نظم مركز احياء التراث العلمي العربي في جامعة بغداد وبالتعاون مع جامعة السليمانية ندوة بعنوان ( ‏السليمانية في التراث ) للمدة من 23-24 /10 /2022 وعلى قاعة الاستاذ الدكتور عز الدين مصطفى ‏رسول في كلية اللغات وبحضور عدد من الاساتذة والباحثين ، ‏افتتحت الندوة بقراءة سورة الفاتحة على ارواح الشهداء ثم كلمة السيد رئيس جامعة السليمانية الدكتور ‏كؤسار محمد علي ثم كلمة عميد كلية العلوم الانسانية أ.م.د. ابتسام دلشاد زاموا ثم كلمة مدير مركز ‏احياء التراث العلمي العربي أ.د. الاء نافع جاسم وكانت اولى البحوث للدكتور سعدي ابراهيم الدراجي ‏رئيس قسم العلوم الصرفة في مركز احياء التراث وعنوان بحثه (اثار واسماء المدن القديمة تحث مدينة ‏السليمانية ) متحدثاً عن الطرق التي تربط بغداد بالسليمانية عبر مضيق دربندخان وان هذا الطريق شيد ‏فيه سلاسل من القلاع والابراج الدفاعية في اواخر العصر العثماني ثم ذكر الباحث ان هذه الابراج ‏والاقلاع تعرضت الى التخريب والهدم ولم يبقى منها سوى عدد يسير الذي احصى الباحث تسعة منها ‏كانت بحالة جيدة ثم اضاف ان هذه الابراج اقيمت فوق تلول لتجعلها مشرفة على مناطق واسعة ‏ثم بحث الدكتور صلاح رشيد الصالحي وعنوان بحثه ( لوحات أنوبانيني وتر- دوني ملوك اللولوبيوم ‏في مدينة السليمانية ) متحدثاً ان من الصعب تحديد منطقة ﮔوتيان (‏Gutians‏) على الخريطة فقد كانوا ‏جيرانا قريبين من مجموعة قبلية اخرى تدعى لولو (‏Lullu‏) وقراءات اخرى في النصوص الأكدية: ‏اللولوبيوم (‏Lullubium‏) (اللولوبيون) أو (لولوبو ، لولومو (‏Lullumu‏)، ولكن لا توجد آثار تحدد ‏أماكن إقامتهم، ولكن من الحتمل في منطقة سهل شهرزور (‏Shehrizor‏) قرب السليمانية (قديما تعرف ‏بلاد زاموا ‏Zamua‏)، وقدعثر على لوحة انوبانيني (‏Anubanini‏) ملك لولو في منطقة زهاب ‏‏(‏Zahab‏) وعلى مسافة (120) كم شمال كرمنشاه في ايران بالقرب من ساربول زهاب (‏Sarpol-e ‎Zahab‏) وتحمل نقش كتب باللغة الأكدية، واللوحة الثانية للملك تار-دوني (‏Tardunni‏) ملك لولوبي ‏في ممر بيلولا (‏Belula‏) بالقرب من بحيرة دربنديخان (‏Darbandikhan‏) على جبل هورين شيخان ‏‏(‏Horen Shekhan‏) في محافظة السليمانية، يوجد ايضا نقش باللغة الأكدية، يبدو من الاسلوب الفني ‏بان الفنان الأكدي نحت اللوحتين للملوك اللولوبيين مستفيدا من مشاهد لوحات نرام- سين في صخور ‏‏(دربندي كاوور)، وجبل قره داغ في محافظة السليمانية (اقليم كردستان).‏ثم بحث الدكتورة وسن حسين محيميد رئيس قسم المخطوطات في مركز احياء التراث وعنوان بحثها ( ‏السليمانية في رحلة مستر ريج ) متحدثة ان توافد الرحالة الأجانب إلى العراق في أواخر القرن ‏الخامس عشر ومطلع القرن السادس عشر إلى القرن التاسع عشر للميلاد بدوافع عدة منها سياسية، ‏وتجارية، واستكشافية (آثارية) قامت بها شخصيات رسمية كالمستر ريج المقيم البريطاني في العراق ‏فضلاً عن الرحالة من هواة الرحلة والتنقل في البلاد وتقصي أحوالها والنظر في طبائع سكانها وتوثيق ‏ما وقعت أعينهم عليه من آثار وعمائر وغير ذلك.‏
وبما أننا ركزنا في موضوعنا على مدينة السليمانية وجدنا أكثر الرحالة اسهاباً في ذكرها والإشادة بكرم ‏أهلها المستر ريج، لذلك يطيب لنا نقل ما دونه عن السليمانية وأهلها الأجلاء بإيجاز.‏‏ يُفصح المستر ريج في بداية رحلته على أنه قرر عام 1820 زيارة جبال كردستان، إذ قيل له أن فيها ‏مناخاً يختلف اختلافاً كُلياً عما هو في بغداد.‏لم تكن كردستان بلاداً معروفة في أوروبا إلا قليلاً وقد ربطت المستر ريج علاقات طيبة مع الكثير من ‏أهالي كردستان الذين وجهوا له الدعوات الملحة لزيارتهم، فيفصح عن فرحته إذ يقول:” … فقد سرني ‏أن تتاح لي فرصة أخرى لإرواء غليلي الذي لا تنطفئ ناره، لمشاهدتي بلاداً جديدة”.‏
ثم بحث الاستاذ الدكتور طه سبتي ابراهيم التدريسي في مركو احياء التراث وعنوان بحثه ( عبد الكريم ‏بيارة وجهوده العلمية ) متحدثاً عن شخصية الشيخ عبد الكريم المدرس المشهور بعبد الكريم بياره نسبةً ‏إلى مدينته التي وُلد فيها وهي (بياره)في محافظة السليمانية من كردستان العراق،سنة ١٩٠٥م.‏ وذكر البحث جهود الشيخ العلمية ،إذ ألف الشيخ مؤلفات كثيرة في العلوم الشرعية ،وقد تتلمذ على يد ‏طلاب كثيرون من مختلف انحاء البلاد الإسلامية وكانت تزوره البعثات العلمية والمؤسسات الدينية ‏كالأزهر الشريف وجامعة القيروان ودار الندوة في الهند وغيرها.‏ توفي الشيخ (رحمه الله تعالى)سنة ٢٠٠٥م، ودفن في مقبرة الشيخ عبدالقادر الكيلاني ثم البحث المشترك للدكتورة الاء نافع جاسم والدكتورة زينب كامل كريم بعنوان ( الامراض الانتقالية ‏في مدينية السليمانية في القرن 19 ) متحدثة ان القوة التدميرية لهجوم الطاعون الوبائي في عام 1773م ‏تداعيات خطيرة على المجتمع العراقي ، عندما انتشر الفقروالتشرد وحتى الأمراض العقلية بين الناس ، ‏وبقدر تعلق الأمر بالأوبئة ، يعد القرن التاسع عشر الأكثر مأساوية في تاريخ العراق الحديث بسبب ‏تزايد الهجمات الوبائية وتوطنها المؤقت ، الخسائر البشرية الفادحة التي احدثتها تلك الامراض من فتك ‏بالصحة العامة . ‏
وفضلا عن الأوبئة ، ظهرت أمراض أخرى في العراق في الفترات العثمانية المتأخرة ، كالملاريا ، ‏والحمى المعوية ، والتيفوئيد ، والزحار ، والشعب الهوائية ، والتدرن الرئوي ، والجذام ، وأمراض ‏أخر.‏ونتيجة للتردي الاقتصادي وسوء الاحوال المعاشية شهد العراق تفشي أمراض وبائية قاتلة كالطاعون ‏والكوليرا والجدري فيعد القرن التاسع عشر الاكثر مأساوية بسبب تزايد الهجمات الوبائية والخسائر ‏البشرية الفادحة وكانت السليمانية أحدى المدن العراقية التي طالتها واجتاحتها الأوبئة والامراض ولم ‏تكن أفضل من غيرها في ذلك القرن ،تناول البحث أهم الاوبئة التي تعرضت لها السليمانية في ذلك ‏القرن ورصد الاحوال الصحية التي مرت بها السليمانية في تلك الحقبة من الزمن ، بتواريخها كما ثبتتها ‏النشرات الصحية آنذاك أو كما ثبتتها الوقائع التاريخية فرصدنا تلك الامراض بالسنين التي انتشرت فيها ‏هذه الأوبئة في العراق وفي السليمانية تحديدا ومسك ختام البحوث للدكتور انس عصام اسماعيل رئيس ‏قسم العلوم الانسانية في مركز احياء التراث وعنوان بحثه (د محسن عبد الحميد احمد البزيني)‏
‏ معرفه هواستاذ وعالم عراقي نشأ وترعرع واكمل المتوسطة والاعدادية في مدينة السليمانية ويعد من ‏مؤسسي مادة الفكر الاسلامي في الجامعات العراقية ووضع له ضوابطه وتعريفاته الخاصة وقد شارك ‏في كثير من المؤتمرات والندوات العالمية وقد حصل على الماجستير عام ١٩٦٨ والدكتوراه في عام ‏‏١٩٧٢ وحصل على مرتبة الاستاذية عام ١٩٨٣ وحصل على مرتبة الاستاذ الاول عام ١٩٩٦ وناقش ‏اكثر من ٢٠٠ رسالة ماجستير ودكتوراه واشرف على اكثر من ٥٠ رسالة ماجستير ودكتوراه وفي ‏ختام الندوة شكر السيد رئيس جامعة السليمانية الوفد متمنياً له دوام الموفقة والنجاح.

Rashcمؤلف

Avatar for rashc

مركز احياء التراث العلمي العربي مركز يعنى بالتراث العربي

No comment

اترك تعليقاً