مركز احياء التراث يعقد سمنار

بالرغم من الظروف التي يمر بها بلدنا العزيز وتفشي جائحة فيروس كورونا وفي ظل ‏توجيهات الجامعة في ‏القاء ‏المحاضرات عبر المنصة الالكترونية ‏

القى م. د مازن قاسم مهلهل التدريسي في مركز احياء التراث العلمي العربي / جامعة بغداد ‏وبأشراف مباشر من ‏مدير ‏المركز الاستاذ الدكتور رياض سعيد لطيف سمنار ‏بعنوان ( المدينة ‏الفاضلة وجمهورية افلاطون الخصائص والمشتركات) يوم الخميس الموافق12/11/2020 ‏‎…‎

‏ ‏‏ متحدثاً عن فلسفة افلاطون ومعرفها على انها فكرة الربط بين الكيانات المتنوعة والتي يجب ‏الوصول اليها عن طريق العقل والمدينة التي تصورها افلاطون هي من الاحلام التي تمنى ‏تحقيقها وتحويلها الى حلم لجميع المجتمعات الانسانية والتي لم تتمكن اي من تلك المجتمعات ‏تحقيقها كما لم يتمكن افلاطون من ذلك بسبب غياب الواقعية عن العديد من الافكار التي طرحها ‏افلاطون ولكن مع ذلك فأن الفكرة العامة للمدينة الفاضلة لم تظل مرهونة في الافكار التي قدمها ‏افلاطون بل انتشرت تلك الفكرة في الفلسفة الاسلامية وتحديداً في القرن الرابع الهجري عندما ‏ظهر الفيلسوف المسلم الفارابي ( ابو نصر محمد بن محمد بن اوزلغ الفارابي 260هـ/339م) ‏والذي قام بتأليف كتاب حول فكرة المدينة الفاضلة وطرح فيه مجموعه من المبادئ التي تشير ‏الى المجتمع الانساني الفاضل المعتمد على فكرة تحالف الامم في مجتمع واحد ونستطيع ان ‏نلخص خصائص كل من جمهورية افلاطون وكتاب اراء اهل المدينة الفاضلة بان الفكرتين غير ‏واقعيتين ولا يمكن تطبيقها على ارض الواقع . وقد اشترك الفارابي في كتابه مع افلاطون في ‏القسم الاجتماعي من الكتاب اذ انه قسم كتابة الى قسم فلسفي استحوذ على القسم الكبير من الكتاب ‏والقسم الاجتماعي الذي وضح فيه ما يصح تسميته تصميماً لمدينته الفاضلة , وقد جاء شبيهاً في ‏معظم النواحي لتصميم افلاطون لجمهوريته اذ قرر ان الانسان اجتماعي بطبعة وهو مضطر لهذا ‏الاجتماع لسد حاجة وهذه المجتمعات ترجع الى مجتمعات كاملة يتحقق فيها التعاون الاجتماعي ‏وهذه المجتمعات الكاملة تكون على ثلاثة مراتب ارقى تلك المراتب هي اجتماع العالم كله في ‏دولة واحدة وتحت سيطرة حكومة مستقلة واقل منها اجتماع امة في جزء من المعمورة وتحت ‏سيطرة حكومة مستقلة واقلها اجتماع اهل المدينة في جزء من الامة تحت سلطة رئيس والمدينة ‏الفاضلة بنظر الفارابي هي المدينة التي تتحقق فيها السعادة للافراد على اكمل وجه من خلال ‏تعاون افرادها واختصاص كل منهم بالعمل الذي يتقنه ، واشار افلاطون الى تحقيق الرفاهية ‏تعتمد على التعاون بين السكان ولكنه اختلف مع الفارابي بان عدد السكان لابد ان يكون قليل وقد ‏قسمهم الى ثلاث طبقات وهم الاوصياء والمحاربين والمزارعين وان كافة الممتلكات والاشياء ‏الموجودة في المدينة تعتبر ملكية عامة وتنعدم فيها الملكية الخاصة وقد استوحى الفارابي في ‏مدينته بعض القيم الاسلامية ولكن يظل تأثير افكار افلاطون في جمهوريته هو الايحاء الاول ‏لفكرة المدينة الفاضلة