تم الالتحاق بجامعه فاونش الحكومية في دولة روسيا الاتحادية لمدة شهر من 26/11/2013 ولغاية 26/12/2013 ضمن برنامج تطوير الملاكات التدريسية خارج العراق الذي تتبناه دائرة البحث والتطوير العلمي في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي .
لااريد ان اتحدث عن تفاصيل الزيارة والقاء ات العلمية التي جرت بيننا وبين المسؤولين في الجامعات الروسية وتبادل الاراء والخبرات بقدر ما اشير الى ما حققه هذه الزياره لنا على المستوى العلمي والفائدة التي يمكن توظيفها في مجال اختصاصنا وهو الفلسفة .
– للفلسفة لدى الروس مكانه كبيرة وتشغل حيزاً مهما ً في مؤسساتهم التعليمية فلها كلية متخصصة في جامعه فارونش الحكومية هي كلية الفلسفة وعلم النفس ، وتعد هذه الكلية من الكليات المتميزة على مستوى الجامعات الروسية واحتلت المكانة الخامسة فيهالرصانتها العلمية .
– ان مادة الفلسفة تدخل ضمن ثلاث مفردات اتساسية يمتحن بها طالب الدراسات العليا . بمختلف الاختصاصات العلمية والانسانية وخاصة الدكتوراه فلابد ان يجتاز المتقدم درس الاختصاص والفلسفه واللغة الروسية ولثلاث مرات وليس لمرة واحدة وفي كل مرحلة يكون التعقيد والتشديد فيها اكثر من سابقتها ويعد هذا الاجتياز لثلاث مرات في هذه المواد الثلاثة شرطاً اساسيا ً للحصول على شهادة دكتوراه .
– ما يتعلق بموقفهم من الفلسفه والتفلسف هم يرون انهما مشروطان بالتعرف والانفتاح على اللفكر الاخر والتفكير الفلسقي لا ينشأ كما يقولون في اي بلد او يفعل الا في هذا الانفتاح والجدل ما بين الانا وما بين الاخر ، لان ما لدى الانا وحدة قد لايكفي لاثارة السؤال الفلسفي .
– وبناءاً على ما تقدم فقد ضمنوا مفردات المواد التي يدرسونها في كلياتهم الانسانية العديد من الدروس التي تطلعهم على الغير مثل درس الحضارة والفكر الشرفي وتاريخ الفلسفه وهذه مواد يعتقدون انها كافية للاطلاع التراث الفكري والثقافي والفلسفي للعالم .
– لاحظت ان الفلسفة عندهم مرتبطة بثقافة مجتمعهم فهو لا يتفلسفون في الموضوعات التقليدية الجاهزة وانما يسعون الى فلسفة معطيات العصر الذي يعيشونه وهذا واضح لديهم سواء اكان ذلك على مستوى التدريب او التأليف وهكذا يفهمون الفلسفة على انها نمط حياتي ونظام معرفي لابد ان يسير الانسان بمقتضاه نحو كمالة المنشود من الناحتين المعرفية والانسانية وان هم يركزون على الاطار التقني اكثر الاطار البحثي اي يكون التركيز لديهم اكثر من المنطق والتحليل المفاهيمي لكن التركيز لديهم اكثر على المنطق والتحليل المفاهيمي لكن النتيجة تجد ان موضوعاتها تشمل نظرية المعرفة والاخلاق واللغة والعقل .
– الفكر الفلسفي مفعل جداً لديهم وربما يعود ذلك لاسباب عدة ياتي في مقدمتها حرية الفكر واغلب جهدهم منصب على تحرير العقل الانساني من كل القيود والتحديات التي تقف بوجه حركته وابداعه ، ثانياً ان الطالب عندهم يدرس مادة الفلسفة ضمن دراسة الثانوية وهذا ما ينمي الفكر الطالب بالاتجاه الصحيح ـ ثالثاً_ يدرس الطالب الفلسفة ويدخل طليتها وهو راغباً بهذا الحقل لا ان يفرضه علية معدلة في الثانوية والاهم من ذلك كله هو التواصل والتفاعل بين الفكر الفلسفي الطالب وبين الفكر الثقافي العام في روسيا فالطالب بعد تخرجه تهيأ له الدولة مجالات عمل ترتبط بتخصصة سواء اكان ذلك في مجال التربية والتعليم والثقافة او غيرها وهذا كله يدفع الدولة والمجتمع الى الاهتمام بالفلسفة التي تخدم مجتمعهم وتساعد على تقدم فكره بشكل عام.
– غير اننا حين نقارن ذلك كله بواقع الفلسفة في الجامعات العراقية تجد العكس تماماً ، فالطالب ياتي الى قسم الفلسفة وهو ليس لدية اي تصور عن هذا المجال ولاعن حقول ودراسته هو ادخل الى القسم مرغم علية بحكم معدل الدراسة الثانوية . كذلك محدودية مجال عملة بعد التخرج والاهم من ذلك كله المشكلة الاساسية التي يعني منها الطالب واساتذه الفلسفة هي الغربة الفكرية ، غربة فكرهم واختصاصهم عن واقع المجتمع الذي يعيشون فية فهم يتحدثون في قاعات الدرس عن الصورة والمادة والعلة المعلول والزمان والمكان والجوهر والعرض وهم تائهون ، وبمجرد ان يخرجوا من قاعات الدرس او حتى بعد التخرج من الكلية يواجهون عالماً مختلفا تماما ً ، اذن المشكلة لدينا هي كيفية تحل قضية الانفصام او هذه الغربة بين ما يلقية الطالب في تخصصه وبين ما يجده في واقعه الاجتماعي والثقافي ، وهذه المعوقات كلها مشخصة منذ زمن بعيد واجريت دراسات وندوات متخصصه للنهوض بالواقع الفلسفي في العراق لكن للاسف كل الدراسات والمقترحات ذهبت ادراج الرياح.