زارت الاستاذ المساعد الدكتورة وسن حسين محيميد التدريسية في مركز احياء التراث العلمي العربي في جامعة بغداد يوم الجمعة الموافق ٢٤/ ٩/ ٢٠٢١ “قلعة باشطابيا” احدى أهم القلاع القديمة ‏والعريقة في الساحل الأيمن لمدينة الموصل ووقفت على أطلالها الشاهدة على عمق تأريخ هذه القلعة التي بُنيت بالجص والحجارة ويُعتقد أن العقيليين هم أول من أسسها وتعود تسميتها إلى اللغة ‏التركية ( باش) رئيس (وطابيا) البرج وتعني البرج أو القلعة الرئيسة، تتسع القلعة لآلاف من الجيش مع ذخيرتهم وتمتد حتى قرة سراي جنوباً وموقع الإمام محسن غرباً، كما يربطها مع دور المملكة ‏في قرة سراي نفق تحت الأرض، وفيها بابان باب يؤدي من القلعة إلى ميدان الجيش غرباً، وباب السر الذي يؤدي من القلعة إلى نهر دجلة الذي لا يفتح إلا عند الحاجة، هدمت القلعة في حصار ‏تيمورلنك للموصل سنة ١٣٩٣م،وأعيد اعمارها سنة ١٦٢٥م في عهد الوالي بكر باشا إسماعيل الموصلي مع سور الموصل الذي يقع خلف قلعة باشطابيا تملأه طاقات كانت تطلق منها النيران ضد ‏نادر شاه وجيشه سنة ١٧٤٣م، كما أضاف إليها الوالي بكر باشا برج عالي، وقد تم ترميم القلعة واعمارها في عهد والي الموصل حسين باشا الجليلي سنة ١٧٤٣م، وهو الذي اتخذ منها مركزاً لقيادة ‏معركته ضد نادر شاه الذي حاصر الموصل بجيشه موجهاً نار مدافعه التي تقرب من ٢٠٠ مدفع عليها لتقصفها ليلاً ونهاراً، وباءت حملته بالفشل في احتلال الموصل ببسالة واليها وأهلها الغيارى ‏ليُرفع الحصار عنها. القلعة اليوم لا تعدو سوى آثارٍ مهدمة تملأها المغاور والأتربة ،تشهد كل حجارة فيها على عمق تراث مدينة الموصل وأصالة أهلها وهو ما لن يُمحى من صفحات الـتأريخ مهما ‏تكالبت عليها قوى الشر …

Rashcمؤلف

Avatar for rashc

مركز احياء التراث العلمي العربي مركز يعنى بالتراث العربي

No comment

اترك تعليقاً