات ، ‏كلية الفنون ومع هذا ان هناك خمسة من الطلبة كما هو موضح في الجدول منتمين الى كلية الفنون الجميلة ، الا ان جميعهم من طلبة الدراسات العليا . ‏‏ اما بالنسبة للكليات التي تقبل انتماء الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة في جامعة بغداد فهي : ‏
‏ كلية العلوم الاسلامية وفيها اكبر عدد من الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة اذ بلغ (28) طالبا و طالبة اغلبيتهم من المكفوفين والقليل منهم من المعاقين باحتياجات اخرى ، تأتي بعدها كلية الاداب ‏وحسب الجدول بلغ عددهم (15) طالبا وطالبة ، الا انني وجدت من خلال الدراسة عددهم اكثر من ذلك اغلبهم من المكفوفين والاعاقة البدنية ، تأتي من بعدها كلية العلوم السياسية بلغ عددهم حسب ‏الجدول (5) طلاب الا العدد وصل لديه بدراسة الكلية الى (7) طلاب واغلبهم من طلبة الدراسات العليا ، اما كلية التربية للبنات بلغ عددهم (4) طالبات ، الا ان العدد وصل لدي الى (6) طالبات ، ‏وغيرهم من الطلبة في الكليات الاخرى الذي لم اخذ منهم نماذج مثل كلية العلوم للبنات ( 1 ) طالب واحد ، قسم النشاطات الطلابية وبلغ (5) طلاب ، كلية الزراعة (3) طلاب ، كلية التربية ابن رشد ‏للعلوم الانسانية وبلغ (7) طلاب ، وكلية التربية ابن الهيثم طالب واحد ، كلية الاعلام (3) طلاب ، كلية اللغات ( 2 ) طلاب ، وكلية العلوم (2) طلاب ، والادارة والاقتصاد بلغ (7) طلاب . ‏ ‏
اما عن تاثير العوق على المستوى العلمي فقد توصلت الباحثة الى : ‏
‏ ان الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة في جامعة بغداد ثروة بشرية من الضروري حمايتهم والاستفادة منها اذ تبين انهم من الطلبة المتفوقين والحاصلين على معدلات عالية في اغلب كليات ‏الجامعة المستقبلية لهم ، مع عدم مراعاتهم او تقديم اي مساعدة علمية او اجتماعية او مادية مع ذلك كان حرصهم واضحا على مستواهم وتفوقهم العلمي ونيلهم اعلى الدرجات في المواد العلمية كافة ، ‏كما تبين لنا ذلك من الجداول التي وضعتها لبيان مستواهم العلمي . ووصلت معدلات البعض منهم من 90-فأكثر وهناك تدرج في الدرجات وخاصة طلبة الدراسات العليا ، اي ان العوق لم يكن حائلاً ‏في تقدمهم العلمي ، بل كان حافزا لهم للتفوق ،ومن اهم الاستنتاجات التي توصلت لها الباحثة ان جامعة بغداد لم يكن لها دور في رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة والاهتمام بهم ماديا واجتماعيا ونفسيا ‏وصحيا واقتصاديا ، فهم بحاجة الى الالتفات عليهم ورعايتهم واقترح ان يتم ذلك بالتعاون بين الجامعة ووزارة التعليم العالي ووزارة الصحة والعمل والشؤون الاجتماعية ووزارة المالية ومنظمات ‏المجتمع المدني لتوفير مستلزمات الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة وتسهيل ظروفهم الاقتصادية والاجتماعية والصحية والعلمية وغيرها لاجل الاستفادة من خبراتهم ودعمهم بالوقت نفسة خدمة ‏للصالح العام ولانفسهم كي لا يكونون عالتا على المجتمع وذلك بتوفير الاعمال المناسبة لهم

 

RashcAuthor posts

Avatar for rashc

مركز احياء التراث العلمي العربي مركز يعنى بالتراث العربي

No comment

اترك تعليقاً