نظم مركز احياء التراث العلمي العربي في جامعة بغداد صباح يوم الاحد الموافق 2/10/2022 وعلى قاعة الاستاذة نبيلة في المركز سمنار بعنوان (آداب الطعام عند الخلفاء) القى السمنار الاستاذ الدكتورة الاء نافع جاسم مديرة المركز متحدثة
ان اداب الطعام لها جذور اصيلة ترجع الى عهد الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) فقد كان لايُعيبُ طعاماً قط .
واتبعت من بعده في عهد الخلفاء الراشدين على ان لايُعاب الطعام الذي يقدمه الخليفة إلى جلسائهِ ، أي إنها إمتازت بالبساطة في المأكل والمجلس والزهد في الحياة ، وبهذا كانت موائد الخلفاء الراشدين على نوعين ، مائدة لعامة الناس يقوم فيها اللحم والخبز والمرق ، كما في عهد الخلفة عمر بن الخطاب ” رضي الله عنه” ، ومائدة خاصة للخليفة تُقام في بيتهِ الخاص ثم اضافت ايضاً رافقت الدولة الاموية كثير من التطورات وانسحبت بدورها على مؤسسة الخلافة ، ومانتج عنها من إستحداث رسوم وتقاليد جديدة لم تكن موجودة في عصر الخلفاء الراشدين ” رضي الله عنهم” أي إن مظاهر التطور بدأت أيام ولاية معاوية بن أبي سفيان ، فظهرت مراسيم عدة لآداب الطعام على مائدة الخلفاء ، فمنها أن لايأكل الجليس بشراهة لأن ذلك من الأمور التي يُعاب عليها إذا قام بها ، وليست من آداب الطعام . فعليه أن يتأنى في أكله .
وقد كان الخلفاء الامويون شديدي الملاحظة والدقة مع جلسائهم على مائدة الطعام .وكذلك من مراسيم آداب الطعام ، قلة الكلام عند حضور الطعام أي على موائد الخلفاء ، لكي لايتساقط شيء من الطعام من بين أسنانهم وألسنتهم لأن ذلك سوف يُعيب النفس عند الطعام . ثم ذكرت ان الخلفاء العباسيين من اشد الناس حرصا على إنتقاء مالذ من الطعام وطاب ،فهم يتخيرون اللذيذ منهُ وينفقوا الأموال الكثيرة في سبيل ذلك كانوا يتهمون ويعتنون بطعامهم كل العناية ويحرصون على أن لايفوتهم من اللذائذ بالمأكل والمشرب ، فكانت تأتيهم الثمار واللحوم والطيور من مختلف البلدان وينفقون في ذلك الأموال الكثيرة ليمتعوا بالطيبات من المأكل والمشرب . وقد امتاز العرب بالفطنة فانهم يعرفون الخليفة سوءاً كان بخيلا ام سخيا من طريقة غسل يده قبل الطعام فيقول ((سال المامون اليزيدي عن اخلاق العباس وكان قد امره بتأديبهِ وعشيرتهِ فأخبره أنه لاهمة لهُ فقال لهُ وكيف علمت ذلك قال رأيتهُ ناولهُ الغلام أشناناً ليغسل به يده فاستكثر ماوقع في يده منه فردهُ في الأشنانداه ولم يلقه في الطست فعلمت إنه بخيل والبخيل لايصلح للملك…
No comment