باشراف مديرة المركز الاستاذ الدكتورة الاء نافع جاسم نظم مركز احياء التراث العلمي العربي صباح يوم الاربعاء الموافق 9/3/2022 وبحضور عدد من الاساتذة والباحثين وعلى قاعته سمنار بعنوان (نزيهة سليم رائدة الفن التشكيلي ) القى السمنار م.م. لقاء عامر عاشور التدريسية في مركزنا متحدثة عن فنانة عراقية احبت المرأة العراقية وكرست معظم اعمالها الفنية في معالجة قضايا المرأة وجسدت ذلك من خلال معظم اعمالها الفنية و أول امرأة أسهمت في إرساء ركائز الفن العراقي المعاصر.
ولدت نزيهة محمد سليم عبد القادر الخالدي الموصلي في مدينة إسطنبول في تركيا عام1927 ولأبوين ،نشأت (نزيهة) في وسط عائلي كان يهتم كثيرا بالثقافة والمعرفة والفنون، فوالدها كان رساما ومديرا عاما وأول أستاذ رسم للامير غازي، اما اخوتها فكانوا من من ابرز الفنانين المشهورين وهم سعاد سليم ونزار سليم وكذلك جواد سليم الذي كان له دور في عمل نصب الحرية المشهور في بغداد. كانت دار العائلة في منطقة (الفضل) ببغداد، ملتقى الفنانين العراقيين والاجانب . تخرجت من معهد الفنون الجميلة ببغداد سنة 1947 ونظرا لتفوقها فقد ارسلت ببعثة رسمية إلى باريس وهي أول امرأة عراقية تسافر خارج القطر لدراسة الفن وتخرجت من المعهد العالي للفنون الجميلة (البوزار) سنة 1951 حيث تخصصت في رسم الجداريات عل يد الفنان الفرنسي المعروف (فرناند ليجيه) و(سوفربي)، كما ارسلت بزمالة لمدة عام واحد إلى ألمانيا الشرقية للتخصص في رسوم الأطفال ورسوم المسرح وتمرنت أثناء ذلك على المزججات والتطعيم بالأنامل. كان باستطاعتها البقاء كمعلمة للفن في فرنسا بسبب تفوقها حيث كانت الرابعة على دفعتها في جائزة روما، لكنها اختارت ان تعود للعراق على الرغم من ان الآفاق التي فتحت لها في الخارج. وطوال نصف القرن الماضي شاركت الفنانة في نشاطات مختلفة كإسهامها مع الفنان شاكر حسن آل سعيد ومحمد غني حكمت وجواد سليم في تشكيل جماعة الفن الحديث عام 1953-1954م، وفي تأسيس جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، إلى جانب دورها التربوي كأستاذة في معهد الفنون الجميلة حتى عام 1982. اخلاصها لفنها جعلها تكرس حياتها لاستكمال مسيرتها الفنية، فقد عالجت قضايا المرأة، والعمل، والطفولة، تجسدت عبر اعمالها بالحياة الاجتماعية للمراة العراقية واظهرت معاناتها في كل مكان في السوق والبيت والعمل واظهرت تلك الأعمال تعاطفا واضحا مع المراة، كانت الفنانة تحس الام المراة العراقية وتعكس معاناة المراة العراقية في قلمها الذي لم ينطفأ طيلة حياتها.
لها العديد من الأعمال منها: شباك بنت الجلبي- ليلة عرس- صانع اللحف- افراح المرأة – الدخلة، وغير ذلك الكثير، وللأسف الشديد فقد سرقت معظم تلك الأعمال من المتحف العراقي في مركز صدام للفنون أثر احداث للعراق سنة 2003 في أسوا عملية تخريب تعرضت له المتاحف في العراق ولم يبق من تلك الأعمال سوى ست لوحات هي: (امرأة مستلقية، الأهوار، بائع البطيخ، الحرب، بورترية لفتاة، الجدة)، واللوحة الأخيرة تصور امرأة عجوز في حجرها كرة صوف، وفي كفها اليمنى إبرتا الحياكة، وقد تعرضت أجزاء من هذه اللوحة للتلف والتخريب المتعمد. تلك اللوحات منها اثنتان معروضتان في قاعة العرض في دائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة، أما اللوحات الأربعة الأخرى فقد تم حفظها. توفيت 15 شباط 2008 عن عمر يناهز . أقيم للراحلة تشييع مميز أنطلق من دارها في المنطقة الوزيرية وفي الختام شكرت مديرة المركز المحاضرة متمنيةً لها دوام الموفقية والنجاح..
No comment