بالرغم من الظروف التي يعيشها بلدنا العزيز من تفشي جائحة فايروس كورونا ومن اجل اكمال عجلة المسيرة العلمية بدون توقف وحسب توجيهات خلية الازمة في التباعد الاجتماعي نظم قسم ‏الخطوطات في مركزنا وباشراف من مدير المركز الاستاذ الدكتور رياض سعيد لطيف دورة بعنوان ( علم المخطوطات التاسعة عشر) للمدة من 5/4/2021 ولغاية 7/4/2021‏
القى المحاضر الاولى الاستاذ الدكتور يونس قدوري عويد، مسؤول وحدة المخطوطات بكلية العلوم الاسلامية والتدريسي فيها، ورئيس جمعية علوم الحديث العلمية؛ تناول بمحاضرته التعريف بعلم ‏تحقيق المخطوطات وبيان ماهيته واصوله، وفصل الشرح في المرتكزات الاساس في عملية اختيار عنوان المخطوط لغرض تحقيقه، من الاهمية والضرورة والحاجة الداعية لاختيار هذا العنوان، ‏وتقديم الأهم على المهم، وبين مفصلا ضرورة تناسب حجم المخطوط مع طبيعة مراد المحقق؛ سواء كانت كرسالة علمية ماجستير او أطروحة دكتوراه، أو بحث ترقية، أو تحقيق منفرد عام أو ‏مشترك بين أكثر من باحث، وبين صفات كل واحد من هذه الاعمال والشروط التي ينبغي أن تكون عليها، كما وضح الباحث عملية جمع النسخ وكيفية جمعها، وما هي الغاية من هذا الجمع، وقد سبق ‏هذا الموضوع باسباب تعدد النسخ، وقد القت المحاضرة تفاعلا من لدن الحضور، وتداخلات تم الاجابة عليها وتوضيحها من لدن المحاضر.‏
ومن ثم المحاضرة الثانية القتها ا.م.د.زينب كامل كريم التدريسية في مركز احياء التراث العلمي العربي بعنوان المبادئ الاساسية للتحقيق ‏
‏ معرفة التحقيق لغة ً هو مصدر للفعل حقق ، جاء في المعاجم كلام محقق أي بمعنى محكم الصنعة رصين وحقق الشيء والامر اي أحكمه وعليه في اللغة التحقيق هو العلم بالشيء ومعرفة حقيقته ‏على وجه اليقين ‏
واصطلاحا التحقيق هو ما يقوم به طالب العلم من اخراج نصوص المخطوط القديمة في صورة صحيحة متقنة ضبطا وتشكيلا وشرحا وتعليقا وفق اصول متبعة معروفة لدى الذين يتعاطون هذا العلم ‏
وهو علم باصول اخراج النص المخطوط على صورة التي ارادها صاحبها من حيث اللفظ والمعنى ‏
واخراج الكتاب على اسس صحيحة محكمة من التحقيق العلمي في عنوانه واسم مؤلفه ونسبته اليه وتحريره من التصحيف والتحريف والخطأ والنقص والزيادة ‏
المبادئ الاساسية : ‏
‏1 – المخطوط ‏
‏2 – المحقق واهم صفاته ‏
‏3 – التحقيق وهو يتضمن مراحل اولها جمع النسخ ، وهذه النقطة سيتحدث عنها الدكتور يونس في محاضرته ان شاء الله ‏
المخطوط : هو الكتاب الذي وصل الينا من أزمنة بعيدة ، مكتوبا بيد المؤلف أو بيد أحد النساخ في زمن قريب من المؤلف او بعيد عنه وعليه فالمخطوطات لها أهمية من حيث انها تعد آثار الامة ‏فضلا عن اهميتها العلمية ولذا فهي بمثابة كنوز ، والمخطوطات العربية ملأت مكتبات العالم مثل مكتبة الكونكرس الامريكية ومكتبات الالمانية والتركية وغيرها فلا تكاد تخلو مكتبة من المخطوطات ‏العربية وهذا يدل على غزارة الانتاج العلمي العربي الاسلامي وبغض النظر عما ضاع منه الا ان الذي وصلنا ينبئ عن تلك الغزارة والحيوية التي تدل على ان المسلمين امة حية معطاء ، ولذا انبرى ‏علماء مستشرقون وعرب لتحقيق تلك المخطوطات ، وصار التحقيق علما ‏
إذن التحقيق له اهمية علمية وتاريخية بالغة في حفظ تراث الامة واظهاره الى الساحة العلمية ،والتحقيق فيه كثير من المشاكل منها ماقبل التحقيق ومنها اثناء التحقيق ومن أهم المشكلات التي تواجه ‏المحقق قبل التحقيق ، مثلا مشكلة خلو المخطوط من اسم المؤلف وفي هذه الحالة يلجأ المفهرس الى العنوان ليبحث عن مؤلفه في الكتب المختصة ، او مشكلة العنوان يكون غير موجود او قد تتفق ‏بعض المخطوطات في عناوينها مع اختلاف المؤلفين ، وربما هذه المشكلات نابعة من المفهرس حيث يواجه الخلل وقد يتسرع المفهرس في النسبة ويتعجل في اثبات اسم المؤلف وهذا يتطلب منه ‏التأني والوقوف على المخطوط ليقف على بعض الاشارات التي تهديه سواء من تاريخ التأليف او الاسلوب ، الاعلام التقييدات السماعات القراءات الاجازات وغير ذلك من الاشارات التي قد ترد في ‏ثنايا المخطوط وتشير الى المؤلف او العصر الذي عاش فيه ومن عاصره من علماء او وزراء وخلفاء .‏
وقد تنتقل هذه المشكلات الى المحقق فيقع بالخطأ هو الآخر نتيجة من الخطأ الذي وقع به المفهرس اصلا ولذا تحقيق العنوان من المهم وكثيرا مايكون موصلا لمعرفة المؤلف ، وقد يرجع اختلال ‏نسبة المخطوط الى فقد الاوراق الاولى والاخيرة منه وانطماس العنوان
ومن ثم اليوم الثاني للدوره القت المحاضرة : أ.د. الاء نافع جاسم رئيس قسم المخطوطات ‏ في مركز احياء التراث العلمي العربي بعنوان ‏
منهج المحقق في تحقيق المخطوط
‏ حيث إعتنى العلماء والباحثون بنشر الكتب الخطيّة أيّ نقلها من المخطوط إلى المطبوع بأدق صورة ، فكانوا علماء الحديث هم أول من أعطوا العناية بوضع الضوابط في رسم قواعد الرواية ‏والضبط والنقل من أفواه الشيوخ والرواة ، ومقابلة الأصول والمرويّات لذا أتقنوا كتبهم غاية الإتقان فكانوا أول محققين للنصوص . فالمنهج هي الطريقة التي يرسمها المحقق في تحقيق النص ‏لإخراجه وفق متطلبات العصر الحديث .‏
ـ تختلف الكتابة القديمة عن الحديثة في كثير من مظاهرها لذا أتبع المحقق منهجاً لتحقيق المخطوط ومنها : ‏
ـ الرسم الإملائي : وجد في كثير من خطوط بعض النسّاخ بخلو بعض الحروف من التنقيط أو تكون نقاط مخالفة كأهمال ” الفاء والقاف والنون ” بينما يكون وضع نقطة الفاء أحياناً في أسفل ‏الحرف ، ونقط القاف تكون واحدة من الأعلى على سبيل المثال تكون وفق الطريقة المغربية .وكذلك كانوا لاينقطون الياء في آخر الكلمة فيحدث إلتباس عند القارىء كما هو في كلمة ” أبي ” ، ‏بالإضافة وبين ” أبى ” بمعنى ” إمتنع” ، وكلمة ” التقي” و”التقى” ، و “سَويّ” و”سِوّى” بل أحياناً ينقطون الألف المقصورة .‏
وكذلك حرف ” الألف ” فاحياناً يكون محذوف من وسط الكلمة مثل ” يس و إبرهيم وهرون ” لذا يكتبها المحقق وفق الطريقة الحديثة بوضع الألف الوسطية بهذا الشكل ” ياسين وإبراهيم وهارون ‏‏” .أما الألف المقصورة يكتبونها بهذا الشكل ” رما ، وسعا ” فيكتبها المحقق بالطريقة الحديثة ” رمى ، وسعى ” .‏
أما بالنسبة إلى الألف التي تختص بواو الجماعة في أواخر الأفعال كانوا لايعتنون بكتابتها مثل ” إستغفروا ، وأعتبروا ” ‏
فضلاً عن حذف” الهمزة ” في أواخر الكلمات كما هو في كلمة ” دعا ، وسما ” وتكون بهذا الشكل ” دعاء ، وسماء “.‏
وفي بعض الأحيان يكتبون ” الهمزة ” للتسهيل بهذا الشكل ” عايشة ” فيكتبها المحقق بهذا الشكل ” عائشة ” .‏
وحرف ” التاء” كثير منهم يكتبها بالتاء التأنيث في آخر الأسماء مثل ” نعمت ، ورحمت ” فتكتب بالطريقة الحديثة بهذا الشكل ” نعمة ، ورحمة “‏
وكذلك بالنسبة لكتابة الأعداد فترد عند النساخين بهذا الشكل ” خمسمئة ” فتكتب بالطريقة الحديثة بهذا الشكل ” خمسمائة ” .‏
ـ ترد في المخطوطات الكثير من الأختصارات والرموز فعلى المحقق أن يُكمل هذهِ الأختصارات بالشكل الصحيح لتوضيحها للقارىء كما في ” إلخ ” يكتبها المحقق ” إلى آخرهِ ” أو ” أ هـ ” يكتبها ” ‏إنتهى ” أو “ثنا ” يكتبها ” حدثنا ” و ” دثنا ” يكتبها أيضاً ” حدثنا ” و “قثنا ” يكتبها ” قال : حدثنا ” و” ثني” يكتبها ” حدثني ” و ” نا ” يكتبها ” حدثنا ” و ” أنا ” يكتبها ” أخبرنا” و ” رضي ” يكتبها ” ‏رضي الله عنه ” و ” أيضـ ” يكتبها ” أيضاً ” .‏
أما بالنسبة للرموز تكون بهذا الشكل “س” وهي ” سيبويه” ، “ص ” وهي ” المصنف ” “الظـ ” يقصد ” الظاهر ” وغيرها .‏
ـ أستخدام الترقيم في بعض الأحيان من قبل المحقق وذلك لتوضيح الأمر للقارىء كما في ترقيم الأحاديث والأبواب والأخبار والمسائل والتراجم إلى آخرهِ .‏
ـ أما بالنسبة إلى تصحيح النص وإكمال السقط لايجيز للمحقق التصرف في متن النسخة بالتصحيح والتقويم ، لذا إن الحاشية هي المكان التي يتخذ الإجراء اللازم بها من تقويم وتصويب حفاظاً على ‏نسخة المخطوط .‏
ـ ضبط الآيات القرآنية وتخريجها .‏
ـ ضبط الحديث النبوي الشريف وتخريجه .‏
ـ تخريج الأبيات الشعرية من دواوينها .‏
ـ تخريج الأمثال .‏
ـ تعريف الأعلام .‏
ـ التعريف بالأماكن والمواضع والبلدان .‏
ـ شرح الغريب .‏
ـ مقابلة النصوص مع المصادر التي أستقى منها المؤلف معلوماتهِ وذلك لضبط النص والعمل على تخريجهِ سواء كانت مصادر مخطوطة أو مطبوعة أو مراجع .‏
ـ المصادر . ‏
ـ الأستدراك : وهو الملحق الذي يُضيفهُ المحقق في نهاية الكتاب يستدرك مافاتهُ سواء يرتبط بالمخطوط أو بعمل المحقق .‏
ـ الفهارس : وهي كل مايرشد بهِ المحقق في الكتاب ليقدمهُ للقارىء كمعرفة بعض المواضع التي يصعب تحصيلها أحياناً إلا بقراءة الكتاب كله .وتكون الفهارس كما يلي : ‏
فهرس الآيات الكريمة ، فهرس الأحاديث النبوية الشريفة ، فهرس الأعلام ، فهرس الجماعات والأماكن والأيام ، فهرس الشعر ، فهرس الأمثالومسك ختام الدورة ‏ا.م.د.ايمان صالح مهدي التدريسية في مركز احياء التراث بعنوان (منهج المدرسةالعراقية في تحقيق المخطوطات)‏
متحدثة عن اهمية التراث المخطوط في فكر الامة وحضارتها لانه وثيقة من وثائق وجودها أستوعب المعارف والفنون فهمتي لأكثر من أربعة عشر قرنا تضافرت عليه جهود آلاف من العلماء ‏والادباء والخطاطين والنساخين والوراقين ويدل على ذلك وجود الفهارس القديمة التي احصت بعض هذا التراث.فالمعنيون بهذه المخطوطات والمتتبعون لمضانها يقدرون ان الموجود منها آليوم لا ‏يقل عن اربعة ملايين مخطوطة منتشرة في مختلف بقاع العالم وهذا دليل على نفاسة تراثنا العربي
وفي العراق بقية غنية منه حفظتها جهود ثلة من المخلصين احبوا هذا التراث فبذلوا في حفظه وتحقيقه واخراجه للاجيال القادمة مهجهم واموالهم واعمارهم
وتطرقت فيها الى تعريف التحقيق لغة واصطلاحا ‏
فهو في اللغة:مصدر للفعل حقق يحقق وهومضعف العين من الفعل حق يحق ويحق حقا .والحق ضد الباطل .وحقه وحققه.صدقه وحقق الرجل اذا قال هذا الشيء هو الحق كولك صدق .ويقال احققت ‏الامر احقاقا اذا حكمته وصححته وحققت الامر واحققته:اذا كنت على يقين منه وكلام محقق اي رصين.‏
والتحقيق في الاصطلاح: تحري الحق في إخراج المخطوط بالصورةالصحيحة التي وضعه فيها مؤلفه،وبذل ما في وسعه للمحافظة على دقته وسلامته وضبط نصه ليؤدي فائدته.‏
كما تطرقت في المحاضرة الى منهج المستشرقين في التحقيق ،فضلا عن المنهج المعتمد عليه في المجاميع العربية في التحقيق ‏
وتوقفت كثيرا عند منهج المدرسة العراقية في التحقيق واهم سماتها هي:‏
‏١. التسلسل الزمني في ذكر مصادر التخريج لان الفضل للمتقدم و المتاخر انما اعتمد في اخباره على المتقدم.‏
‏٢ الاكتفاء بتخريج الاشعار والارجاز من الدواوين الشعرية المطبوعة المحققة او المجموعة والإشارة إلى الخلاف في الرواية ان وجد
‏٣. الرجوع إلى المصادر القديمة المختصة في التراجم.‏
‏٤.الرجوع في التحقيق إلى الكتب المتخصصة لمعرفة ما يعرض لنا في الكتاب المحقق وضبطه وفهم معناه كالمعجمات وكتب القراءات وكتب الوجوه وغريب القران وكتب الاحاديث الموضوعة ‏وكتب النبات واللغة…الخ
‏٥. تخريج الاقوال من كتب اصحابهاان كانت مطبوعة فان لم تصل الينا توثق من المصادر الاخرى
‏٦. عدم أثقال الحواشي والتوجه الى ضبط النص واخراجه سليما
‏٧. الاعتماد على الطبعات المحققة تحقيقا علميا واسقاط غيرها في التخريجات و الاحالات
‏٨. الأمانة العلمية واحترام النص ‏
ويقول د.حاتم الضامن رحمه الله تعالى:إن هذا المنهج منهج صعب يوجب على المحقق الرجوع إلى مصادر كثيرة قد لا تكون في متناول اليد .وغيرها من المعوقات ولكن لله الحمد فقد نجحنا طوال ‏ثلاثين عاما في نشره
وبعدها تم امتحان المشركين وتوزيع شهادات المشاركة من قبل مدير المركز متمياً لهم دوام الموفقية والنجاح الدائم ‏.
1
1
1
1

RashcAuthor posts

Avatar for rashc

مركز احياء التراث العلمي العربي مركز يعنى بالتراث العربي

No comment

اترك تعليقاً