بإشراف مديرة المركز الأستاذ الدكتورة الاء نافع جاسم نظم مركز إحياء التراث العلمي العربي /جامعة بغداد ورشة عمل بعنوان (التسامح وأثره على الإستقرار الداخلي ) يوم الإثنين الموافق ٢٧ /١٢/ ٢٠٢١ بحضور عدد من الأساتذة والباحثين ترأس الورشة الأستاذ المساعد الدكتورة وسن حسين محيميد رئيس قسم المخطوطات. وقد تمت استضافة الأب آرا بدليان راعي الكنيسة المعمدانية الإنجيلية الوطنية الذي تحدث عن “التسامح، وأثرة على الاستقرار الداخلي الفردي في المسيحية” مفهوم “التسامح/المُسامحة” مفهوم مركزي في الإيمان والاعتقاد المسيحي، إذ نجد أن النصوص الكتابية المسيحية تشير الى التسامح/المُسامحة أف 4: 32 ؛ 2 كور 2: 7، 10 ؛ كول 3: 13 والتي ترد باللغة الأصلية بمعنى “النعمة” والتي يمكن تعريفها بأنها “هبة غير مستحقة”. وفي الترجمة السريانية تأتي بمعنى “رحمة” في حين أن أصولها في العهد القديم تعني “تحنن”
ترد أحيانا مرتبطة بشكل وثيق مع مفهوم “الرحمة” كما في خر 34: 6 ؛ مز 86: 15 وترد بشكل واسع بمعنى “المساعدة التي يقدمها الأقوى طواعية للأضعف، بناء على إستنجاد الأخير به.” ومنها على سبيل المثال “تجد نعمة في عيني”أي تحصل على تعاطف الأقوى. وهو في الغالب يأتي كنتيجة لتدخل الله، فيعطي الطرف الأضعف “نعمة” لدى الطرف الأقوى كما في تك 6: 8.
التأثير الجوهري الذي يحدثه فعل النعمة / المسامحة نجده في إحدى الحوادث التي يسجلها لنا الإنجيل على فم يسوع المسيح في لو 7: 36-48 في إشارة لأهمية التغيير والإنعطافة الحاسمة في حياة الإنسان في تجاوب مع نعمة الله ومحبته ومسامحته إياه، ومن ثم إنعكاس ذلك في حياة الإنسان لجهة مسامحة الآخر والتفاعل معه والتسامح في العلاقة والتواصل مع الآخر المختلف. كما تحدثت الدكتورة وسن حسين محيميد عن (مفهوم التسامح في الخطاب القرآني وأثره على الإستقرار المجتمعي بين الديانات ) وجاء في ورقتها البحثية أن الرؤية الإسلامية والتجربة التاريخية الإسلامية الأولى، كلها حقائق ومضامين تؤكد قيم الشراكة والاحترام المتبادل بين أهل الديانات التوحيدية الكبرى. ولكن ولعوامل سياسية واجتماعية وثقافية نتجت ظواهر مضادة لتلك الحقائق والمضامين الثابتة ناتجة من الشر الذي يكمن في اخلاد النفس إلى الدنيا ونيسانها من أين جاءت وإلى أين بعد الحياة تمضي. وقد عرضت بشكل موجز خطاب القرآن الكريم لاتباع الديانات السماوية الذي ينطوي على نقاط جوهرية تتمثل بتكريم الإنسان، والاعتراف بالآخر، والتسامح، وحرية العقيدة، مشتهدة بالآيات القرآنية ومعانيها الدالة على ذلك. وفي الختام قدمت مديرة المركز شهادة تقديرية للأب آرا تثميناً لجهوده ….
No comment