أقامه مركز احياء التراث العلمي العربي بتعاون مع كلية العلوم / جامعة بغداد ندوة مشتركة بعنوان ( الفلك في التراث العربي ) بتاريخ 6/ 5/ 2014 , تضمنت منهاج الندوة كلمتين الاولى للسيد عميد كلية العلوم والثانية لمدير المركز الدكتور عبدالله العتابي ,
ناقشت الجلسة الاولى :- بحث الاستاذ المتمرس نبيله عبد المنعم داود (دور علماء اللغة العربية في نشاة علم الفلك في التراث العربي) وجاء فيه : الفلك في اللغة العربية مدار النجوم وفلك كل شيئ استدارته وعلم الفلك او علم الهيئة او علم النجوم فانه موضع اهتمام علماء اللغة والفلاسفة وعلماء التصنيف فمنذ عرفه كل منهم واعطى اقسامة وما يضمة في مصطلحات وعلوم مختلفة .
وسيقتصر البحث على علماء اللغة فقط. اللغة العربية غنية بالتعبيرات عما بالانسان كما انها غنية بكليات وجزئيات الحيوان في الصحراء وهي غنية ايضا بكل مايتعلق بلالرض والتربة وبمظاهر المناخ ورياح وامطار والنجوم وكثير من مظاهر الفلك.
وكان رواه اللغة يعرضون معلوماتهم شفاها لمن يتحدثون معهم او في حلقات العلم ، ولما نشط التدوين بهؤلاء الرواه في تدوين معلوماتهم فوفروا للناس مادة معتمدة وقد حفظ لنا ابن النديم البغدادي في فهرسته مجموعه من هذه الكتب والتي تضم مادة احوال الجو والانواء ومماا يؤسف له ان الكثير منها فقد الا ان الفضل يعود لاصحاب المعاجم الذين دونوا هذه المعلومات واستمر علماء اللغه في التوسع في المفردات الخاصة بالفلك الا انها ظلت ضمن المفردات اللغوية واشتقاقها الا ان اهميتها كبيرة وتدل على معرفة علمية دقيقة لا يمكن للباحث المختص الاستغناء عنها وسيقدم البحث نموذجا واحدا لنؤكد دور علماء اللغة في وضع الكثير من اسس علم الفلك والانواء وهو كتاب المحصص لابن السيدة الحسن بن علي بن اسماعيل ( ت 458هـ) .قدم ابن السيدجة معلومات مفصلة ودقيقة غاية في الاهمية وهي تتطابق مع الذين تناولوا علمم الفلك وعلماء الجغرافيا والبلدان فضلا عن الاطباء .
وبحث للدكتور عبد الرحمن حسين صالح الموسوم ( الفلك عند البتاني )وفي حين تطرقت الجلسة الثانية (المراصد الفلكية في العراق ) للمدرس محمود عبدالله والتقاويم الهجرية في التراث العربي للدكتور ( نهاد علي كرم)
واختتمت الندوه بحث للدكتور صلاح الصالحي التتدريسي في مركز احياء التراث الموسوم (الفلك في بلاد الرافدين ) وتضمن : ان اول من قام بتدوين الاعمال الفلكية هم الفلكيون من سكان بلاد الرافدين فقد دونوا ارصادهم على الالواح الطينية فقد شيدوا مراصد منذ ( 6000) سنه مضت ، وان اقدم الكتابات الخاصة بالفلك تعود الى نهاية الالف الثالث ق .م والتي جائتنا على شكل قوائم باسماء النجوم التي شخص البعض منها والبعض الاخر لايزال غير معروف ، وفي عهد الملك البابلي نبوخذ نصر الثاني ( 604-562ق.م) اصبح علم الفلك اكثر علمية ومنهجية اذ اصبحت ملاحظة الطبيعة تدون بصفه دائمة وتسجل بدقه بالغه وتحفظ وثائقها في مكان خاص واقدم ما وصل الينا من وثائق هذه الفترة هو رقيم طيني يرجع تاريخه الى عام (568) ق.م ثبت فيه معلومات فلكية دقيقة ويمكن تقسيم النصوص التي وردتنا من الفترات المتاخرة لتاريخ العراق القديم .
1- الجداول او الازياج الفلكية التي تحتوي على سلسلة من الارقام ومصطلحات فلكية رمزية تخص اسماء البروج السماوية ، واسماء الاشهر وتعنى ببعض ما يتعرض له القمر والشمس والكواكب من ظواهر واعطاء حسابات ذلك ، ومن تلك الحسابات ايضا عدد ايام الاشهر والخسوف واوقات حصولة والاعتدال الصيفي ورصد الكواكب عطارد واول ظهور واخر غروب لها في الصباح والمساء فضلا عن رصد كوكب الزهرة والمريخ والمشتري وزحل .
2- النصوص غير المجدولة والتي تقسم بدورها الى اربعه اقسام أ. التقاويم ( Almanacs) بمحتلف انواعه ، ب – التقاويم غير المجدولة والخاصة بالنجوم الاعتيادية ( Normal-Star Almanacs) بمختلف انواعها ، ج- الارصاد السنوية للكواكب ( Goal-Year Texts) والتي تعنى برصد الظواهر لسنه كاملة بانواعها المختلفة .د. الملاحظات والتدوينات اليوميه ( Diaries) بمختلف انواعها .
3- النصوص النادرة : والتي لاتقع ضمن الاقسام المشار اليها اعلاه وتخص مقتبسات من نصوص فلكية مختلفة وتشير الى بعض الظواهر المتعلقة بالكواكب والبروج، وقد زودتنا هذه النصوص الفلكية بملاحظات قيمة ومهمة واصبحت مجموعة هذه النصوص اول سلسلة طويلة للارصاد الفلكية واول الوثائق المهمة في الدراسات الفلكية حيث ضل فلكيواا ذلك العصر يكتبون ملاحظاتهم اليومية لفترة طويلة من الزمن .