اكو فد واحد
أ . د. خليل حسن الزركاني
اثار برنامج ” اكو فد واحد ” الذي يقدم على شاشة قناة ” السومرية “الفضائية حفيضتي لان النكات تثير السلبية والاستهجان وهي في واقع الحال خادشةللحياء بكل مقاييس الذوق الاجتماعي الذي نتمناه ان يسود في المجتمع العراقي . والبرنامج الذي يقدمه مقدمين اثنين ويستضيف ما بين ثلاثة الى اربعة شخصيات . يعتمد كلياً على اطلاق النكات التي يحاول المقدمون معادلتها بالضحك القسري مهما كانت ولو لم يكنلديها القدرة على الاضحاك . وكانت مما توصف بانها تثير الشفقة حيث ترتفع القهقهات خلف كل نكته تطلق ويستمر التصفيق القسري من مجموعة الضيوف الشباب الذين يهتزو نطرباً امام الاغاني البائسة جداً والتي تساهم بدورها في افساد الذوق العام .
ان مقدموا البرنامج يقومون بسلوكيات اقل ما يقال عنها انها تشوه سلوك الشخصية العراقية الرائعة عبر التاريخ . ان لغة الاستهزاء ولغة الضحك المصطنع المبني على الكراهية لا نريده لمجتمعنا ومع الاسف الشديد احدهم ينقل سلوك عائلته وخصوصياته مع زوجته وهذه غير مقبولة على الاطلاق . اما الاساءة لدور الام التي كرمها الله ورسوله فهذا يخالف الدين الاسلامي وكل الشرائع السماوية .
ان ارتفاع النكات لتصبح مليئة بالجنس وسلوكيات الانسان ضمن اطار خصوصياته والالفاظ الجارحة وغير المنضبطة فتلك تؤشر على سوء الاعداد وساذجة التقديم ان الاساء للتقاليدالاجتماعية في المجتمع العراقي في مناسبات الفرح والحزن ذلك ذنب تتحمله قناة السومرية .
ان لغة التهريج والسخرية من الاخرين هي محرمة شرعاً وقانوناً لان الانسان بنيان الله .ينبغي على كل برنامج يوضع له خطة عمل من خلال الاستفادة من الكوادر الاعلامية واساتذة علم الاجتماع وعلم النفس الاجتماعي لكي يمكن صنع البرنامج القائم على صنع الابتسامة الراقية دون اسفاق ودون تهريج .
اما الحوار بين الضيوف فهو قائم على الهرج والمرجواستخدام لغة الشارع التي فيها الكثير من المفردات التي ينبغي الابتعاد عنها . لقداصبحت رسالة البرنامج هي الاساءة الى لبمجتمع وبث الافكار التي تثير الاستهزاء وبالتالي تضعف الشخصية العراقية التي لها دور كبير في صناعة التأريخ الانساني هكذايجازي برنامج اكو فد واحد المواطن البسيط في المجتمع الجنوبي.
هذا الجنوبي الاصيل الطيب الذي عاش ولا زال في شموخ رغمكل القهر والحزن من اجل ان تبقى شامخه مرفوعه . ان النكات والحكايات التي يتداولها الضيوف في البرنامج اصبحت لا تطاق لانها تعطي التصور الغير صحيح عن هذا المجتمع العريق . ان معظم من يلقي نكاته لايعرف انه يسيء الى نفسه قبل ان يسيء الى وسطه الجتماعي لانه في واقع الحال لم يقرآ عن تأريخ هذه الشخصية العراقيه ولو قرآ عنهالراجع نفسه وعاد الى رشده وليقرأ ما ااقتطفناه من شذرات التراث الحديث القدسي الذييقول عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال . قال الرسول (ص) اللهم بارك لنا في مدناوفي شامنا وفي يمننا وفي حجازنا .
قال : فقام اليه رجل فقال يارسول الله وفي عراقنا فأمسكالرسول قلمآ كان في اليوم الثاني . فقام اليه الرجل فقال وفي عراقنا فأمسك قلمآ وكان في اليوم الثالث قام اليه الرجل فقال يارسول الله وفي عراقنا فأمسك الرسول فولى الرجل وهو يبكي فدعاه الرسول فقال امن اهل العراق انت ؟ قال نعم قال : ان ابراهيم عليه السلام هم ان يدعو عليهم فأوحى الله تعالى اليه : ان لاتفعل فأني جعلت خزائنعلمي فيهم وأسكنت الرحمه في قلوبهم . الحديث يكفي اهل العراق هذا الحديث الناطقبأن فيهم خزائن علم الله تعالى وان في قلوبهم الرحمه.
فأن علماء العراق قد حازوا العلوم النقلية والعقليةبأنواعها وأصنافها ولم يتركو علم الا وقد تبحرو فيه ولهم التأليف المفيد وفي كلميادين الحياة ولو اردنا ان نعدد اسماء العلماء الذين ينسبون الى العراق لرجحت الكفة العراقية بكل الكفوف الاخرى .
تلك شذره واحده وليريد اكثر فأني سأكتب في هذا العمود موضوعآ مفصلا عن الشخصية العراقية بين التراث والمعاصره .