من ابتهالات آدم كل العصور
( إلى المرأة … في عيدها )
شعر : د.علي حداد
إلهي
لك الحمد
على كل هذي الهدايا : هداياك .
وهذي العطايا :عطاياك .
لك الحمد
أنك من بين أقباس ذاتك أوجدتني
وألقيت في الطين ذاكرة
فاستوى :رجلاً .
ومن ضلعه المنحني ـ مثل جسر على القلب ـ
صيرتها : امرأة ،
فتواترت الكلمات ، تؤجج أيامه بالحنو إليها .
* * *
كنت ـ وقبل الحضور البهي لقامتها ـ
ملقى في كف الوحشة
يداي تلامس موجودات لا كنه لها ،
وأنا القادم للتو
من الظمأ الطيني المشتجر الرغبة .
وحين ارتسمت قدامي
بطراوة أغصان الحناء
وبصحو شموس تستيقظ للتو
وفيوض من زينتها الأولى
تدليت إليها من بين أنامل وعدك
مصحوبا بتهاليل ملائكة لاتنضب .
* * *
أنت ،
وبفرشاة من نورك
كورت … ودورت
وألقيت الفلق الصاهل في قامتها
فتنفست حضوري فيها … واكتمل الخلق
* * *
إلهي
لم يفتني الشيطان ـ وإن وسوس لي ـ
لكن مشيئتك الأنقى
شاءت أن تمتحن الروح
مابين جنانك …
ومغان لاهثة في عينيها .
أنت خلقت لها هذا الدفء
وهذي الرقة تكسر
وحشة أيامي
والضحكة
تنثرها حولي ضوءاً لايبرد
ثم تركت عيوني كي تختار .
فاخترت
وسريت وإياها
نحو فيافي هذا المجهول الصاخب .
* * *
قبلها
كنت أحسب أن المدى
عوالم بيضاء ، بيضاء من غير سوء
ولكنها علمت شفتي
أن تعيد قراءة ألوانه الصاخبهْ .
قبلها
كان حولي محض ملائكة طيبين
ولكنها علمت خطوتي
أن تحاذر من نزغة للشياطين ترمقني .
قبلها
كنت أوحيت لي
أن أعاين هذا الوجود
بصمت ملاك
وهي من أججت في عيوني السؤال .
قبلها
كنت أطلقت روحي
لمرقى بعيد
وهي من حطّ في قدمي
نزوع الإقامة في اللا مكان .
قبلها
كنت ألهمتني
أن أسمي أشياء هذا الوجود بأسمائها
وهي من قادني للكتابهْ .
* * *
إلهي
لأقصى مرامي اليقين
التي اكتملت في يديك
تكيّف هذا الوجود بمعجمه
فجاءت تفاصيلها ـ لغتي ـ محض أنثى
فالأرض : أنثى
السماء : كذلك
النجوم ، الشموس الرياح ، المياه
المساء إذا ماتمطى مساءات : أنثى
البلاد ، المحبة : أنثى
إذا قلت : فلسفة ، حكمة ، فكرة ،
سأقصد أنثى
الحياة ، الحضارة : أنثى
صلاتي ، الكتابة : أنثى
خطواتي ، الروح : أنثى
الفحولة ـ حتى الفحولة ـ فوق لساني :أنثى
فمن ذا الذي حطّ في شفتي لغة
للذكورة وحشية الإدعاء ؟!
* * *
إلهي
بتقاويم أنوثتها
وهي فضاءات
من لئلاء مشيئتك الضوئية
وبحافل كل مباهجها
وهي مسيل
لتفاصيل في مفردة تتغياك
سأراك
وأهمس :
لك الشكر ،
على كل هذي الهدايا : هداياك
وهذي العطايا عطاياك
وأكملها من تلمّ انكسارات بوحي
ـ إذا ما ذبلت كغصن وحيد ـ
بقناديل ماء وعطر… وطيبهْ
فكانت لي :
الأم ،
والأخت ،
والبنت
وأجمل كل ملاذات روحي : الحبيبه .
(بغداد 8/آذار /2012م )