نظم مركزنا سمنار بعنوان ( ‏ الحياة العامة للمجاورين الاندلسيين والمغاربة في مكة المكرمة في رحلة ابن بطوطة

مركز احياء التراث ينظم سمنار

بالرغم من الظروف التي يمر بها بلدنا العزيز وتفشي جائحة فيروس كورونا وفي ظل توجيهات الجامعة في ‏القاء ‏المحاضرات عبر المنصة الالكترونية ‏

القت الاستاذ الدكتورة وجدان فريق عناد التدريسية في مركز احياء التراث العلمي العربي / جامعة بغداد وباشراف مباشر من ‏مدير ‏المركز الاستاذ الدكتور رياض سعيد لطيف سمنار ‏بعنوان ( ‏ الحياة العامة للمجاورين الاندلسيين والمغاربة في مكة المكرمة في رحلة ابن بطوطة ‏) يوم الاثنين الموافق 7/12/2020

متحدثة عن الحضارة الإسلامية ومعرفتها هي من الحضارت الغنية بالمصادر التاريخية التي يمكن وصفها بالكنوز لأهمية المعلومات الواردة فيها، ورحلة ابن بطوطة من تلك الكنوز التي ينظر إليها بعين الإعجاب، لأن كتب الرحلات موارد مهمة للمادة التاريخية التي تخدم علوم متنوعة، فالباحث يمكن أن يجد ضالته وما يبحث عنه فيها، ذلك لأن أصحابها قدموا وصف جغرافي وبشري واقتصادي وسياسي للمناطق والبلدان التي زاروها، فسجلوا بذلك الفضل في حفظ معلومات قد لا نجدها في المصادر المختصة أحيانا .

وفيما يتعلق بحياة المجاورين المغاربة والاندلسيين في الحرم المكي من رحلة ابن بطوطة سنحاول في هذا البحث تقديم عرض للحياة العامة للمجاورين المغاربة والأندلسيين في الحرم المكي من رحلة ابن بطوطة والمعلومات التي وردت في ثناياها، وربما من الضروري الإشارة إلى أنه لم يذكر بدقة وتفصيل كل المعلومات المتعلقة بهم، لأنه لم يكن يؤرخ لهم، بل إنه أشار إلى بعض المعلومات وفقاً لما يقتضيه الحديث، وعلى الرغم من ذلك يبقى له الفضل في ذكرها، فمنها يمكن رسم تصور ربما يكون قريباً إلى حد ما من الحقيقة التاريخية .

فمن خلال ما وجدنا يمكننا الحديث عن حياتهم الدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ويبدو من الروايات أن حياة المجاورين المغاربة والأندلسيين لم تكن تختلف عن المجاورين الآخرين، فكانوا يعيشون حياة سهلة وبسيطة، فلا يكاد الحرم المكي يخلو من المحسنين والمتصدقين بالمال والطعام على المستحقين، ومن الطبيعي أن يكون للمجاورين نصيب فيه . فضلاً عن توفر السكن لهم في الربط التي كانت منتشرة في أرجاء الحرم المكي، والتي كان يقطنها أولئك المجاورين الذين لهم مكانة اجتماعية بين المجتمع المكي كونهم ضيوف الله، ولم يكن ينظر إليهم على أنهم غرباء، بل هم سبب للبركة، فهم المنقطعون للعبادة الذين تركوا الأهل والوطن من أجل البقاء إلى جنب بيت الله الحرام، ومن الإقامة الطويلة نشأت علاقات اجتماعية وطيدة بينهم وبين المجتمع المكي…