‏ باشراف مديرة المركز الاستاذ الدكتورة الاء نافع جاسم نظم مركز احياء التراث العلمي العربي في جامعة بغداد احتفالية ‏بمناسبة ( اليوم العالمي للغة العربية ) صباح يوم الاحد الموافق 19/12/2021 وعلى قاعته وبحضور عدد من الاساتذة ‏والباحثين .‏
افتتحت الاحتفالية بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم بصوت الدكتور طه سبتي اسماعيل التدريسي في مركزنا ثم النشيد الوطني ‏وقراءة سورة الفاتحة على ارواح الشهداء ‏
ابتدأ الحفل من قبل الاستاذ الدكتور علي حداد حسين التدريسي المتقاعد من مركزنا متحدثاً عن سمات اللغة العربية التي تعد ‏من سمات تمايز لها عن اللغات الانسانية الاخرى من حيث السعة الفياضة في عدد مفرداتها كما اضاف ان العرب يستعملون ‏كل طاقة الجهاز الصوتي فان ذلك يدل على ان الكمال الصوتي التي مكنت المتكلم بها يتداول بمساحة من الحروف الغير ‏موجودة في فحواها في حرف الضاد والظاد ‏
ثم كلمة الدكتورة خمائل شاكر الجمالي رئيس قسم توثيق بغداد في مركزنا متحدثة ( اجمل ما قيل في اللغة العربية ) أبأ ‏بقولي : ‏
لغتي وأفخرُ إذ بليتُ بحبِها
فهي الجمال وفصلُها التبيانُ
عربيةُ لا شك أن بيانها ‏
متبسمٌ في ثغرهِ القرآنُ
‏ وهناك قصيدة قيلت في رحاب الضاد:‏
‏ بكِ تاجُ فخري و انطلاقُ لساني ومرورُ أيامي و دفءُ مكاني
‏ لغة الجدودِ و دربُنا نحوَ العُلا وتناغمُ الياقوتِ والمَرجان ِ ‏
هي نورسُ الطهرِ الذي ببياضِهِ يعلو الزُّلالُ ملوحةَ الخلجان ِ ‏
رفعَتْ على هام ِالفخارِ لواءَها بالسيفِ والأقلامِ والبنيان ِ ‏
من إرْث “مربدِها” وسوق ِ” عُكاظِها” جذرٌ يغذّي برعمَ الأغصان ِ
‏ من ثغْر ِ”عبلتِها” وبَيْن ِ”سُعادِها” تهمي دموعُ العاشق ِالولهان ِ ‏
قفْ في رحاب ِالضادِ تكسبْ رفعةً فمجالُها بحرٌ بلا شُطآن ِ ‏
اللهُ أكرمَها و باركَ نطقَها فأرادَها لتَنَزُّل ِالقرآن ِ
‏ ” اقرأْ ” فمفتاحُ العلوم ِقراءةٌ عمَّتْ بشائرُها على الأكوان ِ ‏
عِلمٌ وفكْرٌ ، حكمةٌ ومواعظ ٌ فقْهٌ وتفسيرٌ، وسِحْرُ بيان ِ
‏ وعَروضُها نغمُ العواطف ِ والهوى ومآترٌ تبقى مدى الأزمان ِ
‏ عربيةٌ، والعرْبُ أهلُ مضافةٍ وفصاحةٍ ومروءةٍ وطِعان ِ
‏ عربيةٌ، والمصطفى أرسى بها منهاجَ صرْح ٍثابت ِالأركان ِ ‏
فغدَتْ على الأيام ِ صوتَ حضارةٍ تسمو بنورِ العلم ِوالإيمان ِ ‏
هيَ في حنايا الروح نبْضةُ خافقي ومن المحبَّة صدقُها المتفاني
‏ لا تهجرُوها فهي حِصْنٌ ثباتِنا وخَلاصُنا من خيبة ِالخُسْران
‏ وخُلاصةُ القول ِالطويل ِعبارةٌ سارتْ بمعناها خُطَا الرُّكبانِ:‏
‏ ما بَرَّ قومٌ أمَّهمْ ولسانَهمْ إلا وحازُوا السَّبقَ في المَيدان ِ
‏ وإذا أهَانُوها فإنَّ مصيرَهم ْ عَيْشُ الهَوان ِوذلَّةُ الخِذلان ِ
من روائع الغزل العربي …‏
ومغرمةٍ بالنحوِ قُلْتُ لها إعرِابي ‏
حبيبي جَارَ عَليِه الحبُّ
‏ قالتُ حَبيبي مُبتَدَأ في كَلامِهِ ‏
فقلتُ لها ضُمّيِهِ إن كَانَ مُبتَدَأ
ثم كلمة الدكتورة زينب كامل كريم التدريسية في مركزنا متحدثة أقوال المستشرقين في اللغة العربية : اللغة العربية في ‏عيون الغرب ‏
كل من عرف اللغة العربية وتذوقها شغف حبا بها ، وكثيرة هي أقوال المستشرقين الغربيين عن العربية كل مدحها في جانب ‏رآه فيها فضلا وخصيصة تستحقه العربية للثناء عليها حتى وصل بهم درجة الانبهار المدهشة فها هو :‏
ارنست رينان يعرب عن دهشته ويقول : من اغرب المدهشات ان تنبت تلك اللغة القومية وتصل الى درجة الكمال وسط ‏الصحاري عند امة من الرحل تلك اللغة التي فاقت اخواتها بكثرة مفرداتها ودقة معانيها وحسن نظام مبانيها ولم يعرف لها ‏طفولة ولا شيخوخة ، وفي قول آخر يقول :‏
كل من عرف اللغة العربية شغف حبا بها ، اللغة العربية بدأت فجأة على غاية الكمال وهذا اغرب ما وقع في تاريخ البشر ‏فليس لها طفولة ولا شيخوخة ‏
وفي مقام اخر يقول: ‏
ولا نكاد نعلم من شأنها الا فتوحاتها وانتصاراتها التي لا تبارى ولا نعرف شبيها بهذه اللغة التي ظهرت للباحثين كاملة من ‏غير تدرج وبقيت محافظة على كيانها من كل شائبة ‏
وقد احتار المؤرخ البلجيكي جورج سارتون في الوقوع على سر العربية فعزى ذلك الى الهبة الالهية يقول : ‏
وهب الله اللغة العربية مرونة جعلتها قادرة على ان تدون الوحي احسن تدوين بجميع دقائق معانيه ولغاته وان تعبر عنه ‏بعبارات عليها طلاوة وفيها متانة ‏
أما جوستاف جرونبوم فيقطع باليقين ان لاوجود للغة تطاول العربية في شرفها يقول: ‏
ما من لغة تستطيع ان تطاول اللغة العربية في شرفها فهي الوسيلة التي اختيرت لتحمل رسالة الله النهائية وليست منزلتها ‏الروحية هي وحدها التي تسمو بها على ما اودع الله في سائر اللغات من قوة وبيان اما السعة فالامر فيها واضح ومن يتبع ‏جميع اللغات لا يجد فيها على ما سمعته لغة تضاهي اللغة العربية ويضاف جمال الصوت الى ثروتها المدهشة في ‏المترادفات ‏
ويتحدث الالماني يوهان فك للعربية عن جبروت العربية يقول :‏
‏ لقد برهن جبروت التراث العربي الخالد على انه اقوى من كل محاولة يقصد بها زحزحة العربية الفصحى عن مقامها ‏المسيطر واذا صدقت البوادر ولم تخطئ الدلائل فستحتفظ العربية بهذا المقام العتيد من حيث هي لغة المدنية الاسلامية
ثم كلمة الدكتور علي كاظم حسين من كلية الادارة والاقتصاد / جامعة واسط متحدثاً عن العربية والايعاز لمتطلبات العصر ‏حيث شاع هذا التعبير مطلع القرن الماضي ثم انتقل الى النصوص التشريعية واللوائح والانظمة المحددة لمهام المجامع ‏اللغوية وفيها قانون الحفاظ على سلامة اللغة العربية لعام 1977 في العراق ‏
ثم كلمة الدكتورة ايمان صالح مهدي التدريسية في مركزنا متحدثة عن اسرار اللغة العربية حيث ان للغة العربية طرائق ‏نمت بها فأمدتها بفيض زاخر من الالفاظ والاساليب وجعلت من لغتنا اغزر اللغات السامية واكثرها تنوع في الاساليب وادق ‏في القواعد ثم ذكرت انواع الاسرار وهي القياس والاشتقاق والقلب والابدال والنحت والارتجال والاقتراض ‏
ثم مسك ختام الاحتفالية للدكتورة غانم عودة شرهان الحسيني التدريسي في مركزنا متحدثاً عن قباحة اللحن عند العرب اي ‏ان الاذن العربية الاصيلة مرهفة تنفر من اللحن وتستهجنه حيث ان اول لحن سمع بالبادية ( هذه عصاتي ) والصواب هو ( ‏عاصي ) واول لحن سمع في العراق ( حي على الفلاح ) والصواب هو ( حَي على الفلاح ) اي بالفتح كما احصوا اللحانين ‏من البلغاء فعدوا منهم خالد بن عبد الله القسري وخالد بن صفوان وعيسى بن المدور كما اضاف الحسيني ان من طرائف ‏اللحانين دخل اعرابي السوق فسمعهم يلحنون فقال : سبحان الله يلحنون ويربحون ولانلحن ولا نربح
وفي الختام شكرت مديرة المركز جميع القائمين على هذا النشاط ومكرمة الدكتور علي حداد بشهادة تقديرية ودرع التميز ‏لمسيرته العلمية المتميزة في مركزنا.‏

RashcAuthor posts

Avatar for rashc

مركز احياء التراث العلمي العربي مركز يعنى بالتراث العربي

No comment

اترك تعليقاً