باشراف مباشر من الاستاذ الدكتورة الاء نافع جاسم مدير المركز نظم مركزاحياء التراث العلمي العربي في جامعة بغداد صباح يوم الاربعاء الموافق 11/1/2023وعلى قاعة الاستاذة نبيلة عبد المنعم داود سمنار بعنوان ( دور علي بن عيسى الكحّال (329-400هـ) في طب العيون/كتاب تذكرة الكحالين أنموذجا ) القى السمنار أ.د.فاطمة زبار عنيزان التدريسية في مركزنا متحدثة
معرفة الطبيب شرف الدين علي بن عيسى الكحال البغدادي المولد والوفاة إذ توفي عن عمر زاد عن ثمانين عاماً, واحد من أعظم أطباء العيون في تاريخ الحضارة العربية الإسلامية، ويعد المؤسس الأول لطب العيون في العالم كله, كان يُعرف في الغرب الأوربي باسم جيزوهالي Jesyhalyكما ذكر العالم ماكس ميرهوف . ولد عام 329هـ،وتوفي عام400هـ، وفي رواية أخرى عام 401هـ.
كان مشهوراً بالحذق في صناعة الكحل متميزاً فيها وبكلامه يقتدى في أمراض العين ومداواتها، وكتابه المشهور ((تذكرة الكحالين)) الذي لا بد لكل من يعاني صناعة الكحل أن يحفظه، وقد اقتصر الناس عليه دون غيره من سائر الكتب التي ألفت في هذا الفن وصار ذلك مستمراً عندهم، وكلام علي بن عيسى في أعمال صناعة الكحل أجود من كلامه فيما يتعلق بالأمور العلمية وكانت وفاته سنة وأربعمائة، وله من الكتب كتاب تذكرة الكحالين في ثلاث مقالات . واهتم علماء أوربا بدراسة مؤلفاته في الكحل أي في طب العيون وفي مقدمة هؤلاء العلماء العالمان: مايرهوف، وهبرشبورغ. تتلمذ علي بن عيسى على يد المعلم: حنين بن إسحق، ودرس على يديه كتابه: العشر مقالات في العين. وفي ضوء دراسته لهذا الكتاب ولما كتبه حنين نفسه عن العين وتشريحها وأمراضها وأدويتها وجراحاتها وممارسته العلمية لطب العيون، وضع علي بن عيسى الكحّال كتابه الذائع الصيت: “تذكرة الكحّالين”. سجّل علي بن عيسى الكحّال في كتابه “تذكرة الكحّالين” عدداً من المقالات العلمية في طب العيون سبق بها الأولين، وتفوق بها على معاصريه. فعلي بن عيسى الكحَّال هو أول من استخدام التنويم المغناطيسي والتخدير بالعقاقير أثناء إجرائه لجراحات العيون، ولم يكن هذان الأمران معروفين قبله عند أحد من أطباء العيون اليونانيين. وهو من أوائل الأطباء في العالم، الذين وصفوا التهاب الشريان الصدغي (artère temporale) والقحفي. وقد لاحظ العلاقة بين الشرايين الملتهبة، واضطراب الرؤية من جهة، ومرض الشقيقة أي الصداع النصفي وارتفاع درجة الحرارة والتهاب العضلة الصدغية من جهة أخرى. وقد يؤدي ذلك إلى فقدان البصر. وهو الذي أَجرى، ولأول مرة، جراحة سل شريانيّ الصدغين الملتهبين وكيّهما كي أوجاع الصدغ النصفي، ونزلاتهما المزمنة وكيّ ينقذ الرؤية من الاضطراب والبصر من التلف وفي الختام شكرت مديرة المركز المحاضرة متمنيةً لها دوام الموفقية والنجاح.
No comment