نظم قسم المخطوطات في مركز احياء التراث العلمي العربي / جامعة بغداد يوم الاربعاء الموافق 3/3/2021 وعلى قاعة الاستاذة نبيلة في المركز وحسب توجيهات خلية الازمة في التباعد ‏الاجتماعي ورشة عمل بعنوان (الشخصية الاسلامية في مواجهة التحديات المعاصرة ) القت المحاضرة أ.م.د. زينب كامل كريم التدريسية في مركز احياء التراث معرفة ‏الشخصية هي مجموعة من المحددات منها المفاهيم والميول والرغبات والحاجات وكل هذه الامور تكون ما نسميه الشخصية ، إذن هي نتاج علقية الانسان ونفسيته إذ أن الانسان يتميز بعقله وسلوكه ‏، وبما أن سلوك الانسان في الحياة هو بحسب مفاهيمه فيكون سلوكه مرتبطا بمفاهيمه ارتباطا حتميا والسلوك هو اعمال الانسان التي يقوم بها لاشباع حاجاته وعلى ذلك تكون مفاهيمه وميوله هي ‏قوام شخصيته. ‏وإذا كان العقل او الادراك مفطورا مع الانسان فالعقلية تتكون بفعله ، والميول إذا كانت عند الانسان بفطرته تكون النفسية بفعل الانسان ، ومن هنا تتكون المفاهيم وتمتزج بالدوافع فالمفهوم هو الذي ‏يبلور الدافع فيصبح ميلا تبعا للقاعدة أو القواعد التي بناها الانسان ليقيس عليها .‏فإن كانت هذه القاعدة أو القواعد التي يجري عليها تكوين العقلية هي القاعد أو القواعد نفسها التي يجري عليها تكوين النفسية وجدت عند الانسان شخصية مميزة بلون خاص ، وإن كانت القاعدة او ‏القواعد التي يجري تكوين العقلية عليها غير القاعدة التي يجري عليها تكوين النفسية كانت عقلية الانسان غير نفسيته لانه يكون حينئذ يقيس ميوله على قاعدة موجودة في اعماقه فيربط دوافعه بمفاهيم ‏غير المفاهيم التي تكونت بها عقليته فيصبح شخصية ليس لها مميز مختلفة او متباينة ، أفكاره غير ميوله لانه يفهم الالفاظ ويدرك الوقائع على وجه يختلف عن ميله للأشياء . ‏
ومن هنا كان علاج الشخصية وتكوينها انما يكون بايجاد قاعدة واحدة لعقلية الانسان ونفسيته معا ، وبذلك تتكون الشخصية على قاعدة واحدة ومقياس واحد فتكون بذلك الشخصية السوية .‏ ونقصد بالشخصية الاسلامية هي التي بنيت على العقيدة الاسلامية ، وقد عالج الاسلام الانسان معالجة كاملة لايجاد شخصية معينة فعالج بالعقيدة افكاره إذ جعل له بها قاعدة فكريةيبني عليها افكاره ‏ويكون مفاهيمه على اساسها فيميز الفكر الصائب حين يقيس هذا الفكر بالعقيدة الاسلامية .‏
إن الشخصية الاسلامية هي الشخصية التي تفكر على اساس الاسلام أي تجعل الاسلام وحده هو المقياس العام للأفكار عن الحياة ، ينطلق منها لفهم وبناء عقليته ونفسيته بغض النظر عن كونه عالما ‏او جاهلا قائما باداء الفروض او المندوبات أو تاركا للمحرمات والمكروهات . ‏لقد ذكر لنا القرآن الكريم في آيات كثيرة من صفات الشخصية الاسلامية التي عبرعنها القرآن بالفاظ تعطينا مواصفات هذه الشخصة ، منها قوله تعالى (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار ‏رحماء بينهم ) وقوله ايضا في صفات المؤمنين (التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين) انطلاقا ‏من هذه الاية نجد أن المؤمنين يلخص لنا تعريف الشخصية الاسلامية الصحيحة ، ولقدحرص الاسلام في كثير من تشريعاته على تحقيق الاستقلالية في شخصية المسلم فإذا ما ضاعت شخصية المسلم ‏اصبح مقلدا للآخرين وذهب الدين الصحيح الذي يحمله فكانت أعظم جناية على الدين هو ان ينسلخ المسلم من شخصيته الاسلامية وهويته الايمانية ويصبح مقلدا لمن يخالفه في الدين سواء في العقائد ‏او العبادات او السلوك . ‏إن ما جد في العالم من تطورات كثيرة على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية يحمل معه تحديات كثيرة لعالمنا الاسلامي ، تنقسم هذه التحديات الى تحديات داخلية وخارجية ، ‏ومن التحديات الداخلية .‏
‏1 ــ التخلف : يعد من أخطر التحديات التي يواجهها العالم الاسلامي وبعضهم يعزون التخلف في العالم الاسلامي الى الاسلام نفسه ويزعمون انه هو الذي يشد اتباعه الى الوراء دائما ولا يتيح لهم ‏حرية الحركة للانطلاق نحو آفاق التقدم ‏
‏2 ــ ظاهرة الارهاب : وقد شهدت هذه الظاهرة في الاعوام الاخيرة تطورا وهو يمثل الحملة المدمرة للاسلام بما يحمل من فكر منحرف ‏
‏3 ـ الفهم الخاطئ للاسلام: إن الاسلام دين الاعتدال والوسطية يكره التطرف والغلو في الدين ويدعو الى التيسير على الناس والرحمة بهم ، وعليه يجب التخلص من الافكار الخاطئة للاسلام وتعاليمه ‏والكشف عن الوجه الحضاري لهذا الدين .‏
وإذا ما استطعنا من مواجهة التحديات الداخلية فإننا حتما سنواجه التحديات الخارجية الاكبر ، وسنععدها في 1ــ فكرة الخوف من الاسلام في الغرب عبر الصورة التي رسمها الارهاب عن الاسلام ‏والمسلمين 2ــ صدام الحضارات 3ــ العولمة 4 ــ مواجهة التطورات العلمية الحديثة .‏
إن الاسلام بمبادئه السامية وتعاليمه الواضحة وقوته بوصفه دينا خاتما قادر على تلبية متطلبات الحياة المعاصرة ومواجهة التحديات المعاصرة والمستقبلية ، ولم يكون الاسلام ولن يكون سببا في ‏تعطيل مسيرة التقدم في العالم الاسلامي على المستويات كلها . ‏
ومن هنا يمكن القول بأن الاسلام مؤهل لمواجهة تحديات العصر الحديث ومؤهل للتعاون باستمرار مع كل القوى المحبة للسلام في العالم من أجل الانسان وسعادته في كل زمان ومكان
ثم المحاضرة الثانية القتها رئيس قسم المخطوطات في مركز احياء التراث الاستاذ الدكتورة الاء نافع جاسم وعنوان محاضرتها (كيفية مواجهة التحديات للشخصية الأسلامية )‏ معرفة الشخصية الأسلامية بأستقلاليتها وتميزها تعرضت لأختلال في بُنيتها حيث تعددت مصادر التأثير فيها حتى أصبحت الأمة في واقعها المعاصر تشكل بفعل عوامل ومؤثرات غريبة عنها ، لذا ‏إن أهم مايميز أمة عن آخرى هو شخصيتها الأعتبارية ثُم شخصية أبنائها .‏
ولأجل مواجهة التحديات ممكن أتباع التالي : ‏
ـ تواجه الشخصية الأسلامية العديد من التحديات منها ” خارجية ، وداخلية ” تمثلت الخارجية ” بالعولمة ” التي تسعى إلى تفريغ المواطن من وطنيتهِ وقوميتهِ وإنتمائهِ الديني والأجتماعي والسياسي ‏، ويُمثل ذلك تحدياً للشخصية الأسلامية التي يدعم الأسلام إستقلالها وإعتزازها بذاتها في حدود الشرع والأخلاق .وأما ” الداخلية” تمثلت بغياب الوعي الديني الصحيح على إن الأسلام دين التسامح ‏والتوازن والعمل والأنتاج ، وغياب القدوة الصالحة أمام الشباب ، وغياب التوجيه التربوي والمهني للشباب خلال التعليم ، فضلاً عن أنتشار البطالة وتفشي الجرائم والعنف والتطرف بين الشباب .‏
ـ إن مواجهة التحديات يتم خلال التربية ، فالتربية تحدد القيم والمعارف والمهارات والسلوكيات ، التي يتطلبها المستقبل ، والتي تحدد التنمية الأقتصادية والأجتماعية والمستوى الصحي للمجتمع ‏المسلم والتغلب على المعوقات والمشكلات التي تُقيد أفراد المجتمع لأجل المحافظة على الهوية العربية الأسلامية .‏
ـ غزو الثقافة والأعلام الغربي الذي يهدد الشخصية المسلمة وذلك لاسيما من أستعمال التقنيات التكنولوجيا الحديثة مما يؤدي إلى ضياع فكري وثقافي .‏
ـ يجب أن يكون التعليم العربي يواكب العصر ويساير حركة المجتمع وتطوره ويبني شخصية أبنائه ليكونوا قادرين على التعامل مع الحاضر بكل متغيراته والمستقبل بتحدياتهِ دون أن تفقد ‏الشخصية مقومات عناصرها الأسلامية وطمس هويتها…

 

 

RashcAuthor posts

Avatar for rashc

مركز احياء التراث العلمي العربي مركز يعنى بالتراث العربي

No comment

اترك تعليقاً