حوار في الادب والفن والسياسة والايديولوجيا
( الثقافه الجديدة ) تلتقي الدكتور صبيح مزعل جابر
حاوره سعدون هليل
نبذه عن د. صبيح مزعل جابر ///
استاذ الادب الحديث والمعاصر – جامعة / مركز احياء التراث العلمي العربي
عمل في الصحافة اليمنية سته عشر عاما”.
عمل استاذا” للادب الحديث والمعاصر ست سنوات في جامعه سرت – ليبيا .
عمل استاذا للاداب الحديث والمعاصرة لمدة عشر سنوات في جامعة صلاح الدين – اربيل .
عضو نقابة الصحفيين اليمنيين .
عضو منظمة الصحفيين الديمقراطيين العالمية .
صدرت له مجموعه كتب في النقد الادبي منها : (( مدخل في فن القصة القصيرة )) الرواد يدخلون عالم الابدية في بوا
بة المنفي )) الغربة والحنيين في الشعر العربي )).
قبل الدخول في التفاصيل ، دعنا نبدأ من موضوعات الادب والسياسة والايديولوجيا وعلاقة هذه الاشكال بالثقافة ، واشكالية تداخلها مع بعضها ؟
– نعم .. سأجيبك بايجاز الادب بشكل عام هو ثقافة ، وفي نفس الوقت ، هو فن ، والفن هو مهارة ، وثقافة وابداع وموهبة ، وحين نتصفح الصفحات الثقافية في الصحف والمجلات نجد مصطلح ( الثقافة ) قد وضع ترويسة لهذه الصفحات ، التي تهتم بالادب والفنون بشكل عام ، وحين نزل الادب ، خاصة في ( جنسة) السردي والروائي والقصصي الى قاع المجتمع ، وراح يؤرخ لمن لا تاريخ لهم في المجتمعات الاوربية ، وتحديدا” منذ منتصف القرن التاسع عشر ، اصبح السرد واقعيا ، اي انه صار يعنى بحياه الناس اليومية ، وما فيها من تعقيدات وصعوبات وما فيها من احزان وافراح ، وما فيها من خير او شر ، وعادة ما تحتاج المجتمعات الى سياسة تنظيم حياتهم ، وتحفظ حقوقها وتوضح واجباتهم ، وتعمل على نشر الوعي الاجتماعي والثقافي والسياسي بين اوساط المجتمع المعنى ، ولما كان الادب وتحديدا” الروائي ، يشكل بنية فوقية من بين العديد من البنى الاخرى ، التي يفرزها الواقع الاجتماعي ،فإن السياسة ستدخل _ شئنا ام ابينا في تفاصيل العمل الادبي كجزء من ثقافة المجتمع ، ولكنها ستدخل ليس بشكل السلوي – الحاكم ، بل بشكلها الثقافي التوعوي الذي يتعامل معه الانسان في حياته اليومية ، وهذا ما هو سائد ومالوف في عموم الادب وفي معظم الروايات العالمية ، ومنها الروايات العربية عند كبار الكتاب العرب ، كنجيب محفوظ ، وعبد الرحمن منيف ، وغائبة طعمة فرمان ةغيرهم الكثير من الادباء سواء كانوا روائيين ام شعراء .
وقد راينا كيف ساد مفهوم ( الادب الملتزم ) في ستينات وسبعينات القرن الماضي ، الذي انحاز بشكل واضح الى جانب الحياة الحرة الكريمة للمجتمع ، والتزم بمفاهيم الحق والعدالة والحرية والتحرر والمساواة وكشف الزيف والدجل والتضليل الذي يمارس من قبل السياسيين – السلطويين علة مجتمعاتهم ولكن هذا لا يعني ان الادب وظيفه جزئية من وظائف الادب الفنية والاجتماعية – السوسيولوجية .
من هنا نستطيع القول ، اننا لا نستطيع ان نفصل السياسة عن الادب ، مثلما لا نستطيع ان نفصل السياسة عن المجتمع او الادب عن المجتمع اللهم اذ كان للادب وليس للمجتمع اذ ان الاعمال الادبية التي ظلت خالدة عبر التاريخ ، هي كانت تتحرك وتنمو في البيئات الاجتماعية عبر التاريخ ، وقد ارحت للتطور التاريخي لحياة المجتمع وهذا ما اشار الية جورج لوكاش، نقلا عن ( هاينه ) في قوله : انني اعجب من مزاج الناس يطلبون معرفة تاريخهم من ايدي الفنانين ، وليس من ايدي المؤرخين . وفي راي اخر للوكاش يقول فية : ان ( لينين) استطاع ان يعرف مزاج المجتمع الروسي من خلال روايات تولستوي ، ودوستويفسكي وغوغول وغيرهم من الروائيين الروس ، وعلىى اساس هذه المعرفة استطاع لينين ان يعد ويهي لثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى عام 1917. وهنا لا نغالي ، اذا قلنا ان السياسي المثقف ، او السياسي المفكر ، اذا ما جعل من الادب رافدا” مهما” من روافد وعيه وثقافته وافكاره ، فانه يستطيع ان يضع تصوراته ةافكاره وبرامجه السياسية في مكانها الصحيحه بعيدا” عن الانحراف او الالتواء او الانهزامية .
الثقافة الجديده العدد 357-358 نيسان – ايار 2013