برعاية مديرة مركز احياء التراث العلمي العربي الاستاذ الدكتورة الاء نافع جاسم
نظم مركز احياء التراث العلمي العربي في جامعة بغداد وبالتعاون مع الكنيسة المعمدانية الوطنية – منتدى كلمة الحياة الندوة العلمية الموسومة { مفهوم الانسانية بين اليهودية والمسيحية والاسلام }
على قاعة المنتدى صباح يوم الاثنين الموافق 13/6/2022 وبحضور عدد من الاساتذة والباحثين
رحب الاب ارا بالحضور متمنياً لهم الموفقية في هذه الندوة واولى البحوث القته أ.د. الاء نافع جاسم مديرة مركز أحياء التراث العلمي العربي / جامعة بغداد وعنوان بحثها
(الأبعاد الإنسانية في الديانة الإسلامية ) متحدثة إن الله جلت حكمته قد جعل الأسلام منهاجاً متكاملاً للحياة الأنسانية على مستوى الفرد والجماعة ، وضمنهُ من القواعد والأحكام ماجعلهُ صالحاً لحياة البشرية في سائر الأزمنة والعصور مهما تطورت الحياة وتغيرت الظروف .
خلق الله الأنسان في أحسن تقويم وهو مخلوق عزيز وكريم على الله قال تعالى ” لقد خلقنا الأنسان في أحسن تقويم ” وإن كرامته أصيلة يستمدها من ذات إنسانيتهِ ، أيّ إنها كرامة مطلقة غير مرتبطة بجنسيتهِ ولا لونه ولا وطنه ولا قوته ولا عشيرته ولا حسبه ولا نسبه ولا مكانته قال تعالى ” ولقد كرمنا بني آدم وحملنُهم في البرِ والبحرِ ورزقنهم في الطيبِ وفضلناهم على كثيرِ ممن خلقنا تفضيلاً ”
هذا يتم عن طريق المساواة بين المسلمين وغير المسلمين في القضاء وفي سائر المعاملات قوله تعالى ” لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتُقسطوا إليهم إنّ الله يُحب المُقسطين “ ثم بحث الدكتورة زينب كامل كريم مسؤولة مجلة مركز احياء التراث العلمي العربي وعنوان بحثها ( العدالة الانسانية والاجتماعية عند الامام علي عليه السلام متحدثة
لاتعد العدالة الانسانية موضوعا جديدا ومن افرازات الحضارة الحديثة أو مطلبا لحل مشاكل العصر أو من ارهاصات الحاجة الآنية الملحة ، إنما الانسانية هي الأساس لبناء الدولة ولذا نستطيع أن نلمس مباديء العدالة الانسانية وأساسياتها في القرآن الكريم وخطب الرسول (صلى الله عليه وسلم) وأحاديثه ومبدأ التآخي الذي أسسه الرسول وعمل به في المدينة ما هو الا صورة من صور التسامح وتطبيقا عمليا اعتمده كلبنة أولى لبناء وتأسيس الدولة فلاتكون دولة إلا به ، فكانت المؤاخاة نقطة وعلامة فارقة انطلق منها النبي الأعظم لتنظيم المجتمع الجديد .
والرسول (صلى الله عليه وسلم) لو بحثنا في حياته الشريفة لوجدنا احداثا كثيرة تمثل اشراقات منيرة تمثل القمة في العدالة قال الرسول (صلى الله عليه وسلم) (وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) رواه البخاري 3475 ومسلم 1688
إن البحث في حقيقة العدالة الانسانية في الاسلام وتطبيقاتها الناجعة أمر وضرورة لازالة التشوهات التي حدثت في فترات من العصور الاسلامية ووصمت الاسلام بأنه دين تطرف وعنف وأثبات أنه دين التسامح والعدالة ومن أهم مبادئه تقبل الآخر
ولو نظرنا لتجربة الامام علي (عليه السلام) نجد أنه قد أسس مبدأ الانسانية في واقع الحياة الاجتماعية ويظهر ذلك جليا في فترة حكمه القصيرة إلا أنها تعد غنية بالمباديء التي نشرها وعمل بها ، والتسامح عنده هو الإناء الواسع الذي تنضوي تحته كل المبادئ التي نادى بها بل عمل بها ، فالامام لم يكتف بالحديث نظريا في خطبه عن الحقوق والعدالة والواجبات وانما تحدث عنها عمليا وطبقها وبدأ بنفسه كونه يمثل السلطة حتى تتحقق المباديء وتأخذ مجراها . ثم بحث الدكتورة لقاء عامر عاشور التدريسية في مركز احياء التراث العلمي العربي وعنوان بحثها
)التعايش السلمي بين طوائف العراق في العهد الملكي
(مناحيم صالح دانيال انموذجا)
متحدثة عن مناحيم صالح دانيال رجل عراقي اصيل تجرد من قومته اليهودية وأحتفظ بجنسيته العراقية دئب على تطوير بلده العراق والنهوض بواقعة فكانت له انجازاته عدة على الصعيد السياسي والاقتصادي والانساني. ولد ببغداد عام 1846م من أسرة يهودية ذات أصول جورجية امتهنت التجارة وكانت اسرته تقطن محلة التوراة في بغداد. وبعد قيامس الدولة العثمانية ومن ثم تلقى العلوم في مدارس أوروبا، عين عضواً في اول مجلس لإدارة بغداد والذي ألفهُ الوالي احمد مدحت باشا أنتخب نائباً عن بغداد في مجلس المبعوثين العثماني المنعقد في استانبول عام 1877واشتهر بالأوساط التجارية والاقتصادية وعرف بعلاقاته التجارية مع أعيان البلد، كان قصره يقع في منطقة السنك وكان له مجلس في بيته يناقش فيه مشاكل التجارة والاقتصاد، ويختلف إليه الكثير من أهل التجارة من مختلف الطوائف مختلف الطبقات الاجتماعية. وبعد قيام النظام الملكي في العراق أصبح عضواً في مجلس الأعيان العراقي عام 1925 ممثلاً عن الطائفة اليهودية في العراق. عند تأسيس الحكم الوطني في العراق عام 1924 انتخب نائباً عن بغداد واستقال عام 1932 لكبر سنة ومرضه
ومن ابرز المواقفه الانسانية وانجازاته المهنية والتي مثلت صورة رائعة من التعايش السلمي بين طوائف العراق المختلفة
1- استضافة الملك فيصل الاول في بيته لحين اكمال بناء القصر الملكي في منطقة الكسرة ببغداد.2- ساهم بأنشاء سدة الهندية .3- انشاء جدول اليهودية 4- اهتم بتعليم واراد لبلاده ان يكسر طوق الجهل فأنشأ أول روضة وأول مدرسة ابتدائية عام 1910 وجعل وارداتها وقفاً حتى اممتها الحكومة العراقية عام 1976
ثم بحث الدكتورة سندس زيدان خلف التدريسية في مركز احياء التراث العلمي العربي وعنوان بحثها
(القيم الإنسانية في مصنفات موسى بن ميمون)متحدثة
موسى بن ميمون بن يوسف ،ولد سنة 1135م بمدينة قرطبة في الأندلس ، انتقل بعدها إلى المغرب العربي ثم مصر .
أصبح موسى بن ميمون رئيس الطائفة اليهودية بمصر ،والتف حوله عدد من طلبة العلم وذاع صيته ،فعمل على رفع مستوى الشعب اليهودي دينيا وخلقيا وعلميا ، وقد أبطل بعض العادات ،وأصبحت مصر في عهده قبلة أنظار علماء اليهود في الغرب والشرق .
توفاه الله في سنة 1204م،ودفن في طبرية بفلسطين بين قبور عظماء بني إسرائيل.
أهم مصنفاته : مشناه توراه ، اختصار الكتب الستة عشر لجالينوس ، دلائل الحائرين.
ومن أرائه في مؤلفاته : رفض الاستخفاف بالإنسان من خلال الجهال والمشعوذين وان الإنسان هو قيمة عليا ، يتعرض إلى تعريف بعض التعبيرات مثل : (كلمة الله) وقد نفى صفة الكلام عن الله ،يشير إلى الفرق الإسلامية مثل المتكلمين والمعتزلة و الأشعرية ويبين ما بينها وبين المذاهب اليهودية من الفرق من اختلاف واتفاقها على التوحيد .
ويذكر أن هنالك أشياء تعمنا نحن اليهود والنصارى والمسلمين ، وهي القول بحدوث العالم الذي بصحته تصح المعجزات وغيرها .
ويؤكد على أهمية الحرية الفكرية في الدين ويقارن بين الفكر الفلسفي اليوناني والإسلامي وأراء الفرق اليهودية في قضية وحدانية الله والتجسيم وأمور كثير ة تخص الخلق والوجود .
ويقارن بين النبوة وماهيتها ودرجاتها وتعريفها عند رجال الدين من الملل المختلفة وعند الفلاسفة.
والغاية من الشريعة وقصدها الرئيس انتظام المدينة وأحوالها ورفع المظالم عنها حتى ينال الناس السعادة .
ومسك ختام البحوث
الأستاذ المساعد/ د. وسن حسين رئيس قسم المخطوطات في مركز احياء التراث العلمي العربي وعنوان بحثها (جلال الدين الرومي إنموذجاً)متحدثة
يتوج الحب فكر جلال الدين الرومي الذي يعدهُ جوهر إنسانية الإنسان وينطوي فكره على أن الحب يغيرنا، فما من أحدٍ يسعى وراء الحب إلا ونضج أثناء رحلته، فما أن تبدأ رحلة البحث عن الحب حتى تبدأ تتغير من الداخل والخارج”.
فإن منبع الحب والعشق هو الإحسان الذي يعد المحور الأساس في الفكر الصوفي عموماً.
يعد العشق عند الصوفية جوهر الحياة وهدفها الأساس السامي؛ لأنه يقرع أبواب الجميع حتى الذين يتحاشون الحب.
المحبة عند مولانا جلال الدين الرومي نوعان محبة الخالق، ومحبةُ الإنسان للإنسان، فأما الأولى إذا تحققت وتشبع بها الإنسان كان نقائه وصفائه معياراً لإبراز قيم التسامح في العالم كله إذ يقول:” إن محبة الحق البارئ هي أفضل وأسمى أنواع المحبة وهي تختلف عن محبة غير الحق(الإنسان للإنسان)”.
أما في حقّ الباري سبحانه وتعالى فلا يوجد افراط فكلما زادت المحبة كان ذلك أحسن، وبذلك ينعم الإنسان بالأمن الداخلي
وفي الختام تم توزيع الشهادات التقديرية على الباحثين.
No comment