‏ نظم قسم توثيق بغداد في مركز إحياء التراث العلمي العربي/ جامعة بغداد وباشراف مباشر من ‏مديرة المركز الاستاذ الدكتورة الاء نافع جاسم ورشة عمل بعنوان (تقييم السياسات المالية ودوها ‏في الحد من الفساد) يوم الثلاثاء 19/10/ 2021 وعلى قاعة الاستاذة نبيلة في المركز ‏وبحضور عدد من الاساتذة والبحثين وترأست الورشة الدكتورة خمائل شاكر الجمالي رئيس قسم ‏توثيق بغداد / والقى الاستاذ المساعد الدكتور صفوان قصي عبد الحليم التدريسي في كلية الإدارة ‏والاقتصاد/ جامعة بغداد / قسم المحاسبة محاضرة عن السياسات المالية متحدثاً فيها يعدّ الفساد ‏آفة قد تكون فتاكة وهي قديمة ومخضرمة وجدت في كل العصور ، والمجتمعات ، مما لاشك ‏فيه إن الفساد الماليّ والإداري أصبح سمة بارزة من سمات العصر الحديث ، رغم نشأته تعود في ‏جذورها إلى بداية الخلق ونشأة البشرية ، واليوم تعدّ ظاهرة الفساد ظاهرة عالمية واسعة الانتشار ‏تأخذ ابعاد واسعة وتتداخل فيها عوامل مختلفة يصعب التمييز بينها ، وتختلف درجة شموليتها ‏من مجتمع إلى اخر ، وهو داء خطير يهلك الحرث والنسل لم تسلم منه أي دول في العالم ‏متقدمة كانت ام نامية ، ولكن بدرجات ونسب متفاوتة ، وهذا ما تؤكده العديد من الدراسات بأن ‏الفساد المالي والإداري يقل كثيراً في الدول ذات الاقتصاد القوي والمستوى المعيشي المرتفع بينما ‏يرتفع بمعدلات ووتائر كبيرة في الدول النامية بصفة عامة ، وذات المستوى المعيشي المنخفض ‏على وجه الخصوص ويتجلى ذلك من خلال الأوجه العديدة للفساد السياسي الإداري ، كانتشار ‏الرشوة ، والتسيب بين الموظفين وضعف الانتاجية ، وتفشي المحسوبية والوساطة وزيادة الروتين ‏وتعقيد الإجراءات في تنفيذ المعاملات. وظاهرة الفساد لا تقتصر في تداعياتها على ماتفرزه من ‏سلبيات على قطاع معين من المجتمع، وانما تمتد آثارها لتطال كافة أفراد المجتمع وقطاعاته ؛ ‏ذلك أن لها تأثير مباشر على اقتصاد الدولة باعتبارها تعرقل عجلة التنمية الاقتصادية، فضلاً ‏عن انها تؤدي إلى اختلال التركيبة الاجتماعية للمجتمع، كما أنها تعمل على اعتياد الأفراد ‏لسلوكيات يلفظها كل مجتمع ينشد المحافظة على ما بنى عليه من قيم ومبادى ، ناهيك عن ‏تأثيرها على الحياة السياسية حيث تختل قواعد اللعبة السياسية وتبرز أنظمة وهيئات معتمدة على ‏سيطرة رأس المال والرشوة هذا وعلى أثر الانفتاح العالمي وإذابة الحدود بين الدول المختلفة بين ‏الدول في مختلف المجالات ظهر ما يعرف بظاهرة ” عولمة الفساد” لينطلق بذلك الفساد عابراً ‏حدود الدول من خلال جرائم منظمة ترتكب ليستحيل بواسطة فرد واحد ، بل من خلال مجموعة ‏منظمة من الأفراد تدعمهم عدة مؤسسات تتعدد جنسياتها ، بذلك يستحيل تحديد هوية أو جنسية ‏محددة لهذه الظاهرة .وقد تخللت الورشة عدة مداخلات واستفسارات من قبل الباحثين وفي ختام ‏الورشة شكرت مديرة المركز المحاضر متنميةً له دوام الموفقية والنجاح…

 

 

 

 

RashcAuthor posts

Avatar for rashc

مركز احياء التراث العلمي العربي مركز يعنى بالتراث العربي

No comment

اترك تعليقاً