باشراف مديرة المركز الاستاذ الدكتورة الاء نافع جاسم نظم مركز احياء التراث العلمي العربي في جامعة بغداد يوم الاربعاء الموافق 20/4/2022 وعلى قاعته ورشة عمل بعنوان ( مدارس بغداد واثرها في التنشئة العلمية والاجتماعية ) القى المحاضرة ا.م. د. ماهر جبار محمد علي الخليلي من كلية الامام الكاظم تحدث الدكتور الخليلي عن المدارس في العهد العثماني حيث ذكر بان المدارس الدينية كان لها أهمية ورعاية خاصة من السلاطين العثمانيين ورجال الدين والولاة، والظاهرة البارزة في الحياة التعليمية داخل الولايات العراقية الثلاثة (بغداد والموصل والبصرة ) هي انتشار الكتاتيب.ثم جاء الوالي مدحت باشا 1869-1872 حرك الأوضاع من خلال الإجراءات الإصلاحية التي نشط بها في مختلف مرافق الحياة العامة .وظهرت مدارس مسيحية تعتمد أسس حديثة في التعليم مثل مدرسة الآباء الكرمليين عام 1721 والمدرسة الكلدانية عام 1843، ومدارس الاتحاد الإسرائيلي 1865.وتم افتتاح عدة مدارس : المدرسة الرشدية المدنية ، والمدرسة الرشدية العسكرية ، والمدرسة الإعدادية العسكرية ، ومدرسة الفنون والصنائع ، واعتمدت هذه المدارس التركية لغة رسمية لها .ثم المحاضرة الثانية للاستاذ المساعد الدكتورة زينب كامل كريم التدريسية في مركز احياء التراث متحدثةشاع في العصرين العباسي الأوسط والأخير بناء المدارس والمارستانيات والربط وغيرها من الأبنية الخيرية والعلمية وكانت فكرة إنشاء المدارس تراود الخلفاء في زمن مبكر من تاريخ قيام الدولة ولهذا أنشأوا دور العلم وبيوت الحكمة لترجمة العلوم كافة ، وقد حظيت بغداد منذ أواسط القرن الخامس الهجري بإقامة الكثير من المعاهد العلمية والمدارس القائمة بذاتها(1) ومستقلة عن الجوامع مثل المدرسة النظامية ببغداد سنة 459هـ من قبل نظام الملك(2) وزير السلطان السلجوقي ألب أرسلان ووزير إبنة السلطان ملكشاه في كل من بغداد والبصرة والموصل وبلخ ونيسابور واصبهان لكن لنظامية بغداد أهمية كبيرة وتركت تأثيرا في الحضارة العربية وكانت أول مدرسة في الاسلام ومن ثم المدرسة المستنصرية سنة 631هـ وبذلك كانت النواة الاولى لقاعدة مهمة اتبعت فيما بعد ألا وهي إنشاء المدارس من قبل الدولة واستقلالها عن أبنية المساجد وتوفير مستلزمات سكن وقاعات تدريس للمدرسين والطلبة مع تخصيص أجور شهرية لهم ، والمدرسة التاجية(3) والكمالية(4) وأشهر هذه المدارس المدرسة المستنصرية التي جذبت اليها الانظار من حيث البناء والتصميم والتنظيم والجرايات ولهذا فسنسلط البحث هنا عن هذه المدرسة عبر أحد أساتذة هذه المدرسة العريقة ، ألا وهو ابن الجوزي (ت 656هـ)إن المدرسة المستنصرية أثر عربي خالد في نفوس العرب والمسلمين يذكرنا بأجدادنا بناة الحضارة الانسانية ودعاة السلام والمحبة ، وقد أدت هذه المدرسة رسالتها العلمية باخلاص كما أدت رسالتها الدينية إذ أنها كانت موئلا للعلوم الدينية بالدرجة الدينية وعني مدرسوها ببث روح الاسلام وتعاليمه في نفوس الطلاب ، فكانت بحق مدرسة الدولة تنعم برعاية الخليفة والنظام وقتذاك وأصبح لمدرسيها وشيوخها الرأي والصدارة وصار خريجوها هم طبقة المجتمع المثقفة ثم محاضرة الاستاذ المساعد الدكتورة وسن حسين محيميد التدريسية في مركز احياء التراث متحدثة مدارس اليهود في العصر العباسي
مدرسة بغداد أنموذجاً
بعد أن أغلقت مدرستي سورا وفمباديتا أقام اليهود في بغداد مدارس علمية عديدة أهمها مدرسة أو مثيبة بغداد ، وقد عُهدَ برئاستها إلى الراب اسحاق بن موشى بن سكنى الذي كان أول من ترأســـها بـــعــد تـــأسيسها سنة( 463هـ/ 1070م ) ومن بعده رأسها علي بن اسرائيل اللاوي ( 547 – 556هـ / 1152 – 1160م ) ، وبذلك نشأ جيل جديد من رؤساء المثيبة يعرفون بجاؤونية بغداد التي ظلت مستمرة إلى أن سقطت الدولة العباسية سنة ( 656هـ / 1258م ) .وتوالى على رئاستها شخصيات عدة منهم الراب صموئيل الذي كانت مكانته تزداد ، فتوافد عليه شيوخ اليهود الذين جلسوا إليه لدراسة أنواع العلوم لاسيما علم الفلك. ومن المهم الإشارة هنا إلى إنه وضع حوالي عشرة مؤلفات تُمثل إجابات وعدة رسائل تلقي الضوء على حياة يهود العراق وبلاد الشام في عهده ، وكان الربانيون فـــي روســــيـــا يــــوجهون لـــه أسئلتهم الدينية .
كما كان للرباني صموئيل إبنه فقيـهه متـضلعة بتــلاوة العـهد الـقديم والـتلمود وهي تعلـم التلاوة للشـــباب إذ تجـلس في بـناية لا توجد لها إلا نافذة واحدة والتلاميذ في الخارج يستـمعون لها ولا يـرونهـا.
بعد موت الراب صموئيل سنة ( 605هـ / 1208م ) تولى تسعة جاؤونيين رئاسة مثيبة بغداد من أشهرهم كاتب التراتيل والشاعر الراب اسحاق بن اسرائيل ( ت 645هـ / 1247م ) الملقب بالعربية فخر الدولة أبي الفتح اسحاق بن أبي البركات بن الشويخ اليهودي الذي ترأس مثيبة بغداد من سنة(618– 645هـ/ 1221 – 1247م ) وكان متضلعا ً بالتوراة بارعا ً بالشعر الديني .
وقد أصبح رأس المثيبة المرجع الوحيد ليهود العراق في أمورهم الإدارية والدينية ، وكان تنصيب رأس المثيبة يتم بمرسوم يصدر عن الخليفة . ومسك ختام البحوث للدكتورة سندس زيدان خلف التدريسية في مركز احياء التراث متحدثة عن المدرسة المرجانية واقتران وازدهار المدارس مع تطور الثقافة العربية الاسلامية مما شجع ظهور عدد من العلماء والمفكرين في شتى ميادين العلم والمعرفة ومن بين هذه المدراس المدرسة المرجانية الذي قام بتشيدها الوالي امين الدين مرجان عبد الله بن عبد الرحمن وشيد معها الخان ودار الشفاء واختصت هذه المدرسة بتدريس العلوم على مذهب الامام ابو حنيفة النعمان والامام الشافعي .
وقد تخللت الورشة عدة مداخلات ومناقشات من قبل الحاضرين وفي الختام شكرت مديرة المركز المحاضرين متمنيةً لهم دوام الموفقية والنجاح…
No comment