مركز احياء التراث العلمي العربي
يعد مركز احياء التراث العلمي العربي احد صروح جامعة بغداد التي عمدت الى انشاءها حيث جعلت مركز احياء التراث من المراكز البحثية التي تركز على تقديم افضل المفردات الحضارية ضمن اسلوب بحثي رصين وقيم وهو بذلك يدعم الموسسات العراقية ويقدم للباحثين معلومات قيمة ضمن مجالات متعددة …. تأريخية ، وتراثية ، وعلمية ، ومجالات آخرى .
وكذلك يهتم المركز بالتوثيق لأهميته الكبيرة في المحافظة على تراث الامة ونقل المعرفة والمعلومات الى اجيال الحاضر والمستقبل ، ومواد التوثيق كثيرة ومتنوعة منها المخطوطات ،والكتب ، والملفات ، والمصنوعات ، والمواد الفنية التي اجتمعت كلها كمادة توثيقية يعمل المركز عليها .
ويسعى مركز احياء التراث الى تقديم ما يقوم بأعداده التدريسيون في المركز من بحوث علمية وتوثيقية تسهم في رفد الباحثين بالمعلومات الكثيرة التي تساهم في بناء تصورات كاملة عن تاريخ وتراث الامة العربية والاسلامية ، اما التراث عموماً قضية موروث وصل الينا من الماضي ،وهو بهذا المعنى مخزون مادي وقضية معطيات حضارية ، ونقطة بداية لمسؤوليتنا الثقافية والحضارية ايضاً . وكان لابد من الاهتمام بالتراث ايمانا منا بأن نهوض الامة وتقدمها لايكون الا بالاعتماد على احياء التراث وبعثه لانه الاصل الذي يرجع اليه في بناء الحاضر مع اضافات العصر ، لذلك كانت جامعة بغداد بوصفها ام الجامعات في العراق واقدمها ، السباقة في تشجيع الدراسات التراثية وتوجيهها وتطويرها ، فكان ان عمدت الى تأسـيـس مركز علمي متخصص يعنى بابراز التراث العلمي العربي ” ليكون من اساسيات عمله استجلاء مكامن الابداع والاصالة في حضارة الامة وابراز اسهاماتها البناءة في رفد مسيرة الحضارة الانسانية وبخاصة ما يتصل بالجوانب العلمية والتطبيقية منها فكان مـركز إحيـاءالتـراث العلمــي العربــي عام ١٩٧٧ الذي بـاشر أعمــاله بتاريـــخ ١٢/٢/١٩٧٧ . وقد حذا المركز حذوا العلماء العرب الذين ادركوا ان التطور والتقدم مستمر على توالي الاجيال وان الزمن لايقف بل صنعه التغير، ولذلك يقول ابن المطران” اذا غلط متقدم سدد متأخر ، واذا قعد قديم تمم محدث وهكذا في جميع الصناعات ” ومن هذا المنطلق فهم العلماء العرب ان الابتداع والاختراع في علم من العلوم لايعني دائما الجديد الذي لم يكن له وجود سابق وانما يعني في بعض الاحيان الاضافة الى ما توصل اليه المتقدمون اواتمام النقص عندهم .
وقد انجز المركز خطوات طيبة في سبيل تحقيق اهدافه النبيلة، وهو يحث الخطى الان من اجل توسيع نشاطه العلمي وتعميقه ، سالكاً السبل العديدة من اصدار الدراسات والفهارس والنصوص التراثية المحققة تحقيقاً علمياً و تنشيط الصله بين الباحثين واقامة الندوات والدورات المتخصصة راجين ان يكون هذا المركز جسراً ثقافياً يصل جامعة بغداد بلمراكز العلمية المختلفة على مستوى العراق والعالم بما من شأنه تنسيق الجهود وتوحيدها من اجل خدمة التراث العربي لامتنا العربية الذي يمثل اهم مقوم من مقومات وحدتها وتحقيق رسالتها .