التراث عموما قضية موروث وصل الينا من الماضي وهو بهذا المعنى مخزون مادي وقضية معطيات حضارية ونقطة بداية لمسؤوليتنا الثقافية والحضارية ايضاً.

ان نهوض الامة وتقدمها لا يكون الا بالاعتماد على احياء التراث وبعثه لأنه الاصل الذي يرجع اليه في بناء الحاضر مع اضافات العصر والمثل الذي يتحذى به في بناء الجيل الجديد

كما ان استلهام التراث والتفاعل معه هو الوجه الاخر للوعي بخصائص الامة ومميزاتها وما يمكن ان تؤدي من اثر في اغناء التجربة الانسانية مستقبلاً . التقت جريدتنا بالدكتور عبد الله حميد العتابي مدير مركز احياء التراث العلمي العربي لتسليط الضوء عن التراث واهميته في حياة الامة فأجاب قائلاً: 















كانت جامعة بغداد بوصفها ام جامعات العراق واقدمها السباقة في تشجيع الدراسات التراثية وتوجيهها وتطويرها فكان ان عمدت سنة 1977 الى انشاء مركز علمي متخصص يعنى بإبراز الجوانب المشرقة من تراثنا القومي هو ( مركزاحياء التراث العلمي العربي ) ليكون من اساسيات عمله استجلاء مكامل الابداع والاصالة في حضارة الامه وابراز اسهاماتها البناءة في رفت مسيرة الحضارة الانسانية وبخاصةً ما يتصل بالجوانب العلمية والتطبيقية منها .















وقد حذا المركز حذو العلماء العرب الذين ادركوا انالتطور والتقدم مستمر على توالي الاجيال وان الزمن لا يقف بل صنعته التغير ولذلك يقول ابن المطران ( اذا غلط متقدم سدد متأخر واذاقعد قديم تمم محدث وهكذا في جميع الصناعات) ومن هذا المنطلق فهم العلماء العرب انالابتداع والاختراع في علم من العلوم لا يعني دائماً الجديد الذي لم يكن له وجودسابق وانما يعني في بعض الاحيان الاضافة الى ما توصل اليه المتقدمون واتمام النقصعندهم او اعادة تنظيم المادة بشكل يمكن الافادة منها حسب مقتضيات العصر .















وعن انجازات المركز سلطت الضوء الدكتورة فاطمـــة زبار رئيسة قسم العلوم الانسانية في هذا السياق قائلة: 






















  انجز المركز فيعمره القصير خطوات طيبة في سبيل تحقيق اهدافه النبيلة وهو يحث الخطى الان من اجلتوسيع نشاطه العلمي وتعميقه سالكاً السبل العديدة من اصدار الدراسات والفهارسوالنصوص التراثية المحققة تحقيقاً علمياً وتنشيط الصلات بين الباحثين واقامةالندوات والدورات المتخصصة ومنها في هذا الدليل الذي نرجو ان يكون احد الجسورالثقافية التي تصل جامعة بغداد بالمراكز والمؤسسات العلمية الاخرى داخل القطروخارجه بما من شأنه تنسيق الجهود وتوحيدها من اجل خدمة تراث امتنا العربية المجيدةالذي بمثل اهم مقوم من مقومات وحدتها وتحقيق رسالته 















.وعن تأسيس المركز واهدافه علقت الدكتورة الاء نافــــــع رئيسة قسم المخطوطات قائلة






















 تأسس مركز احياء التراث العلمي العربي بجامعة بغداد عام1977 وباشر اعماله بتاريخ 12/2/1977 .







اما الاهداف التي تأسس من اجلها فهي







بعث التراث العلمي العربي  وذلك عن طريق تحقيق ونشر المخطوطات والرسائلالعلمية  ذات الصلة بالأنشطة العلمية المختلفةوالعمل على ترجمة امهات المراجع والابحاث المنشورة لتوفيرها للباحثين والمهتمينبشؤون التراث وتعضيد حركة احياء التراث في القطر ثقافياً ومادياً

تجميع التراث العلمي العربي في مكتبة خاصةتضم المخطوطات والرسائل التي لم تنشر بعد والكتب والدراسات التي نشرت حتى الانلتكون في متناول ايدي الباحثين والمهتمين لشؤون احياء التراث العلمي العربي















الاتصال بالمراكز العلمية والمتاحف والجامعات والمكتبات المهتمة بالتراث العربي وتنسيق العمل معها والافادة من خبراتها وما تحتفظ به من مخطوطات وكتب عربية ذات صلة بأحياءالتراث العربي والعمل على دعوة المستشرقين الثقاة في مجال التراث العربي والانتفاعمن خبرته















اقامة مؤتمرات وطنية واقليمية عربية ومؤتمراتدولية والمشاركة فيها من اجل ربط التراث العلمي العربي بالواقع العلمي المعاصروالكشف الابداعات العلمية التي اسهم بها العلماء العرب في العصر الوسيط واثر هذهالابداعات في العصر الوسيط واثر هذه الابداعات في التطور العلمي الذي شهدته اوربافي العصر الحديث .















اما الدكتورة اسماء عبد محي شاتي رئيسة قسمالعلوم الصرفة فتحدثت عن اهمية التراث قائلة :-






















تراث كل امه هو رصيدها الباقي ، وذخيرتها الثابتة ،ومدخرها المعبر عن مدى ما كانت عليه من تقدم في كل مجالات الحضارة والثقافة . بلهو الحافز الاول ، وتفانيهم في اداء واجبهم .

وما تقدمت امه ، ولا نهضت دولة ، ولا خطا شعبه خطواتحثيثة الا بالاعتماد – اولا- على احياء التراث . ونفض الغبار عنه ، وبعته من مرقده، وايقاظه من سباته العميق . فهو اذا الاصل الذي يرجع اليه في بناء الحاضر معاضافات العصر ، والمثل الذي يحتذى في بناء الجيل الجديد .







وعن التراث واصالته علق د. محمد عزيز عبد الامير قائلاً:-















من الخطأ الاعتقاد ان التراث العربي لا يتجاوز مجموعة منالمخطوطات في شتى صفوف المعرفة والعلم ، ومن الخطأ معالجة قضايا التراث بعين تبصرفيه جانباً دون اخر وزاوية دون اخرى ، لان التراث العربي يمثل تجارب الامتينالعربية والاسلامية وحيويتها وتاريخ حياتها ، وان افضل سبيل التحديد هو في ابرازجوهره على هيأة قواعد وعن هذه القواعد علق الدكتور سعدي الدراجي ابرزها :-

يمثل التراث العربي تجارب الامتين العربية والاسلاميةوخبراتها في تحويل افكارها وطموحاتها الى واقع ملموس ، فالأفكار وحدها مهما كانتعظيمة وطموحة لا يمكن ان تخلف حضارة ، اذه تعوزها الارادة الواعية لبث الحياة فيها، فتتجه بالأفكار نحو الحل والتجربة الهادفة لتحقيق واقع تنشده فالفكرة والارادةوجهان ضروريان لكل عمل حيوي ، وان الفكرة الواحدة قد تنجز اعمالاً حيوية مختلفة فيحقب مختلفة وحضارات متباينة في حين يمحور التراث العربي والاسلامي ، بتمثيل حيويةالامه العربية في المساهمة الفكرية والادبية والعلمية ، فليست المخطوطة التي خلفاالاسلاف في المعارف الفقهية والادبية والعلمية والفلسفية الا الوجه المنظور لماتوصل اليه الفكر العربي من انجازات ، وهي وحدها لا تستطيع تصوير الحياة الثقافيةوالعلمية بشكل تام ، لكنها في الوقت نفسة تزودنا بالاتجاهات العامة التي سادتالحياة الثقافية ، لا سيما وان معظم المخطوطات قد فقدت وتبعثر الموجود منها في شتىانحاء المعمورة .

في حين تتناول القاعدة الثالثة تاريخ وحياة الامتينالعربية والاسلامية وتطورها على جميع الأصعدة السياسية والاجتماعية والدينيةوالاقتصادية والحربية والثقافية وغيرها ، فالتاريخ الذي دونه العرب لجميع الانشطةيبين من دون ريب طبائع الاحداث والحركات والثورات والنكسات التي مرت بالأمتينالعربية والاسلامية ، كما يبين ما توصلت علية الحياة الحضارية من عطاء في الموسيقىوالغناء وضروب الفن الاخرى ، فضلاً عن ضروب المعرفة الاخرى ، وما حققته من انجازاتعمرانية ومشاريع وسدود وجسور ومعابد وغير ذلك .

ان حقيقة التراث وطريقة تحليله بصورة علمية صحيحة تكمنفي فهم التراث من ناحية العقيدة ومجموعه العلوم الشرعية والفقهية ومجموعة العلومالانسانية والاجتماعية والعلوم الرياضية والطبيعية والهندسية والزراعية والطبيةوالصيدلانية وغيرها من المعارف الاجنبية من فلسفة واديان وعقائد لأمم وحضارات اخرى.

واجاب الدكتور عماد الدين العباسي عن الاخطاء التي رافقتدراسة التراث اجاب قائلاً :-























ان من اكبر الاخطاء التي رافقت مهمة دراسة التراث العلميالعربي والاسلامي وكشف دوره في تطور العلم ، محاولة بحث الانجازات العلمية منزاوية التحيز المطلق للفكر اليوناني ، فنجد الباحث ينظر في التراث العربيوالاسلامي ليجد ما يوافق مقبولات واصول الفلسفة اليونانية والعلم اليوناني ، فانوجد اختلافات وابتكارات غير معروفه عند اليونان نراه اما ان يغفلها او يقلل منشأنها ، او ان ينسبها الى بدايات يونانية بسيطة ، وهو في كل ذلك ينطلق من عقدهتفوق العقلية الاوربية على كل ما عداها ، ومن ابرز الامثلة على ذلك ما ذكرةالمستشرف بيل عن جبر الخوارزمي بقوله : (( ان الانجاز بأجمعه ما هو الا مزيج منالنتائج اليونانية والهندية ، وان التقدم الرئيس الذي حققه هو تطبيق اسماء الاعدادالهندية على الحل العددي للمعادلات )) .

ومن الصريف ان تتعدد الاجتهادات في ارجاع الابتكارالعربي لتثبت في النهاية عقم الطريقة التاريخية وتفاهه التحيز الاوربي .
















































































Rashcمؤلف

Avatar for rashc

مركز احياء التراث العلمي العربي مركز يعنى بالتراث العربي

Comments are disabled.