بالرغم من الظروف التي يمر بها بلدنا العزيز وتفشي جائحة فيروس كورونا وفي ظل توجيهات الجامعة في القاء المحاضرات عبر المنصة الالكترونية
القت الاستاذ المساعد الدكتورة وسن حسين محيميد التدريسية في مركز احياء التراث العلمي العربي / جامعة بغداد وباشراف مباشر من مدير المركز الاستاذ الدكتور رياض سعيد لطيف سمنار بعنوان (”المجوس الثلاث وولادة المسيح”) يوم الاثنين الموافق9/11/2020 …
متحدثة عن نجمُ يسوع هو الكوكب الذي تنبأ عنه مجوسي شرقي قبل إثنى عشر قرناً يدعى بلعام بن بَعورَ، إذ رآه يسطعُ فوق خيم يعقوب (العدد 24/17)،وهذا النجم هو النور الذي رآه النبي أشعيا يسطعُ على”الشعب السائر في الظلمة”(أشعيا 9/1).
كانت ولادة المسيح ترتبطُ إرتباطاً وثيقاً بين سطوع نجم وقيام ملك، لذا أخذ المجوس يترقبون ظهور هذا الكوكب، وما أن شاهدوا ذات ليلةٍ بزوغ نجمٍ جديدٍ في المشرق حتى تبادر إلى ذهنهم كوكب الملك العظيم فتوجهوا بنص الإنجيل نحو أورشليم” أتى مجوس من المشرق إلى أورشليم قائلين أين هو ملك اليهود الذي ولد؟ فقد رأينا نجمه في المشرق وأتينا لنسجُد له”(متى2/1).
جمع هيرودس رؤساء الكهنة وعلماء الشعب اليهودي وأستخبر منهم أين يولد المسيح؟ فقالوا له: إنه بحسب النبؤات (نبؤة ميخا 2:5)يجب أن يولد في بيت لحم يهوذا”وأنت يا بيت لحم أرض يهوذا ، لستِ الصغرى من مدن يهوذا الرئيسية لان منك يخرج زعيم يرعى شعبي إسرائيل”،فأرسلهم إليها وكان “النجم الذي رأوه في المشرق يتقدمهم حتى بلغ المكان الذي فيه الطفل فوقف فوقه ، فلما رأوا النجم فرحوا فرحاً عظيماً جداً ودخلوا البيت فوجدوا الطفل مع أمه ُمريم ، فركعوا وسجدوا – على حسب عادة الشرقيين القدماء- ثم فتحوا أكياسهم وأهدوا إليه ذهباً ، وبخوراً ومُراً”(متى 9:2). فالذهب أثمن المعادن واللبان (البخور) والمر من أفخر المواد العطرية الصمغية التي تسيل من بعض الأشجار، فاللبان يستعمل لتطيب الملابس والمساكن والهياكل والمُر الممزوج بالزيت لدهن الرأس واللحية والأيدي.وقد أُوعزَ إلى المجوس في الحلم أن لايرجعوا إلى هيرودس فنهضوا ليلاً وسلكوا في صحراء اليهودية إلى الجنوب ، طريق الأردن والبحر الميت إلى بلادهم. لم يذكر الإنجيلي متى معلومات دقيقة ومفصلة عن النجم كيف كان ظهوره وماهو شكله؟، وكذلك لم يُشر إلى من كان هؤلاء المجوس؟ ولا كم عددهم؟ وماهي أسماءهم ؟ ومن أي بلدٍ أتوا؟.
غير إن هؤلاء المجوس لم يكونوا يهوداً، بل كانوا يُمثلون جميع شعوب الأرض الذين من أجلهم ولد المسيح، فالتقليد الغربي في القرن السادس الميلادي أطلق على هؤلاء المجوس أسماءاً هي كاسبار ملك من الجزيرة العربية وملكيور ملك فارس وبالتازار ملك الهنود.
في حين يُشير التقليد الكلداني أن من قصد السجود للملك الجديد من المجوس، كانوا إثني عشر وكلهم من أبناء الملوك وذلك في سنة 304 للاسكندر اليوناني ، وقربوا قرابين مقدسة وكانت أسمائهم ديراونداد بن قؤرطاش ، وهرمزداد بن سيطاروغ ، وطيفارتسفا بن غوندافا ، وأيرشاخ بن ميهاروق ، وزاهرونداد بن قرواز ، وأيرياهو بن خسرو ، وأرتحششت بن حولحاد ،وإشتعبذون بن شيرواناش ، وميهروق بن حوهيم ، وأحشيرش بن صفحان ، وصردالح بن بلدادان ، ومروداخ بن بلدان. من هذه الأسطورة التقوية يكمن التركيز على التعليم الروحي واللاهوتي المعبر عن جوهر الرسالة المسيحية أكثر منه على حدث الزيارة المجوسية.
ويبقى ميلاد المسيح المعجزة التي تقف أمامها العقول مذهولة ،ميلاداً مجيداً لكل عقل أمن بالله وقدرته التي لا حدود لها.
ورغم مانحياه من جهلٍ وعنف ، رغم ظلم الإنسان لأخيه الإنسان ،وإستباحة حرماته ودمه إلا أننا نتمنى أن يكون نجم سنة 2021 حاملاً معه السلام والمحبة من رب الرحمة والرجاء ، الذي لا تُقهر إرادته أبداً.فليس القوي من يكسب الحرب دائماً
وإنما الضعيف من يخسر السلام دائماً
No comment