شارك الدكتورة رشا عيسى فارس التدرسية في مركز احياء التراث العلمي العربي في المؤتمر العلمي الرابع الافتراضي ( الدولة النورية بين النتكوين والنهوض ) ليومي الاربعاء الموافق 24/2/2021 ويوم الخميس الموافق 25/2/2021 وعنوان بحثها (نور الدين زنكي ودوره في دعم الحركة العلمية والحضارية ) وان مآثر نور الدين محمود أن حياة الجهاد العظيمة التي عاشها لم تشغله عن الاهتمام بالعلم سواء بتعلمه أو الاهتمام بنشره؛ فقد أُثِرَ عن نور الدين محمود اهتمامُه الشديد بالعلم، والمبالغة في العطاء عليه، رغبةً منه في إعادة بناء دولته (الزنكية) بناءً قويًّا على أساسٍ من العلم؛ من هنا حرص على نشر العلم والتعليم بين الناس، فأمر بإنشاء عدد من مدارس الفقه في شتى مذاهبه، لتكون قبلةً لطلاب العلم، وكان أول مَنْ بنى مدرسةً للحديث هو نور الدين محمود ، فقد كان يؤمن أنه لا يمكن أن تقيم راية الجهاد إلا إذا أعددت الشعب بالتعليم؛ لذا كان يُعِدُّ الناس للجهاد بنفخ روح الإيمان في نفوسهم من ناحية، وبنشر العلم والثقافة من ناحية أخرى. ولم يكن اهتمامه: منصبًّا على علوم الدين فحسب، بل كان يقدرعلوم الحياة ، فقد كان شديد الاهتمام بالابتكار في سائر المجالات كالفلك وعلم النجوم، وكان يحثُّ العلماءَ على الابتكار، وكان شديد الهتمام بالعلماء والأنفاق عليهم بكرم وسخاء لانه ادرك ان تقدم الأمم ياتي من الأهتمام بالعلم والعلماء . الحمد لله والصلاة والسلام على اشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد (صلى الله عليهواله وصحبه )ومن سار على نهجه يتناول البحث السلطان نور الدين الزنكي والدور الذي لعبه لدعم الجانب العلمي والحضاري في تلك الحقبة التاريخية والتي تمتد مابين (541هـ – 1146م ) (569هـ-1174 م)، تعد سنوات السلطان نور الدين زنكي من اخصب الفترات التي مرت على المسلمين اذشهدت الحقبة التي حكم بها نموا كبيرا في المجالات كافة السياسية والأقتصادية والعلمية وذلك بأشادة العديد من العلماء والمؤرخين امثال ابو شامة وابن الأثير وابن عساكر وابن كثير فوصفوه بالقائد الفذ الشجاع ذو الهمة العالية وقد اكرمه التاريخ بالسيرة الحسنة من خلال بصماته التاريخية من انجازات على الصعيد الأداري والحضاري ولتكوين دولة اسلامية موحدة ولرفع راية الأسلام فاسس دولة الموصل وحلب في ظروف شهدت ظهور العديد من الأمارات المحلية فـــي الجزيرة وبلاد الشام ،ثم رفع راية الجهاد ضد الصليبين وهنا برزت الدولة الزنكية كدولة رائدة سعت الى ارساء دعائم الوحدة الأسلامية ضد القوى الصليبية وهنا برز الدور الهام الذي ادته الدولة الزنكية في هذة المرحلة الحرجة من مراحل التاريخ الأسلامي .
حياة ونشأة نور الدين محمود:
تعود اصول نور الدين محمود الى قبائل (الساب يو )،وهي فرع من قبائل الأتراك التركمانية والتي لم تحددلنا المصادر التاريخية موطنها الأصلي مولده : عماد الدين الزنكي زعيم الاسرة الزنكية بن قسيم الدولة حاجب آق سقر بن عبد الله التركي صاحب حلب كان من صغار الملوك واحسنهم خلقا وكان شديد المحبة للعلم والعلماء ،دنت له البلاد ،شجاعا عظيم الهيبة امر بالمعروف ناهيا عن المنكر محبا للفقراء والمساكين مبغضا للظلم وقد قمع المناكير واهلها ورفع راية العلم والمعرفة اغتيل يوم الخميس من ربيع الأخر عام 541هـ/ 1146م خلال حصاره لقلعــــــة (جعير )عندما انقض عليه هو نائم غلام من مماليكه المقربين،لدى عماد الدين اربعة اولاد هم (سيف الدين غازي ونور الدين محمود وقطب الدين مورود ونصرة الدين امير اميران ،اما الأبن الأول غازي بن عماد الدين بن اقسنقرسيف الدين صاحب الموصل وما والاها من ديار ربيعة خلف اباءه بعد اغتياله بقلعة جعير سنة 541هـ،كان صالحا ومحبا للعلم من خلال انشاءه للعديد من المؤسسات التعليمية المتمثلة (بمدرسة الأتابكة )بالموصل ووقفها على فقهاء الحنفية والشافعية بالأضافة الى بنائه الربط للصوفية الأانه لم يستمر طويلا فاصيب بمرض حاد وتوفي بعمر اربعة واربعين عاما.
No comment