باشراف الاستاذ الدكتورة الاء نافع جاسم مديرة المركز نظم مركز احياء التراث ‏العلمي العربي في جامعة بغداد صباح يوم الاربعاء الموافق 19/9/2022 وعلى ‏قاعته سمنار بعنوان (أثر الصوائت في تغير دلالة الكلمة ) القى السمنار ‏أ.م.د. إيمان صالح مهدي ‏
‏ متحدثة إن اختلاف الصوّامت في الكلمة يؤدي إلى اختلاف دلالتها ولاختلاف ‏الدّلالة عُدت الصّوامت (أصواتاً) ولكن قد تتشابه الصّوامت في كلمتين، وتختلف ‏دلالتهما، فلو أُخِذَت كلمة (الجُهْدُ) فإنها مكونه من ثلاثة مقاطع هي : ‏
‏/ء ـَـ ل / ج ـُـ هـ/د ـُـ / ولو أُخِذَت كلمة (الجَهْدُ) فإنها مكونة من ثلاثة مقاطع ‏أيضاً وهي : ‏
‏/ء ـَـ ل/ ج ـَـ هـ / د ـُـ /.‏
فالجيم والهاء والدّال عناصر مشترك مكونة لكلتا الكلمتين، ولكن مع ذلك تشعر ‏باختلاف دلالة الكلمتين وما ذلك الاختلاف إلاّ نتيجة اختلاف (صوائت)‏ الكلمتين الذي جعل دلالة الكلمتين وما ذلك الاختلاف إلاّ نتيجة اختلاف ‏‏(صوائت) الكلمتين الذي جعل دلالة الكلمة الأولى هي : الطّاقة لأنها مضمونة الجيم، ‏ودلالة لكلمة الثّانية المشقة أو الغاية لأنها مفتوحة الجيم فالصّوائت تفرق بين دلالة ‏الكلمات لذلك عُدت (أصوات). يقول د. محمود السّعران: ” ثمّة تقابل في العربيّة بين ‏‏(الفتحة) و(الضّمة) فكلمة (كَرَم) اسم في العربيّة، و(كرُم) فعل، فالفتحة (فونيم) [كذا] ‏والضّمة (فونيم) [كذا]، كما أن الكسرة (فونيم) [كذا] لأننا نقول (سَفْر) بمعنى جماعة ‏المسافرين و(سِفْر) بمعنى الكتاب “.‏ ولم يكن أمر التَقابل في الصّوائت الّذي يقود إلى تقابل دلاليّ مقصوراً على ‏الدّراسات اللّغوية الحديثة، بل إنّ هذه الفكرة موجودة في كتب الأقدمين، فابن جنّيّ ‏‏(ت392هـ) مثلاً يفرّق بين دلالة الكلمة بالتَفريق بين حركاتها فقال : ” الذِّل في الدّابة ‏ضد الصّعوبة، والذَلَ للإنسان، وهو ضد العز، وكأنهم اختاروا للفصلُ بينهما الضّمة ‏للإنسان، والكسرة للدّابّة، لأنّ ما يلحق الإنسان أكبر قدراً ممّا يلحق الدّابّة، واختاروا ‏الضّمة لقوتها للإنسان، والكسرة لضعفها للدّابّة … “‏
ويتفق النّحويون على أن أقوى الحركات وأثقلها الضّمة، كما أن أضعف ‏الحركات وأخفها الفتحة، وأن الكسرة في مرتبة بين الضّمة والفتحة، لأنّها أخف ‏وأضعف من الضّمة، وأثقل وأقوى من الفتحة، كما أن صفتي والضّعف تتصلان ‏بالمعنى.‏
وساقت العديد من الأمثلة ‏– السُّحور، والسَّحور :‏
‏(قَالَ رَسُولُ اللهِ : تَسَحَّرُوا فَإنَّ في السَّحُورِ بَرَكَةّ).‏
قال القاري : ” السَّحور ما يؤكل في السّحر، وهو السّدس الأخير من اللّيل. في ‏النّهاية : هو على حذف مضاف تقديره أكل السَّحور بركة، بناءً على ضبطه بضم ‏السّين جمع سحر، فأمّا على فتحها وهو الأعرف في الرّواية فهو أسم للمأكول في ‏السّحر … والظّاهر أن تقدير المضاف في رواية فتح السّين إشارة إلى أن البركة في ‏أكل السّحور لا في نفس السّحور “‏
أرى هنا أن كلاً من الصّئتين (الضّمة والفتحة) أدّى إلى تغيّر دلالة الكلمة، ‏فهي بالضّم تعني فِعْل الفاعل، وبالفتح تعني أسماً للمأكول في وقت السَّحر، وعليه ‏قوله تعالى : ‏‏ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ * مَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا ‏
قيل ممّنْ جعل له سَحَرٌ تنبيها أنّه محتاج إلى الغذاء…

RashcAuthor posts

Avatar for rashc

مركز احياء التراث العلمي العربي مركز يعنى بالتراث العربي

No comment

اترك تعليقاً